«دقيناهم في راسهم لمن عرفو حاجة» بهذه الكلمات البسيطة عبرت امرأة بحماس شديد عن شعورها تجاه العدوان الذي استهدف امدرمان الاسبوع الماضي في إشارة الى أن المرأة لم تتخلف عن الدفاع عن الوطن بل أن دفاعها كان موجعاً إذ أن ضرب الرأس أوقع أثراً وأشد ألماً.. وأن هذه الضربة لقنتهم درساً لن ينسوه حتى عرفوا أن غزو الخرطوم ليس أمراً سهلاً. وبعد إنقشاع آثار المعركة تكشفت مهام أخرى قامت بها المرأة حيث أسهمت في توفير الوجبات للجنود، أمدتهم بالمياه وعاودت الجرحى وشاركت أسر الشهداء وقدمت لهم المؤن.. أسوة بالصحابيات المجاهدات أمثال خولة التي قال عنها رسولنا الكريم «صلى الله عليه وسلم» لم ألتفت يمنة أو يسرة -في احدى الغزوات- حتى وجدتها تداوي الجرحى وتسقي العطشى. وقالت آمنة ضرار أمينة المرأة بالمؤتمر الوطني ولاية الخرطوم إن المرأة بالولاية سجلت مواقف بطولية منذ اليوم الأول من المعركة رغم حظر التجوال فقد قامت بإعداد الطعام والوجبات لأفراد قواتنا الباسلة التي أبلت بلاءً حسناً في معركة السبت الأسود، وقامت بزيارة الجرحى وأسر الشهداء لرفع معنوياتهم والشد من أزرهم- وعقدت لقاءات مكثفة وسط النساء بكل المحليات لتعبئتها وتهدئة روعها وتفعيلها حتى تقوم بدورها الوطني. هكذا كان دورها ولن تتوقف عند ذلك إذ أنها ابتدعت برنامجاً تنفذه وسط النساء لتجنيب البلاد التعرض لمثل هذه الإعتداءات بتوحيد الصف الوطني وتماسك الجبهة الداخلية. ولأن دور المرأة كبير في تماسك المجتمع وتعاضد بنيه وتقوية الرباط الاجتماعي ونبذ الجهوية والقبلية ودورها الأكبر في نشر السلام بين الناس، طرح اتحاد المرأة السودانية مشروع «السودان وطنا» بغرض تقوية التضامن والوحدة بين النساء لمواجهة التحديات وترسيخ قيم الولاء للوطن تحسباً لأي عدوان يستهدف وحدة السودان أو زعزعة استقراره. وقالت رجاء حسن خليفة الأمين العام لاتحاد المرأة السودانية أطلقنا نداء مشروع «السودان وطنا» الذي يغطي عدة محاور أولها تقوية وتوحيد الصف النسائي وإعلاء قيم الدفاع عن الوطن ونبذ العنصرية والجهوية لتكون المرأة منصة إنطلاق لتقوية الأواصر والرباط الاجتماعي بالمجتمع باعتبار أن الجبهة النسائية هي الأقدر على ذلك. وأشارت الى أن هذا المشروع سنستمر فيه وسيشكل واقعاً مستمراً لإكمال مسيرة الدفاع عن هذا البلد ونصرته لتوفير الطمأنينة للمواطن وهو مشروع كبير ينفذ عبر أنشطة فكرية وثقافية لتقوية الولاء للوطن. وقالت إن من محاور النداء تنفيذ برامج تساند القوات المسلحة والقوات الجهادية والأمنية ورفع الحس الوطني والأمني والأسري والحماية الذاتية، فرغم أن المرأة سجلت بطولات في هذا الجانب خلال الملحمة التاريخية منها توفير معلومات أعانت المسؤولين وسهلت مهمتهم في احتواء هذه المحاولة اليائسة بل أن البعض شارك في مطاردتهم إلا أننا نريد للمرأة أن تلعب دوراً أكبر وتستمر في مجاهداتها هذه لسد الطريق أمام أية محاولة أخرى. وقالت نريد للمرأة ان يكون لها دور فاعل في دحض الشائعات التي يروجها البعض بغرض نشر الذعر والخوف وسط المواطنين وأن تكون الصدر الآمن الذي يهديء روع الخائفين. وأشارت أن المشروع يتضمن الدعاء والتضرع مع الصيام وختم القرآن حتى نتجنب الفتن والإحن وكيد المتربصين بوحدة وسلامة وأمن السودان.