كيف تغلغلت إسرائيل في الداخل الإيراني ؟!    أكثر من 8 الاف طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة الابتدائية بسنار    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كل عام وأنت بخير يا وطن .. وحلايب سودانية!! ... بقلم: ابوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 01 - 07 - 2010

 كل عام وأنت بخير يا وطني ؛ كل عام وأنتم بخير يا أبناء الوطن الحبيب على مختلف مشاربكم وسحناتكم وعرقياتكم ومعتقداتكم وثقافاتكم ولهجاتكم .. كل عام وأنت بخير عمر البشير قائد الامة وحادي ركبها ؛ كل عام ومزيد من الانجازات يا وطني .
 اليوم يوم تقديم كشف الحساب إليك يا وطني.لا بد لنا قبل أن نراجع كشف الحساب أن نقف وقفة تأمل لما قبل 30/يونيو/1989 كيف كان الحال الذي ورثته الانقاذ من ديمقراطية أوصلتنا للجوع والعرى والمرض حتى تسولت فرقة ( حسب الله وشركاه) باسمنا؟؟؟ هل الديمقراطية ؛ فقط هي المباهاة بتطيقها بكل عوارها الطائفي واعتوارها بالفساد الحزبي الطائفي؟! كيف كان حال الشعب معيشياً وصحياً وأمنياً وتعليمياً قبل الانقاذ بيومٍ واحد؟! دعك من إعلامياً حيث لم يكن هناك لا فضائية وحتى الأرضية والتي كانت في أحسن حالاتها لا ترسل أكثر من ساعتين إلى ثلاث هذا إذا ما توفرت الكهربا؟ وبالتالي ما كانت هناك صحف تصدر إلا نادراً وبعدد صفحات لا يصح إلا أن نطلق عليها " نشرة ؛ فكيف تدور المطابع بلا طاقة ؟! وكيف يستورد ورق واحبار الطباعة ولا توجد عملات اجنبية لشرائها ؟! اليوم لدينا كم هائل من الصحف حتى يصعب علينا حصرها ونشكو من تقييد حريات الصحافة وهو ما تنشره فرقة ( حسب الله وشركاه) وهي التي لا تستطيع العيش في مناخ صحي ولا تستطيع أن تحيا إلا بنفث السموم والتحريض . أما المواصلات فأصابوها يومذاك بشلل الأطفال لذا تعطلت جميع مناحي الحياة حتى الخدمات السيادية ؛ فلا مدارس ؛ ولا جامعات ، ولا مستشفيات؛ ولا أمن ولا طمأنينة ، وفوق هذا كله لا يمكن للمواطن تأمين لقمة العيش كمان حتى اهتدى " للبوش"!!
 أما سلامة وسيادة أرض السودان فأصابوها بمرض باركنسون؛ فكانت رهينة للتمرد الذي وصل الناصر وأقسم قرنق يومذاك الوصول إلى شندي بعدما ما تأكد له ما اصاب قواتنا المسلحة من اهمال وانعدام للعتاد والتموين ولكن رغم ذلك لم تهن عزائم رجالها ورغم ذلك كانت صامدة تأكل من خشاش الأرض ولا تفرط . وكان يمكن لقرنق بسهولة فعل ذلك لولا أن أنقذ البشير البلاد من تردي وحضيض ممارسة ( فرقة حسب الله وشركاه) قادة الأحزاب الطائفية المتكلسة المتأكسدةوالتي ففسدت وأفسدت الحياة السياسية والتي كان جُلّ همها منح رخص الاستيراد لأهل الحظوة والحزب ورخص السلاح للموالين والانصاروذلك لضمان الاصوات في المرات القادمة والعجيب أن في كل مرة كانوا يستلبون الحكم اثر ثورات شعبية يحكمون فيها لا تكون هناك كرة قادمة لهم.!! ثم بعد ذلك يذلقونك بألسنتهم ويسألونك من الذي سلّح الجنجويد ؟! ؛ فنقول سلحها من اصدر رخص السلاح!! ؛ وليته كان سلاحاً يحمي البلاد مما وصلت إليه في حضيض الهاوية فاستقرت في قاعها حتى جاء الفتية الذين آمنوا بربرهم للإنقاذ!! ؛ فقط كل هذا الكم من التردي هوانجازهم الوحيد المحتكر الذي دوماً يقدمونه لهذا الشعب بعد كل فترة يحكمون فيها ؛ ومن حكم الله ورحمته أن فترات حكمهم لا تطول وإلا كنا قد قلنا على السودان السلام !!؛ وحقاً عليهم أن يفخروا به لأنهم لا يملكون من ملكات ولا مقدرات الانجاز غير ذلك ؛ وكل ذلك يرتكبونه باسم الديمقراطية . كان جُلّ اهتمام قيادة بعض الاحزاب التقليدية المتكلسة المتأكسد أن تسترد أموال ومقار الدائرة والحزب المُصَادرة وكان من أهم أهدافها ازالة آثار نميري كثأر شخصي ليس هناك ما يبرره ولمجرد أن نميري وصف أحد رموزها " بالكاذب الضليل" ؛ هذا وأن هذه القيادات تعاني من قصور في إدراك معنى كتابة التاريخ فالمشير نميري أياً كان الخلاف على فترة حكمه فهةو جزء أصيل من تاريخ البلاد لن يستطيع أو يجرؤ أحد على محوه من تاريخ السودان . وأيضاً قتذاك تفشت المحسوبية ، والرشوة ؛ فما كان باستطاعة المواطن اتمام أي إجراء حتى يتم مص البقية الباقية مما تبقى من دمه وهو أصلاً يعاني من فقر دم معيشي ولوكيميا اقتصادية؛ وذلك عبر سماسرة الاحزاب الذين كانوا يتباهون بالمقدرة على تذليل الصعاب بينما الشعب المنكوب يئن مطحوناً!!.
