? الطاعة هي أن يعرف كل إنسان حداً لنفسه يلتزمه.. وحدا لغيره يحترمه.. وحيث لا واجب ولا تبعة لا يكون عملاً شريفاً ولا فضيلة نبيلة على أن فرقاً بين الخوف والطاعة، فإن الخوف اضطراري والطاعة اختيارية. ? إن الإحساس الى ذوي الحاجات فضيلة من أشرف فضائل العظمة الإنسانية وأقربها الى صفات الأولياء.. لأنها قوة في العظيم يعمل عملها في إعانة الضعيف ولا تعمل عملها في إذلاله وإرغامه على ديدن العظمة التي قد توصف بأنها قوة فرد عظيم ولكنها لا تنسب الى الإنسانية ولا تسمو الى مقاربة الصفات العظيمة. ? إن طلب السعادة إن صح انه العامل الوحيد في حياتنا - لا يفسر لنا لماذا تكون سعادة هذا الرجل في إيذاء الناس، بينما يلتمس غيره السعادة في الترفيه عنهم؟ فلابد أن يكون هناك غرض آخر وراء السعادة إذا اصطدم بها أهملها الإنسان مختاراً أو مكرهاً لأجله، وقوام الغرض الضمير. ? لا يقدر أحد على أن يخدم الناس جميعاً وإذا نصب نفسه لذلك أو شك أن لا يخدم أحداً، فلابد من العصبية التي تجعله قوة فاعلة في جانب من الجوانب، فيؤدي ما عليه من واجب عام من طريق الواجب الخاص. ? الغيرة على نشر الدين مقصورة على الموحدين، ولا أظن الوثنيين كانوا يرتاحون الى مشاركة الأجناس الاخرى لهم في نحلهم وأديانهم، لأنهم يعتزون بامتيازهم بدين خاص لهم اعتزازهم بجنسهم ونسبتهم ولغتهم، ويرون آلهتهم كآبائهم وأجدادهم ينبغي ان تكون لهم بلا شريك. ? القول بأن الشاعر يغني محاكاة للطير في شدوه لا يقل في الغربة عن القول بأن الإنسان يطهي الأطعمة محاكاة لأكله البرسيم ونهشه اللحوم من الدواب! إن حاجة الشاعر الى الغناء كحاجة الطير الى التغريد فلم يكن أحدهما حاكياً؟