أكوبام كسلا يعيد قيد لاعبه السابق عبدالسلام    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    طلب للحزب الشيوعي على طاولة رئيس اللجنة الأمنية بأمدرمان    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    البرهان: لن نضع السلاح حتى نفك حصار الفاشر وزالنجي وبابنوسة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    يوفنتوس يجبر دورتموند على التعادل    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كل عام وأنت بخير يا وطن .. وحلايب سودانية!! ... بقلم: ابوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 01 - 07 - 2010

 كل عام وأنت بخير يا وطني ؛ كل عام وأنتم بخير يا أبناء الوطن الحبيب على مختلف مشاربكم وسحناتكم وعرقياتكم ومعتقداتكم وثقافاتكم ولهجاتكم .. كل عام وأنت بخير عمر البشير قائد الامة وحادي ركبها ؛ كل عام ومزيد من الانجازات يا وطني .
 اليوم يوم تقديم كشف الحساب إليك يا وطني.لا بد لنا قبل أن نراجع كشف الحساب أن نقف وقفة تأمل لما قبل 30/يونيو/1989 كيف كان الحال الذي ورثته الانقاذ من ديمقراطية أوصلتنا للجوع والعرى والمرض حتى تسولت فرقة ( حسب الله وشركاه) باسمنا؟؟؟ هل الديمقراطية ؛ فقط هي المباهاة بتطيقها بكل عوارها الطائفي واعتوارها بالفساد الحزبي الطائفي؟! كيف كان حال الشعب معيشياً وصحياً وأمنياً وتعليمياً قبل الانقاذ بيومٍ واحد؟! دعك من إعلامياً حيث لم يكن هناك لا فضائية وحتى الأرضية والتي كانت في أحسن حالاتها لا ترسل أكثر من ساعتين إلى ثلاث هذا إذا ما توفرت الكهربا؟ وبالتالي ما كانت هناك صحف تصدر إلا نادراً وبعدد صفحات لا يصح إلا أن نطلق عليها " نشرة ؛ فكيف تدور المطابع بلا طاقة ؟! وكيف يستورد ورق واحبار الطباعة ولا توجد عملات اجنبية لشرائها ؟! اليوم لدينا كم هائل من الصحف حتى يصعب علينا حصرها ونشكو من تقييد حريات الصحافة وهو ما تنشره فرقة ( حسب الله وشركاه) وهي التي لا تستطيع العيش في مناخ صحي ولا تستطيع أن تحيا إلا بنفث السموم والتحريض . أما المواصلات فأصابوها يومذاك بشلل الأطفال لذا تعطلت جميع مناحي الحياة حتى الخدمات السيادية ؛ فلا مدارس ؛ ولا جامعات ، ولا مستشفيات؛ ولا أمن ولا طمأنينة ، وفوق هذا كله لا يمكن للمواطن تأمين لقمة العيش كمان حتى اهتدى " للبوش"!!
 أما سلامة وسيادة أرض السودان فأصابوها بمرض باركنسون؛ فكانت رهينة للتمرد الذي وصل الناصر وأقسم قرنق يومذاك الوصول إلى شندي بعدما ما تأكد له ما اصاب قواتنا المسلحة من اهمال وانعدام للعتاد والتموين ولكن رغم ذلك لم تهن عزائم رجالها ورغم ذلك كانت صامدة تأكل من خشاش الأرض ولا تفرط . وكان يمكن لقرنق بسهولة فعل ذلك لولا أن أنقذ البشير البلاد من تردي وحضيض ممارسة ( فرقة حسب الله وشركاه) قادة الأحزاب الطائفية المتكلسة المتأكسدةوالتي ففسدت وأفسدت الحياة السياسية والتي كان جُلّ همها منح رخص الاستيراد لأهل الحظوة والحزب ورخص السلاح للموالين والانصاروذلك لضمان الاصوات في المرات القادمة والعجيب أن في كل مرة كانوا يستلبون الحكم اثر ثورات شعبية يحكمون فيها لا تكون هناك كرة قادمة لهم.!! ثم بعد ذلك يذلقونك بألسنتهم ويسألونك من الذي سلّح الجنجويد ؟! ؛ فنقول سلحها من اصدر رخص السلاح!! ؛ وليته كان سلاحاً يحمي البلاد مما وصلت إليه في حضيض الهاوية فاستقرت في قاعها حتى جاء الفتية الذين آمنوا بربرهم للإنقاذ!! ؛ فقط كل هذا الكم من التردي هوانجازهم الوحيد المحتكر الذي دوماً يقدمونه لهذا الشعب بعد كل فترة يحكمون فيها ؛ ومن حكم الله ورحمته أن فترات حكمهم لا تطول وإلا كنا قد قلنا على السودان السلام !!