يتحدث الكثيرون من المعنيين بالقطاع الزراعي بالسودان ان خريف هذا العام (2008) سيكون فوق المعدل من حيث كميات هطول الامطار ومن توزيعها حسبما جاء على لسان عبد الرحيم علي حمد وزير الدولة بوزارة الزراعة والغابات بالصحف السودانية استناداً إلى تنبؤات سلطات الارصاد الجوي، وبناءً عليها فقد توقع السيد وزير الدولة بالزراعة والغابات موسماً ناجحاً، وقد استعدوا بالوزارة مبكراً للموسم الجديد بتوفير مدخلاته من تقاوي محسنة ومدخلات للميكنة الزراعية ومدخلات مكافحة الآفات والسيطرة عليها، وان الجهاز المصرفي قد اصدر سياسات التمويل للموسم مبكراً، بصحيفة «الرأي العام» الصادرة يوم الخميس الاول من مايو (2008) م تخوف كرم الله عباس الرئيس السابق لاتحاد مزارعي القضارف واحد كبار مزارعي الزراعة الآلية بجنوب القضارف من فشل الموسم الزراعي الصيفي (2008) وبرنامج النهضة الزراعيه اذا لم تنزل خططه وبرامجه الى ارض الواقع متجاوزة الحديث النظري، فأشار الى أن مناطق الزراعة الآلية المطرية بالقضارف تشهد حالياً بدايات خريف مبكر وفي ذات الوقت تشهد المنطقة تفاقم مشكلة الآفات متمثلة في العنتد، والجراد والجنادب التي تهدد الموسم الزراعي الصيفي إن لم تتم السيطرة عليها. كما أشار السيد كرم الله لمشكلة الاعسار والتعثر ومطاردة سلطات الاجهزة المصرفية للمزارعين المتعثرين لحبسهم في حالة عدم سداد مبلغ الاعسار والتعثر طالباً التحرك السريع لاحتواء هذه المشاكل والاستفادة القصوى من معطيات هذا الخريف. وعادة الخريف في مناطق الزراعة المطرية يبدأ في منتصف مايو من كل عام وينتظم منتصف يونيو ليتواصل في اكتوبر في معظم الاحيان وفي شهري يوليو واغسطس قمة هطول الامطار في الموسم، تتخلل الموسم فترة جفاف تقصراو تطول، وقد يبدأ هطول الامطار مبكراً وقد تتأخر البداية وعند الهطول يستمر الى ما بعد اكتوبر، وقد تتوقف الامطار المنتظمة قبل اكتوبر لذلك فالاستعداد المبكرللموسم المطري مهم للغاية، وكذا التحوطات اللازمة لمواجهة الموقف في كل الحالات. موسم الخريف الناجح يعني هطول امطار بمعدلات كافية وتوزيع جيد واستغلال المزارع لمعطيات ذلك الخريف الناجح باستعدادات مبكرة لدخول الموسم بتوفير مدخلات الانتاج المختلفة والبدء في العمليات الزراعية من تحضيرات وزراعة وتنفيذ العمليات الفلاحية المختلفة وفق توصيات هيئة البحوث الزراعية، وارشادات المرشدين الزراعيين حتى يتم الحصاد في مواعيده، الضلع الثالث لنجاح موسم الخريف هوالجانب الرسمي من السلطات الحكومية واجهزة الدولة المعنية والتنظيمات الفئوية لاتحادات المزارعين لتقديم كافة الخدمات الفنية الضرورية كتوفير التقاوى المحسنة والوقود ومعينات المكينة الزراعية والمبيدات الحشرية والحشائشية ومكافحة الآفات وخاصة القومية منها والمحلية التي تشكل تهديداً كبيراً للمحاصيل وتوفيرالتمويل الكافي وفي مواعيده، واصدار السياسات الكلية والقطاعية المشجعة للانتاج الزراعي وتسويق منتجاته اضافة الى الخدمات الارشادية لكل مراحل الانتاج ورصد المعلومات. من مهام السلطات الرسمية ذات الاهمية متابعة سيرالموسم الزراعي وتعهده بالرعاية لتحقيق الاهداف المستهدفة والتدخل عند الضرورة والتصدي لمواجهة كافة المشاكل التي تواجه الموسم الزراعي في المواعيد المناسبة في اطار البرنامج التنفيذي للنهضة الزراعية. نتمنى ان تتمكن سلطات الدولة واجهزة الزراعة من تبديد مخاوف السيد كرم الله عباس الذي تحدث باسم عامة المزارعين في القطاعين المطري والمروي فليكن الموسم الزراعي (2008) في السودان موسم الانطلاقة الحقيقية لقطاعنا الزراعي لمرحلة جديدة من الالتزام والمستحقات والمعينات المتوافرة للزراعة واهلها لتحقيق كافة ما خططنا له من اهداف في سياق تنفيذ البرنامج التنفيذي للنهضة الزراعية. الموسم المطري كما اشرنا اليه قد يكون على وتيرة ما تعودنا عليه في المتوسط، غير ان الاستثناء وارد في كل شيء ولذلك فالتحوط واجب فيما تحجب عنا الاقدار بالمتابعة اللصيقة واحكام التدخل بالبدائل المناسبة لاحتواء المستجدات على الساحة بما يحجم الآثار السالبة. القطاع الزراعي بشقيه الآلي والتقليدي ذو خصوصيات واهمية في السودان فإقرار ذلك يتم برعاية خاصة وبالإهتمام المتوازن بين القطاعين المروي والمطري، هل الموسم المطري (2008-2009) موسم استثنائي من حيث البداية والمسار؟ هل الارصاد الجوي والزراعة الآن في تحدٍ مع التنبؤات والتحوطات اللازمة، كيف حالهم وماذا يقولون؟