 عندما أصاب بعض الرموز الوطنية والمثقفين والادباء والشعراء والفنانين الذعر من تهديدات قرنق ؛ قرروا أن يريقوا ماء الوجه ليحفظوا الأرض والعرض على أن يجتمعوا بجون قرنق حتى يتعطفوه بأن لا ينفذ وعيده وتهديده وليكتفي بالجنوب فقط ؛ أما رئيس الوزراء حينها كان كما الحسانية مشغولٌ بسباق الحمير- لا مؤاخذة- بعد ركوبها المقلوب!! ؛ وفي ذات الوقت ما كان من وزير الداخلية الهمام - الذي ولد ليحكم - إلا أن صادر جوازات سفرذاك النفر من النخب التي ذكرتها ؛ حتى لا يلتقوا قرنق لأنه يعتبر ذاك رضوخ وخنوع وهو الذي انضم نحت لوائه في تجمع المعارضة ليناصب الانقاذ العداء والكيد ؛ فما هذه الميكيافيلية؟! وكأن وزير الداخلية الهمام يملك الحل و السلاح والعدة والعتاد ووضع الخطط الحربية للنصر وسيكون على رأس القوات ليقدم الشهداء "الدبابين" !! حتى انطبق عليه المثل - لا يرحم ولا يخلي رحمة الله تنزل - ؛ أما الامام الحبيب فكان كما العادة يُنظِّر ويلقي علينا الخطب والنظريات التي لا تغني ولا تسمن من جوع ولا ترد قرنق على عقبيه ويحلو لهوقتذاك أن يلقب بالمفكر الاسلامي؛ ولا أدري ما الفرق بين اللقب الذي يحب وبين مصطلحه ( اسلاموي).!!
 ولما بلغت الروح الحلقوم و بلغت التراق من شريك الامام في الائتلاف الحاكم المرحوم الشريف زين العابدين الهندي وإذ كانت قولته الشهيرة المتجردة بعد أن استشعر الفوضى والفساد وانهيار مؤسسات الدولة وحتى أصابرمزعزتها وهيبتها لقواتنا المسلحة وكأن في قولته كانت نداءً ومناشدةً لإنقاذ البلاد ( لو جا كلب ليمسك الحكم ما حنقول ليهو جر )!!
 استشعر عمر البشير ورفاقه مهانة الشعب وإذلاله على يد شخوص ما كان الوطن ولا أهله ولا سلامته من اولوياتهم لاتهم ولدوا ليحكموا ؛ فالسودان اقطاعية أقطعها لهم الاجداد فورثوه ولا يحق لغيرهم أن يحكمه ؛ وليتهم حكموه وما أضاعوه وما زالوا مستمرون في ضلالهم يعمهون!!
 تجمعوا مثل فرقة (حسب الله) لتوقف مسيرة انقاذ البلاد من حضيض الهاوية التي أوصلوا الوطن إليها بجدارة ؛ وضعوا أياديهم في يد أعداء الوطن ليعودوا ويحكموا ؛ لم يدخروا كيداً ما فعلوه ومكروا مكراً جبارا دون وازع من ضمير ولا حتى غيرة أو خوف على الوطن واهله الذين تركوهم في معاناة ومرض وشظف عيس لم يشهده السودان إلا على أيدي أجدادهم في عام ( 1906 ) عام المجاعة الشهيرة ؛ إن هم نسوا فذاكرتنا اليوم حديد؛ ليتهم كانون يتحلون بالامانة التاريخية ليملّكوا هذا التاريخ للإبناء والاحفاد ؛ وكأني بالتاريخ يعيد نفسه ؛ ولكن الله تعالى خير الماكرين.!!