؛ وحقاً عليهم أن يفخروا به لأنهم لا يملكون من ملكات ولا مقدرات الانجاز غير ذلك ؛ وكل ذلك يرتكبونه باسم الديمقراطية . كان جُلّ اهتمام قيادة بعض الاحزاب التقليدية المتكلسة المتأكسد أن تسترد أموال ومقار الدائرة والحزب المُصَادرة وكان من أهم أهدافها ازالة آثار نميري كثأر شخصي ليس هناك ما يبرره ولمجرد أن نميري وصف أحد رموزها " بالكاذب الضليل" ؛ هذا وأن هذه القيادات تعاني من قصور في إدراك معنى كتابة التاريخ فالمشير نميري أياً كان الخلاف على فترة حكمه فهةو جزء أصيل من تاريخ البلاد لن يستطيع أو يجرؤ أحد على محوه من تاريخ السودان . وأيضاً قتذاك تفشت المحسوبية ، والرشوة ؛ فما كان باستطاعة المواطن اتمام أي إجراء حتى يتم مص البقية الباقية مما تبقى من دمه وهو أصلاً يعاني من فقر دم معيشي ولوكيميا اقتصادية؛ وذلك عبر سماسرة الاحزاب الذين كانوا يتباهون بالمقدرة على تذليل الصعاب بينما الشعب المنكوب يئن مطحوناً!!.
 عندما أصاب بعض الرموز الوطنية والمثقفين والادباء والشعراء والفنانين الذعر من تهديدات قرنق ؛ قرروا أن يريقوا ماء الوجه ليحفظوا الأرض والعرض على أن يجتمعوا بجون قرنق حتى يتعطفوه بأن لا ينفذ وعيده وتهديده وليكتفي بالجنوب فقط ؛ أما رئيس الوزراء حينها كان كما الحسانية مشغولٌ بسباق الحمير- لا مؤاخذة- بعد ركوبها المقلوب!! ؛ وفي ذات الوقت ما كان من وزير الداخلية الهمام - الذي ولد ليحكم - إلا أن صادر جوازات سفرذاك النفر من النخب التي ذكرتها ؛ حتى لا يلتقوا قرنق لأنه يعتبر ذاك رضوخ وخنوع وهو الذي انضم نحت لوائه في تجمع المعارضة ليناصب الانقاذ العداء والكيد ؛ فما هذه الميكيافيلية؟! وكأن وزير الداخلية الهمام يملك الحل و السلاح والعدة والعتاد ووضع الخطط الحربية للنصر وسيكون على رأس القوات ليقدم الشهداء "الدبابين" !! حتى انطبق عليه المثل - لا يرحم ولا يخلي رحمة الله تنزل - ؛ أما الامام الحبيب فكان كما العادة يُنظِّر ويلقي علينا الخطب والنظريات التي لا تغني ولا تسمن من جوع ولا ترد قرنق على عقبيه ويحلو لهوقتذاك أن يلقب بالمفكر الاسلامي؛ ولا أدري ما الفرق بين اللقب الذي يحب وبين مصطلحه ( اسلاموي).!!
 ولما بلغت الروح الحلقوم و بلغت التراق من شريك الامام في الائتلاف الحاكم المرحوم الشريف زين العابدين الهندي وإذ كانت قولته الشهيرة المتجردة بعد أن استشعر الفوضى والفساد وانهيار مؤسسات الدولة وحتى أصابرمزعزتها وهيبتها لقواتنا المسلحة وكأن في قولته كانت نداءً ومناشدةً لإنقاذ البلاد ( لو جا كلب ليمسك الحكم ما حنقول ليهو جر )!!
 استشعر عمر البشير ورفاقه مهانة الشعب وإذلاله على يد شخوص ما كان الوطن ولا أهله ولا سلامته من اولوياتهم لاتهم ولدوا ليحكموا ؛ فالسودان اقطاعية أقطعها لهم الاجداد فورثوه ولا يحق لغيرهم أن يحكمه ؛ وليتهم حكموه وما أضاعوه وما زالوا مستمرون في ضلالهم يعمهون!!
