تسعة عشر عاماً مرت والانقاذ تحقق الانجاز تلو الانجاز.. تمضي بخطوات واثقة نحو غاياتها رغم العثرات التي واجهتها بصلابة وتخطتها بحنكة وحكمة. «91» عاماً مضت مثقلة بالنجاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية بينما كان يراهن المرجفون ان الانقاذ لن تستمر ولن تكمل عامها الأول.. ولكنها تمضي! ثم يتكلم آخرون انها لن تقوى على الإحن والفتن وستسقط لا محالة ولكنها تمضي! ويحيك لها المتآمرون الدسائس ويسعون لاسقاطها بعد ان رهنوا أنفسهم للعمالة والارتزاق الاجنبي الذي لم تعجبه الانجازات وتفجير الطاقات والصمود في وجه الخيانة.. ولكنها تمضي! مضت سنة تلو أخرى والانقاذ استوى عودها ولسان حالها يقول موتوا بغيظكم فقد تخطيت كل الصعاب وحققت اعظم انجازات.. فكان استخراج النفط بعد ان استعصم على الحكومات السابقة وكان فاتحة خير وضربة البداية لنجاحات أخرى أولها سد مروي الذي أذهل العالم وفتح شهية المستثمرين الذين توافدوا إلى السودان يخطبون وده وما زال سيلهم يندفع بغزارة. وبفضل البترول تمددت الطرق داخل الخرطوم وبين الولايات وشيدت المستشفيات والمدارس والجامعات حتى صارت أكثر من «02» جامعة بينما كانت لا تتعدى أصابع اليد. وبعد ان تخطت -الانقاذ- صعاب الحصار الذي فرضته عليها دول الاستكبار بتأليب دول الجوار على السودان استطاع رجال الانقاذ ان يستعيدوا علاقاتهم مع تلك الدول بعد قطيعة دامت عدة سنوات عندما تفجرت ثورة الانقاذ وكال لها المرجفون بمكيال الحصار حتى تنعزل ويموت شعبها جوعاً ولكن هيهات! وعندما فشل اعداء الانقاذ في سقوطها بهذه الآلية - آلية الحصار- وضعوا كميناً آخر بأن أججوا نيران الفتن بين ابناء الوطن الواحد وكادت تدور الحرب رحاها بعد ان اوقفتها الثورة وراح ضحيتها خيرة أهل السودان ولكن رجال الانقاذ صمدوا وصبروا وعالجوا الأمر بحكمة حتى تحقق السلام بتوقيع اتفاقية السلام الشامل في يناير 5002م. وظل رجال الانقاذ يقظين كلما فتحت جبهة تصدوا لها فكان سلام الشرق واتفاقية أبوجا.. ومن ثم توالت التصالحات مع القوى السياسية والاحزاب وكان آخرها التراضي الوطني مع حزب الأمة والوفاق مع الاتحادي الديمقراطي. وعلى الصعيد التنموي اهتمت الانقاذ بالتنمية في الريف واعلنت عن إنشاء مشروع السكن الاقتصادي الذي يستهدف الأسر بكل مستوياتها بالولاياتوالخرطوم حتى تمتلك كل أسرة منزلاً في بلد المليون ميل مربع. وشهدت الأشهر الفائتة سيلاً غير منقطع من المستثمرين العرب للاستثمار في الزراعة في ظل أزمة الغذاء التي يشهدها العالم إذ ان السودان سيصبح بحق سلة غذاء العالم ذلك في اطار النفرة الزراعية التي أعلنها السودان وهو ينعم بالأرض الخصبة والمياه العذبة والمناخات المتعددة. وهذا العام كان الاحتفال بالعيد ال «91» للانقاذ غير مسبوق إذ تم تدشين انطلاقة مشروع اصحاح البيئة بام درمان «ام المعارك» الذي سينداح لولاية الخرطوموالولايات الأخرى.. وأعلن فيه عن تخفيض العلاج بالمستشفيات بنسبة «05%» كأعظم هدية قدمت للشعب السوداني.. هذا فضلاً عن افتتاح بنك الأسرة الذي سيخصص مشروعاته الاستثمارية للأسر بالتركيز على محدودي الدخل. وبذا تكون الانقاذ قد أخرصت الألسن التي تقدح في أهليتها بانحيازها للشعب بتوفير الدواء والخدمات الأخرى. إذن فالانقاذ نجحت اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وعسكرياً حينما دحرت القوات الغازية لام درمان في العاشر من مايو في زمن قياسي وكسبت خلاله تأييداً شعبياً وسياسياً.