? على شارع إتجاه واحد، يقودك لاتحاد الفنانين بود مدني، تقع عيادة د. علي طه، إختصاصي النساء والتوليد والاستاذ بكلية الطب جامعة الجزيرة، د. علي = رغم شطارته في تخصصه = لكنه ماهر في دوزنة آلة الجيتار، فهو سليل اسرة فنية، عمه الفنان عثمان حسين، وإخوانه لهم فرقة تسمى الفرقة الانتحارية، لانهم مارسوا العزف بعد منتصف الليل خلال (قبضة) الانقاذ الأولى. ? تعلم العزف على آلة العود قبل الجيتار، غادر السودان لبلغاريا لدراسة الطب، هناك التقى بمجموعة من الشباب كان بينهم ابن أمير منطقة لاوس، بدأنا تعلم الجيتار في منطقة كانت تقع بين «4» عمائر فانتبه الناس إلينا، وأصبحنا نشارك في احتفالات رأس السنة والاستقلال ومناسبات الطلاب، والتقينا بمتعهد للحفلات وتعاقد معنا بعد اجتياز امتحان هيئة الموسيقى وبعدها طفنا كل بلغاريا. = يقول د. علي: (بعد وصولي بلغاريا فكرت أن أدرس الموسيقى بدلاً عن الطب، فوصل الخبر لوالدتي، وأرسلت خطاباً مؤثراً، فعدلت عن فكرة الموسيقى وواصلت دراسة الطب)، ويستدرك قائلاً: (صحيح وجدت نفسي في الطب، لكن لم أسعد أهلى بهذه المهنة، لأنني غير موجود وهم غير قادرين على التأقلم مع طبيعة المهنة). = الذي يلاحظ مظهر د. علي يعتقد أنه فنان تشكيلي.. فشكله قريب الشبه ببرناردشو، في مظهره فوضى «مريحة» للنفس، لا يوحي البتة انه طبيب، يقول: (المظهر الذي رأيتني به كان موضة يومذاك، لكن لا استطيع التخلي عنه لأنه أصبح جزءاً من شخصيتي، وأنا ذاتي بقيت ما بشوف روحي إلا كده). = بلغاريا رمت بظلالها على شخصيته، وتفكيره، وتعامله، وأنت تدخل عيادته تشعر بأنك داخل إلى محراب فنان، اللوحات التشكيلية، الأدوات الفلكلورية، عبق البخور الذي يضمخ غرفة العيادة يقول: عندما رجعت للسودان كان العلاج مجاناً، وأول عيادة أفتتحتها أستحيت من الرسوم وأضطررت لإغلاقها، وأذكر كان راتبي «75» جنيهاً (بالقديم) يكفي ويزيد، وكنت مستأجراً ?يلا وأمتلك عربة، لم أستطع فتح عيادة إلا بعد أستحالة الموازنة بين لقمة العيش وأداء الواجب ودفع الضرائب وإيجار العيادة وأشياء أخرى..!! = قناعة الانسان بقدرة الخالق تظهر في مظاهر شتى ولكن الدارس لتخصص النساء والتوليد وتخصص التناسلية تظهر له قدرة ربنا في أبداع الخلق = الحديث لعلي طه = أنا أعيشها كل يوم، لو كان في زول كافر تماماً، وشاهد معجزة الخلق، وتفكر في خليتين متباعدتين تماماً وكل خلية تنتقي الحيوان المناسب لها، وتبدأ الرحلة داخل الرحم، وبعدها يتكون الانسان، في تسعة أشهر ويخرج بالصرخة الأولى معلناً عن بداية حياة جديدة، أذكر فيلسوفاً قال: (ربنا كرم المرأة بأن يعيد فيها خلق الإنسان من الأول، تخيل حجم رحم، كالجوافة يحمل أحياناً «4» أفراد، الاعجاز اذا دعاك للتأمل، والتفكر والتدبر، فهو يفرض نفسه عليك)..!!