 تجمعوا مثل فرقة (حسب الله) لتوقف مسيرة انقاذ البلاد من حضيض الهاوية التي أوصلوا الوطن إليها بجدارة ؛ وضعوا أياديهم في يد أعداء الوطن ليعودوا ويحكموا ؛ لم يدخروا كيداً ما فعلوه ومكروا مكراً جبارا دون وازع من ضمير ولا حتى غيرة أو خوف على الوطن واهله الذين تركوهم في معاناة ومرض وشظف عيس لم يشهده السودان إلا على أيدي أجدادهم في عام ( 1906 ) عام المجاعة الشهيرة ؛ إن هم نسوا فذاكرتنا اليوم حديد؛ ليتهم كانون يتحلون بالامانة التاريخية ليملّكوا هذا التاريخ للإبناء والاحفاد ؛ وكأني بالتاريخ يعيد نفسه ؛ ولكن الله تعالى خير الماكرين.!!
 رغم تعاونهم في الحصار وضرب مصنع الشفاء ؛ كانت الانقاذ تمضي إلى الأمام ؛ قدمت الشهداء الشهيد تلو الشهيد ؛ فمن قدم الشهداء ليوقف زحف قرنق وكان الناس يتقاسمون اللقمة الشحيحة ؛ في أعوام العسرة كانت الانقاذ تمضي بقليلها مستصحبة قول الله تعالى ( وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله) .. الاية.
 كانت (فرقة حسب الله تتآمر) وتضع يدها في يد أعداء الوطن ؛ فاعتمدت الانقاذ على الله ثم على الشعب الذي قرر أن يربط الحزام على البطون دون أن يخضع لأحدٍ إلا الله.
 جملة فترة حكم الاحزاب ما مجموعه حوالي عشرة سنوات ؛ أي نصف عمر الانقاذ فلتقدم لنا ( فرقة حسب الله) كشف حساب إنجازات يساوي نصف ما أنجزته الانقاذ لهذا لأمتها (نسبة وتناسب عشرة سنوات لحكمهم مقابل عشون عاماً للإنقاذ).!!
 ورثت الانقاذ من حكومة الامام الحبيب دولة منهارة تماماً تفتقد وتفتقر إلى ابسط مقومات حياة الانسان ؛ فلا ماء ؛ ولا كهرباء؛ ولا علاج؛ ولا أمن؛ ولا وسائل مواصلات؛ ولا أنظمة اتصالات ؛ ولا نقل ، ولا شحن ؛ ولا سكر؛ ولا بنزين؛ ولا حتى خبز الرغيف والكسرة ؛ ناهيك عما بدأ الشعب من إعتباره رفاه مثل الاذاعة ؛التلفزيون . ولكن كيق يتنقل و شبكة الطرق متهالكة وبعضها انهارتماماً ؛ الحفر داخل شوارع العاصمة التي أصبحت مخرمة كجبة الدرويش؛ فحدث ولاحرج فقد اصبحت مادة للتندر؛ وكذا انهيارالطرق السريعة ؛ وكذلك لا جيش ولا شرطة ولا جمارك ولا ناقل وطني ولا سكة حديد - على أيامهم الميمونة لا أعادها الله – يومها شهد السودان أعلى نسبة وفيات بين المواطنين في تاريخه المعاصر فالايد قصيرة والعين بصيرة حتى فترة واجب العزاء الغيت وبدأنا نودع ضحايا الملايا والسحايا الابرياء حتى المقابر ونكتفي بالعزاء في المقابر ، السيول الفيضانات - التي لم يتحسب لها كونها موسمية ومعلومة - دمرت وشردت فكانت مناسبة لهم للتسول باسم الشعب السوداني ؛ ويومها نهبت حتى الاغاثات التي جاد بها ذوي القربى؛ فالدولة الفاشلة والمنهارة لا تعتاش إلا على تسول الاخرين القادرين فلقد أصبح في عهدهم السودان عبئاً على جواره !! فكيف يكون للدولة وجود وهؤلاء هم من حكموها ويحلمون للمرة الرابعة في حكمها .. فعلاً " الاختشوا ماتو"!!؟. وأذكر أنه قد حدثت أول سيول بعد فيضان النيل فور قيام ثورة الانقاذ بشهر ونصف تقريباً ؛ يومها شاهدناكان عمر البشيروالشهيد الزبير يخوضان المياه بحذاء (البيادة) وسط أهلهم وناسهم وهب الجميع في نفرةٍ حتى الدفاع الشعبي بدبابينه وشبابه وشاباته وحتى شيبه وتدافع الجيش والدفاع المدني والشرطة وشمروا السواعد في ملاحم شعبية للعمل على درء المخاطر لم يتواروا في السرايات.. يومها استبشرنا خيراً فلم نعتاد على هكذا مشهد.!!
