الكاتبة الأمريكية توني موريسون التي تنحدر من أصول افريقية بدأت مسيرتها في عالم الكتابة كما لو أنها كانت تنحت في الصخر . في مطلع مايو الحالي استضافت مجلة «تايم» الأمريكية هذه الكاتبة الحاصلة على جائزة نوبل وجائزة بوليتزر وجائزة إتحاد الكتاب الأمريكيين . صدر للكاتبة الروائية والناقدة كتاب جديد ليس قصصياً جاء بعنوان» ما يتحرك في الهامش» وبهذه المناسبة وربما بمناسبة عيد ميلادها السابع والسبعين رأت مجلة تايم أن تستقبل أسئلة القراء الموجهة للكاتبة .ورأيت أن اترجم هنا تلك الأسئلة و وردود الكاتبة عليها دون الإشارة إلى اسماء من يطرحون الأسئلة وهم من قرائها المختلفين : س: كيف اكتشفت ولعك بالكتابة؟ ج: شغفي الأول العميق هو بالقراءة ؛وفي لحظة ما ولم يكن ذلك باكراً -عندما كنت في الخامسة والثلاثين أو السادسة والثلاثين - ادركت أن ثمة كتاب أتوق للغاية لقرائته وأنه لم يكتب في الواقع ولذا صرت أحوم حوله في محاولة مني لإنشاء الكتاب الذي أود قراءته. ? من بين كل الروايات التي كتبتها هل لديك رواية مفضلة؟ - لا.أنا دائماً أكون منجذبة للرواية التي أكون منهمكة في العمل عليها. ? كيف تبدو الحالة التي تسبق الكتابة لديك؟ - الكتب المختلفة تأتي بطرائق مختلفة وتتطلب استراتيجيات متباينة.معظم الكتب التي كتبتها كانت أسئلة لم يتسن لي الإجابة عليها .ولكي أضع أول كلمة في حقيقة الأمر لم تكن لدي خطة؛أحيانا تكون لدي شخصية ؛ لكنه لم يكن بوسعي عمل شيء حيالها إلى أن يأتيني الوارد اللغوي. ? رواية «أغنية سولومون» (أغنية سليمان؟) يجب أن يقرأها كل الأولاد الأمريكيون من أصول افريقية.كيف قرأت ما يجري في عقولنا؟ - كان هذا العمل بمثابة قفزة بالنسبة لي.كنت حقيقة أرغب في انجاز هذا الكتاب، عن تعليم شاب أسود من الطبقة الوسطى وعن انحداره عن اسلافه ولم استطع عمل شيء.ثم مات والدي وكان موته بمثابة زلزال بالنسبة لي واذكر انني كنت اقول لنفسي : عجباً ما الذي كان سيقوله والدي عن هؤلاء الشباب؟وهكذا على أن أقر لكم بانني حينها وجدت مدخلاً. كنت أعلم أنني سأصل إلى ما وصلت إليه لو أنني فكرت في أبي. ? هل تعتقدين أن الشابات اليافعات السوداوات يتعاملن اليوم مع قضايا تقبل الذات بنفس الكيفية التي تعاملت بها بطلة روايتك « العين الأكثر زرقة» - إطلاقا لا .عندما كتبت الرواية أعجبت بها الشابات اللائي قرأنها في حينه (لكنهن) لم يكن سعيدات لأنني أظهرت منطقة يستحين منها.في هذه الأيام أجد النساء الأمريكيات من أصول افريقية أكثر كمالاً . تظهر فيهن حالياً ثقة يتعاملن معها كحق مسلم به. تجدر الاشارة إلى أن الرواية المذكورة لتوني موريسون تظهر فيها الشخصية الرئيسية «بيكولا بريدلوف»وهي تتساءل مستنكرة وضعها و لونها الأسود الذي يلصق به القبح لماذا لاتكون لها عينان زرقاوان وشعر أشقر مثل البيضاوات وهكذا يقودها سؤالها هذا منذ ربق الصبا إلى الجنون حيث تحصل هناك على العين الأكثر زرقة من الجميع.