من دون سابق انذار اعلنت الحكومة السودانية الخميس الماضي رفض تجديد التعاقد مع شركة لوكهيد مارتن العاملة ضمن قوات حفظ السلام المشتركة بين الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور والتي تعد من اكبرالشركات الامريكية العاملة في مجال تصنيع العتاد الحربي وتقديم الخدمات العسكرية واللوجستية والتي تزامن خبر ابعادها من السودان مع زيارة وفد مجلس الامن الدولي الى البلاد. ------------ وغني عن القول إن جماعات الضغط التابعة لهذه الشركة التي تتغذي من الحروب قي شتي انحاء العالم متغلغلة في فروع ودوائر وأقسام البنتاغون كافة وجميعهم من أصدقاء وحلفاء «إسرائيل» المؤثرين. شركة لوكهيد التي ضربت شهرتها الآفاق خلال حرب الخليج الثانية تعد واحدة من اكبر شركات انظمة الدفاع في الولاياتالمتحدةالامريكية اذ تصف نفسها في موقعها على الشبكة العنكبوتية بأنها مؤسسة عالمية متنوعة الانشطة عالمية المستوى متخصصة في الدرجة الاولى في مجالات البحث والتطوير والتصنيع والتكامل بين الانظمة والمنتجات والخدمات المتقدمة تكنولوجياً وتشمل المجالات الرئيسية لها انشطة الفضاء والاتصالات والانظمة الالكترونية وعلوم الطيران ويزيد عدد العاملين بها عن «170» ألف شخص. تعود نشأة شركة لوكهيد لعام 1926م عندما اتفق الشقيقان ألان ومالكوم على انشاء شركة لوكهيد للطائرات وكانت باكورة انتاج الشركة طائرة (فيقا). التي اكتسبت فيما بعد شهرة واسعة. وخلال الحرب العالمية الثانية انتجت الشركة الطائرة المقاتلة بي «38» كما صنعت طائرات التجسس يو تو عام 1955م وصنعت بعد ذلك الصواريخ الباليستية التي تنطلق من الغواصات. اما الان فهي تنتج كل ما يخطر على بال المهتمين بشؤون التسلح من طائرات النقل العملاقة الى الطائرات المقاتلة وطائرات الشبح الى الاجهزة الالكترونية والصواريخ والاقمار الصناعية. خلال حرب الخليج قدمت شركة لوكهيد مارتن دعما هائلا لعمليات الانتشار التي صاحبت عمليتي (درع الصحراء) و(عاصفة الصحراء) حيث ساهمت بشكل مباشر في عمليات الامداد والتموين لطائرات التحالف على مدى «24» ساعة خلال ايام الحرب. اضافة الى ذلك ساهمت الطائرات التي تنتجها الشركة في اخماد نظم الاتصالات العراقية كما سيطرت على انظمة اطلاق صواريخ «سام 7» كما قامت طائرات لوكهيد من طراز (اي سي) بمهامها كمنصة للعمليات النفسية حيث كانت تبث رسائلها الاذاعية والتلفزيونية عبر انظمة الاتصالات العراقية ما ادى الى استسلام نحو «60» ألف جندي عراقي. خلال الحرب الامريكية في العراق التي بدأت في العام 2003م وبعدها حصلت على عقود وقد حصلت خلال العام الماضي على عقود تزيد عن «72» بليون دولار امريكي فهي تقوم بتزويد الجيش الأمريكي في العراق بأقمار اصطناعية وطائرات وصواريخ عابرة. اما دخول شركة لوكهيد مارتن الى السودان فقد كان عبر الاممالمتحدة التي ابرمت معها عقداً مثيراً للجدل العام الماضي لتجهيز البنيات التحتية للقوات المشاركة في العملية الهجين لحفظ الامن والاستقرار في دارفور. يتضمن العقد انشاء معسكرات لاقامة نحو «4100» جندي من قوات اليونميد في الفاشر ونيالا والجنينة وزالنجي بالاضافة الى انشاء معسكرات تدريب لنحو «200» من قوات حفظ السلام. وجاء مبعوثو مجلس الأمن الدولي على ذكر شركة لوكهيد عندما مروا خلال زيارتهم لمدينة الفاشر من أمام لافتة كبيرة للشركة لدى دخولهم مقر البعثة المشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي. وقال رودولف ادادا الممثل الخاص للمهمة المشتركة لدارفور للصحفيين خلال الزيارة إنه تمت مناقشة عقد شركة لوكهيد مارتن خلال محادثات جرت الاسبوع الماضي بين مسؤولين سودانيين والمبعوث الأمريكي الخاص للسودان. وأضاف «نوقش هذا مع الحكومة وناقشته الولاياتالمتحدة معهم إنه أحد عناصر المحادثات الثنائية». ولكن اللافت للنظر ان اعلان الحكومة رفضها التجديد لعقد شركة لوكهيد جاء بعد نحو يومين من اعلان المبعوث الامريكي ريتشارد وليامسون فشل مباحثاته مع المسؤولين السودانيين قبيل مغادرته الخرطوم الاسبوع المنصرم ولتخسر لوكهيد بذلك ملايين الدولارات كانت ستجنيها من السودان.