 اليوم وبعد عقدين من الزمان ؛ يسجل التاريخ أن أهم انجاز يحسب للإنقاذ هو استخراج النفط ؛ وكذلك يملك الوطن شبكة طرق سريعة ؛ انفاق ، كباري تربط مدن الوطن ؛ لدينا ست موانيء حديثة ؛ توفر السكر وتم تصدير الفائض ؛ الرغيف ؛ الوقود ؛ لدينا خط ناقل للبترول ، لدينا مصافي نفط ، تأهلت الصناعة وأصبح كل يومٍ يضاف منتج جديد يمس قوت الشعب مباشرة ، لدينا فنادق عالمية ؛ لدينا عمارات وأبنية نفاخر بها ؛ لدينا مساجد يرفع فيها اسم الله ، لدينا جامعات في الولايات والعاصمة؛ لدينا مصانع لصنع السيارات والشاحنات والطائرات والاسمن والحديد ، استخرجنا الذهب ؛ لدينا مصانع للسلاح لنبني منعتنا ونحمي انفسنا ؛ توفرت الطبابة ؛ لدينا فضائيات واذاعات ، لدينا شركة هاتف محمول قمة في النجاح تعدت حدود الوطن إلى جوارنا العربي والافريقي ؛ تم تنفيذ خطتي التأهيل قصيرتا الأجل لتأهيل سودانير كناقل وطني وكذلك السكة الحديد؛ تم تأهيل النقل النهري؛ ثم كان الانجاز العظيم سد وخزان مروي الذي يضاهي حجم السد العالي ؛ كل هذه الانجازات تمت برغم التحريض والعراقيل التي وضعتها " فرقة حسب الله" وشركاه في طريق مسيرة وانجازات الانقاذ ، واستمرت الانقاذ غير آبهة فالقافلة تسير و.... تنبح!! ؛ استمرت في مسيرة الانجاز وفي حلقها غصة من تآمر الابناء وذوي القربى فما كان هذا مألوفاً بين بني السودان مهما اختلفوا؛ فهم لا يستقوون أبداً بالأجني ولا يتعاملون معه ولا يتآمرون أبداً ضد أمن وسلامة ووحدة الوطن!!؛ ومع ذلك ففي الانقاذ يتمثل الوطن ؛ والوطن كالأم يحتمل ضربات وعقوق وجحود بنيه المارقين!! .
 ورغم كل العراقيل والصعوبات تمت إعادة هيكلة المشاريع الزراعية الكبرى في حلفا الجديدة ، الرهد ؛ الدمازين ، القضارف سمسم ؛ وأم سينات؛ مشروع الجزيرة وهبيلة . واعتمدت تعلية خزان الرصيرص وبناء خزان سيتيت ؛ والآن مشروع أقطان طوكر في طريقه للتأهيل.!! وايصال مياه النيل إلى ثغر السودان الحبيب في طور التنفيذ فلن يكون الشرق في رحمة أربعات فقط . بينما مسيرة التنمية يتسارع ايقاعها ؛ يتسارع أيضاً كيد ومكايدة ونكاية ومزايدة (فرقة حسب الله وشركاه) والتي كنت أتمنى لو تفضلت بالسؤال عمن هو الذي أنجز كل هذا ؟! ومن أيضاً الذي تسبب في انهيارالدولة و بنىاها التحتية حين أورثا الانقاذ في حالة انهيارٍ تام؟!. وأخيراً ليس لنا إلا أن نحمد الله الذي يرد دوماً كيدهم خزياناً وعاراً ؛ كما أننا نحمد الله على ما أفاء به علينا (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ).. الاية ؛ لن يتأتى هذا للشعب الصابر أو الإنقاذ وقائدها وصحبه إلا حينما إلتزم الجميع وعمل بالآية الكريمة التي أتت في محكم التنزيل : ( إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بانفسهم ) .. الاية.
