نشر موقع ويكيليكس ردود فعل متباينة داخل الأوساط الرسمية والإعلامية السودانية عقب فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقالت الوثيقة التي نشرها الموقع فبينما عبّر وزير الخارجية السابق دينق ألور عن أمله في تطور العلاقات الأمريكية السودانية في عهد أوباما تباينت آراء الإعلاميين حول انتخابه إلا أنهم أجمعوا على الثناء على الديمقراطية الأمريكية التي أدت إلى فوز أوباما انتقدوا في ذات الوقت سياسة الحزب الديمقراطي تجاه السودان، وفي بيان صحفي عبّر دينق ألور عن تفاؤله بسياسة إدارة أوباما تجاه السودان قائلاً إن السودان سيفتح صفحة جديدة في علاقته مع أمريكا مشيرًا إلى أن أوباما يحمل الدماء السودانية وذلك أنه ينحدر من أصول قبيلة ليو النيلية الرعوية المتفرعة من الدينكا وهي ذات القبيلة التي ينتمي إليها ألور، أما الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق فقد كان أقل تفاؤلاً من ألور إذ قال: أتمنى أن يطبق أوباما شعار التغيير الذي رفعه على العلاقات الأمريكية السودانية، فنحن نتمنى أن نرى تغييراً حقيقياً في السياسة الأمريكية تجاه السودان.. بينما تبايت آراء كُتّاب الأعمدة، ففي صحيفة آخر لحظة الحكومية امتدح الهندي عز الدين الديمقراطية الأمريكية التي أدت إلى انتخاب أوباما ودعا دول العالم للاقتداء، بها أما عثمان ميرغني في صحيفة السوداني فقد انتقد انشغال الشعب السوداني بالتعصب القبلي والعرقي متسائلاً: أيهما أفضل تفجير المباني بالطائرات كما حدث في الحادي عشر من سبتمبر أم الاستثمار في نظام سياسي مرن كما فعل أوباما وأيهما أفضل قتل ثلاثة آلاف أمريكي في التفجيرات أم إقناع ثلاثة آلاف أمريكي باعتناق الإسلام؟، أما الصادق مهدي الشريف فكتب في صحيفة الأيام المستقلة منبها الشعب السوداني من الاندياح وراء الأحلام بأن إدارة أوباما سوف تطور علاقتها مع السودان قائلاً: عندما يموت قيصر يولد قيصر جديد ونحن كجيل ورثنا هذا الوضع لنا أحلام وحلمنا أن توازن إدارة أوباما بين مصالحنا ومصالحها.. وكتب محمد عبد القادر في صحيفة الرزي العام: بالرغم من فرحة الشارع السوداني بفوز المرشح للرئاسة الأمريكية ذي الجذور الإفريقية إلا أن هذه الفرحة يجب ألا تشتت تركيزنا حول مراجعة مستقبل العلاقات السودانية الأمريكية وذلك أن جون برندرغاست الذي عرف بتشدده حيال السودان والحكومات الإسلامية جزء من منظومة أوباما، وعليه يجب أن لا نسرح في الأحلام لأن مستقبل العلاقة بين اأوباما والخرطوم ستسير نحو الأسوأ.. وكتب مكي المغربي في صحيفة السوداني مقالاً تحت عنوان: «أنا أؤيد مكيين مذكرًا الشعب السوداني بحادثة قصف مصنع الشفاء قائلاً إن الحزب الديمقراطي الحديث قد انتخب فارساً أسود يدعى حسين بركة أوباما ليطبق سياسة الرجل الأبيض بكل سهولة إن الديمقراطين أسوأ من الجمهوريين وأن أوباما سوف يجحف في حق الأفارقة والمسلمين ليثبت للبيض حياديته التعليق قال إنه ليس هناك جديد في نقد الإعلام السوداني للسياسة الأمريكية غير أن الانتقادات عكست مخاوف الخرطوم والمؤتمر الوطني من الإدارة الديمقراطية الجديدة متوقعة مواجهات وضغوطاً سياسية عنيفة وهو بعكس برقيات التهنئة التي تلقاها فريرنانديز من قادة الحركات المتمردة في دارفور ووزير الخارجية دينق ألور.