أوباما مرشح الحزب الديمقراطي الأمريكي للرئاسة الأمريكية.. أو الخلاسي كما أطلق عليه استاذنا الدكتور البوني.. واستشهد بمقطع من رائعة ود المكي «بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت» وجاء فيها اسم الخلاسية. وأوباما.. خلاسي، لأن والدته من كينيا ذلك البلد الإفريقي العظيم.. ولا أدري لماذا يفرح البوني وغيره كثر بفوز أوباما بترشيح الحزب الديمقراطي على اعتبار تلك الخلاسية أو الدم الإفريقي فيه. لكن الذين فرحوا بفوز أوباما.. يجب عليهم ان لا يفرحوا كثيراً.. لأن لا فرق بين أوباما وجون مكين.. أي لا فرق بين الحزبين الجمهوري الديمقراطي في التعامل السياسي مع بلدان العالم الثالث.. وما يهمنا السودان.. فليذكر الجميع.. أن الموقف السياسي المعلن للمرشحي الأمريكيين كافة عن السودان واحد في العداء المستحكم ضده.. وجميعهم توعدوا السودان بعواقب الأمور. بل في تقديري أن الديمقراطيين في عهد كلينتون كانوا أكثر سوءاً من الجمهوريين.. وهم الذين أرسلوا صواريخ كروز لضرب مصنع الشفاء الذي لا علاقة له بالحكومة السودانية. ولو استمروا أكثر في سدة الحكم.. لفعلوا الكثير بالسودان وبالدول التي رفعت كلمة.. لا عالية في وجه الطغيان الأمريكي، وليذكر الجميع ان في السياسة الأمريكية الخارجية ثوابت.. لا يستطيع اي مرشح من أي حزب كان أن يتجاوزها.. لو كان هناك مرشح والدته سودانية أو عربية ووالده أمريكي. لذلك يجب أن لا نفرح كثيراً بقدوم أوباما وحزبه.. الذي يكن عداء شديداً لبلادنا. والأحزاب الأمريكية ليست كالأحزاب العربية أو السودانية.. كل حزب له سياسته الخارجية المستقلة عن الأحزاب الأخرى.. وإنما هم جميعاً منظومة واحدة وأصحاب رؤية واحدة خاصة في السياسة الخارجية الأمريكية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً مباشراً بالمصالح الأمريكية والاستراتيجية الأمريكية في العالم. إن خلاسية أوباما.. لا تستطيع ان تجعله يغرد بعيداً عن سرب السياسة الأمريكية.. ولن تحميه الدماء الأمريكية التي تجري في عروقه.. وتذكروا كلماته القاسية ضد السودان والمنحازة للموقف الأمريكي والبريطاني المسبق ضد السودان وضد كل دول العالم الحر الذي يرفض هيمنة السياسة الأمريكية عليهم. إذاً، لا فرق بين أوباما.. وبين جون مكين ورغم موقف الإدارة الأمريكية في ظل الحزب الجمهوري والرئيس جورج بوش المعادي للسودان إلا أنه وبكل المقاييس أفضل من موقف الحزب الديمقراطي من السودان.. وان إنطبق عليهما المثل الذي يقول «عماد الدين أزفت من أخيه» نعم الحزب الديمقراطي «أزفت» من الحزب الجمهوري، كما أن الحزب الجمهوري «أزفت» من الحزب الديمقراطي والفرق بين «خلاسية» ود المكي شاعرنا العظيم وبين خلاسية أوباما.. كالفرق بين السماء والأرض والجنة والنار. إن الإدارة الأمريكية الحالية هي أسوأ وأشرس الإدارات التي حكمت أمريكا واحتمال فوز حزبها الجمهوري مرة ثانية ليس مستبعداً كما أن هزيمة حزبها أيضاً ليست مستبعدة، هناك لوبي صهيوني يتحكم بلعبة الانتخابات الأمريكية ومن يحقق أكبر الخدمات والوعود لإسرائيل هو الذي سيفوز.. فلننتظر عهداً أكثر سوءاً يطال الحكم في أمريكا.