بالأمس كان يوم الوفاء لكتيبة الإعلام المرئي والمسموع والمقروء.. كانت كلمات الرئيس المليئة بالصدق والوفاء والشكر لجهود التلفزيون السوداني والإذاعة السودانية والصحافة السودانية في التعبئة العامة للشعب السوداني ضد المؤامرة الخبيثة التي استهدفت العاصمة الوطنية أمدرمان، وكذلك دور الكتيبة الإعلامية بمختلف أفرعها في رفع الروح المعنوية لرجال القوات المسلحة ولقوات الأمن والمخابرات وقوات الشرطة التي قاتلت قتال الفرسان ودحرت المعتدين ودمرت آلياتهم الحديثة، وفي زمن قياسي. وقال الرئيس إن كتيبة الإعلام كانت من الكتائب المقاتلة في المعركة مع بقية الكتائب المسلحة.. كان سلاحها الصورة والقلم لذلك عندما بدأت الجولة على القوات التي نالت النصر الكبير بعزيمة الرجال.. كان لابد أن أزور كتيبة الإعلام.. وأكد الرئيس أن الإعلام كان له دور متقدم.. ولأول مرة نجد الإعلام في مكانه الصحيح تماماً. وبالفعل لقد لعب الإعلام السوداني بمختلف أفرعه دوراً وطنياً عالياً في المعركة.. وتناسى الجميع انتماءاتهم الفكرية والحزبية.. ووقفوا صفاً واحداً مع القوات المسلحة وقوات الأمن والشرطة يشدون من أزرهم ويتابعون فلول المتمردين ويبحثون عنهم في الأحياء الطرفية وبلغوا بوجود العشرات منهم. إنه شعب عظيم حقاً، يتحول الى رقم واحد في حالات المحن والكوارث والملمات. والإعلام كان حقيقة كتيبة متقدمة.. وأود أن أشيد بدور التلفزيون للمرة الثالثة الذي كان مواكباً بشكل لافت للنظر حيث استطاع أن يتابع المعركة أولاً بأول.. لا يخافون الموت.. واستطاعوا نقل صور حية للمعارك وللأسلحة المدمرة.. وهذا يحدث لأول مرة.. إذ كنا في الماضي ننقل صور الأحداث والمعارك من الفضائيات العالمية لكن هذه المرة.. استطاعت كل الفضائيات أن تنقل من التلفزيون السوداني.. وبذلك لعب التلفزيون دوره القومي المنوط به برجولة تامة. من هنا أحيي الأستاذ محمد حاتم سليمان مدير عام الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون وأركان حربه في الأقسام كافة. وبالنسبة للإذاعة.. كانت أيضاً سباقة وتعمل بنفس الوتيرة وكانت وسط المواطنين ووسط نيران أسلحة العدو المحترقة.. واستحقوا أن يحضنوا كل جماهير الشعب السوداني حتى في الأرياف التي لا يصلها البث التلفزيوني ولا تصلها الصحف في وقتها.. والتحية أيضاً لأخي معتصم فضل مدير الإذاعة وفرقته المقاتلة. الرئيس لم ينس الصحافة السودانية.. إذ توحدت كلها وأدانت وبشدة عملية الغزو واستطاع خليل وببراعة شديدة فقد بعض الأقلام التي كانت تتعاطف معه لحد ما لأي سبب من الأسباب، فقد توحدت الأقلام.. وكتبت بمداد واحد هو مداد الوطن.. لذلك استحقت التقدير والشكر من رئيس الجمهورية. ولم يحدث أن توحدت الأقلام بمختلف اتجاهاتها كما توحدت أثناء المعركة. ان لقاء الرئيس بالقيادات الإعلامية أكبر دليل وأكبر شهادة لها.. بمواقفها الوطنية. والتقدير ايضاً للدكتور كمال عبيد وزير الدولة بالاعلام الذي اشاد بجهود العاملين في الاعلام اثناء المعركة حديثا يليق بهم وكانت كلماته بلسماً شافياً للاعلاميين، فله الشكر والتقدير. ان الإعلام في كل المعارك في بلدان العالم الثالث.. كان من الكتائب التي تتقدم المعركة.. وتعمل على النصر. وهذا التوحد فرصة طيبة.. للدولة بأن تقوي الجسور التي بينها وبين الصحافة بصفة خاصة والإعلام بشكل عام حيث توفر له المعلومات المطلوبة، وتسهل له الحركة للوصول الى المواقع التي يعتقد أنها تكمل رسالته الإعلامية. لقد تحدث الرئيس حديثاً طيباً أطرب أهل الإعلام وأعاد لهم الثقة بينهم وبين الدولة التي كادت تفقد.. وهي فرصة للدولة لتوثيق علاقاتها بالكتَّاب والصحافيين وإقامة علاقة تقوم على التقدير والاحترام المتبادلين.. لخلق أرضية صلبة لصحافة حرة وصحافة وطنية تخدم أجندة الوطن الواحد والمتوحد.. بعيداً عن الجهوية والقبلية البغيضة. ونسأل الله أن يجعل هذا البلد آمناً ويرزق أهله من الثمرات.. وسيظل السودان.. خيمة تظللنا جميعاً ونيلاً يروينا جميعاً. والله الموفق وهو المستعان