 أقل ما يقال أن أهم انجاز يحسب للإنقاذ هوالوفرة في مكونات لقمة العيش التي كانت حلماً صعب المنال لهذا للشعب قبل 30 يونيو 1989حين كان البؤس الاسى والكآبة والاثمال هي الغالبة على ملامحنا واجسادنا ؛ فالشعب السوداني ظلّ شعباً عزيز النفس وما زاد من بؤسه نظرة الاشفاق والحسرة كما الهمز واللمز الذي كنا نقرأ في عيون مواطني دول الجوار والمحيط في عهد ( فرقة حسب الله وشركاه) ؛ إن أهم انجاز يحسب للإنقاذ ويعتبرفي مقدمة إنجازاته هو إعادة العزة والكرامة والثقة بالنفس لهذا الشعب ؛ هذا الشعب الذي عانى ما عانى من فرقة ( حسب الله وشركاه).!! ؛ دعك من بقية الانجازات الضخمة التي لا تخطئها إلا أعين ( فرقة حسب الله ) ؛ وهنا لا يفوتني أن أذكروأُذكِّر يوم ناشدت الفرقة أمريكا لتعاقب السودان وتوقف تصديرالنفط ؛ النفط الذي فشلت هي في استخراجه؛ وكانت حجتها في تحريض أمريكا أن ريعه النفط يمول به شراء الاسلحة التي تستعمل في الحرب بالجنوب، أي عمالة هذه؟! هل هؤلاء حقاً سودانيون؟! هل يحرض سوداني أمريكا على ضرب مصنع في بلاده؟! مصنع أدوية كانت البلاد أحوج ما تكون لمنتجاته لدرء وباء الملاريا؟! ... أي انحطاط ودرك أسفل وصلت إليه (فرقة حسب الله وشركاه) وهي ذاتها التي تداعت لقصعته حينما انفرج الضيق والعسرة ؟! حتماً أن أمثال هؤلاء وصلوا درك الدعارة السياسية والنخاسة الحزبية إلى أسفل سافلين!!! لذا فلا عتب عليهم؛ فهم من انطبق عليهم المثل السائر ( إن لم تستحِ فافعل ما شئت)!!
 أخاطب اليوم من أوليته ثقتي وأعطيته ثقتي وانتخبته ولن أسبغ عليه ألقاباً فخيمة بل أناديه : أخي عمر البشير بالأمس وأنت في ثغر السودان أثلجت صدوري شخصياً بأن أعلنت مرتين عبر الفضاء المفتوح ( أن حلايب سودانية.. حلايب سودانية ) وقد قلت لا تفريط في السادة ونحن نعلم أنك قادر على تسوية وطي هذا الملف مع الشقيقة مصر وعودة المقتطع إلى أصله.
 أخي عمر البشير، كل عام وأنت بخير ، وسر في طريقك نحو الانجازات التي تنفع شعبك؛ ولا تلتفت لفرقة ( يا فيها واللا أخفيها) فأنت ليس مثلهم ؛ لم تولد يا أخي في السرايات ؛ أنت عمر ابن المواطن البسيط حسن أحمد البشير لذا أحببناك؛ إبقَ كما عرفناك ابن حوش " ود بانقا " عمر الاغبش . عمر؛ كن كما عهدناك وفياً أميناً لأمتك ؛ وارفع هامتك عزيزاً بالله ؛ ونعتذر لك يا أخي بشدة عمل فعلته بك وبنا فرقة ( حسب الله وشركاه ) فما كنت تستحق منها هذا الجحود وأنت الذي غيرت وجه بلادنا ؛ فمِنْ هذا الجيل مَن ولد وعاش في وفرة ونعمة وهو غير راضٍ بما لديه لأنه لم يعش حقب ( فرقة حسب الله وشركاه) يوم كانت اللقمة الواحدة حلم بعيد المنال للغبش الغلابة الشماسة ولكن للأمانة التايخية لم يحدث أن شهدنا انجازات مباشرة وملموسة معيشية وخدمية وتنموية بالقدر والكم والنوع والتجويد الذي شهدناه في عهد الانقاذ ؛ وللأمانة التاريخية أيضاً لم يشهد أمثالي من المخضرمين انحطاطاً وتردي وانهياراً لهيبة الدولة وغيابها وغيبوبتها إلا في عهد ( فرقة حسب الله وشركاه).!! أدعوا معي الله أن لا يعيد علينا تلك الايام السوداء المرة كالحنظل ؛ الكريهة كما القيح المتعفن الناضح من الدمامل!!
 كل عام وأنت بخير يا وطني .. كل عام وأنت بخير عمر البشير.!!
abubakr ibrahim [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.