 رغم تعاونهم في الحصار وضرب مصنع الشفاء ؛ كانت الانقاذ تمضي إلى الأمام ؛ قدمت الشهداء الشهيد تلو الشهيد ؛ فمن قدم الشهداء ليوقف زحف قرنق وكان الناس يتقاسمون اللقمة الشحيحة ؛ في أعوام العسرة كانت الانقاذ تمضي بقليلها مستصحبة قول الله تعالى ( وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله) .. الاية.
 كانت (فرقة حسب الله تتآمر) وتضع يدها في يد أعداء الوطن ؛ فاعتمدت الانقاذ على الله ثم على الشعب الذي قرر أن يربط الحزام على البطون دون أن يخضع لأحدٍ إلا الله.
 جملة فترة حكم الاحزاب ما مجموعه حوالي عشرة سنوات ؛ أي نصف عمر الانقاذ فلتقدم لنا ( فرقة حسب الله) كشف حساب إنجازات يساوي نصف ما أنجزته الانقاذ لهذا لأمتها (نسبة وتناسب عشرة سنوات لحكمهم مقابل عشون عاماً للإنقاذ).!!
 ورثت الانقاذ من حكومة الامام الحبيب دولة منهارة تماماً تفتقد وتفتقر إلى ابسط مقومات حياة الانسان ؛ فلا ماء ؛ ولا كهرباء؛ ولا علاج؛ ولا أمن؛ ولا وسائل مواصلات؛ ولا أنظمة اتصالات ؛ ولا نقل ، ولا شحن ؛ ولا سكر؛ ولا بنزين؛ ولا حتى خبز الرغيف والكسرة ؛ ناهيك عما بدأ الشعب من إعتباره رفاه مثل الاذاعة ؛التلفزيون . ولكن كيق يتنقل و شبكة الطرق متهالكة وبعضها انهارتماماً ؛ الحفر داخل شوارع العاصمة التي أصبحت مخرمة كجبة الدرويش؛ فحدث ولاحرج فقد اصبحت مادة للتندر؛ وكذا انهيارالطرق السريعة ؛ وكذلك لا جيش ولا شرطة ولا جمارك ولا ناقل وطني ولا سكة حديد - على أيامهم الميمونة لا أعادها الله – يومها شهد السودان أعلى نسبة وفيات بين المواطنين في تاريخه المعاصر فالايد قصيرة والعين بصيرة حتى فترة واجب العزاء الغيت وبدأنا نودع ضحايا الملايا والسحايا الابرياء حتى المقابر ونكتفي بالعزاء في المقابر ، السيول الفيضانات - التي لم يتحسب لها كونها موسمية ومعلومة - دمرت وشردت فكانت مناسبة لهم للتسول باسم الشعب السوداني ؛ ويومها نهبت حتى الاغاثات التي جاد بها ذوي القربى؛ فالدولة الفاشلة والمنهارة لا تعتاش إلا على تسول الاخرين القادرين فلقد أصبح في عهدهم السودان عبئاً على جواره !! فكيف يكون للدولة وجود وهؤلاء هم من حكموها ويحلمون للمرة الرابعة في حكمها .. فعلاً " الاختشوا ماتو"!!؟. وأذكر أنه قد حدثت أول سيول بعد فيضان النيل فور قيام ثورة الانقاذ بشهر ونصف تقريباً ؛ يومها شاهدناكان عمر البشيروالشهيد الزبير يخوضان المياه بحذاء (البيادة) وسط أهلهم وناسهم وهب الجميع في نفرةٍ حتى الدفاع الشعبي بدبابينه وشبابه وشاباته وحتى شيبه وتدافع الجيش والدفاع المدني والشرطة وشمروا السواعد في ملاحم شعبية للعمل على درء المخاطر لم يتواروا في السرايات.. يومها استبشرنا خيراً فلم نعتاد على هكذا مشهد.!!
 اليوم وبعد عقدين من الزمان ؛ يسجل التاريخ أن أهم انجاز يحسب للإنقاذ هو استخراج النفط ؛ وكذلك يملك الوطن شبكة طرق سريعة ؛ انفاق ، كباري تربط مدن الوطن ؛ لدينا ست موانيء حديثة ؛ توفر السكر وتم تصدير الفائض ؛ الرغيف ؛ الوقود ؛ لدينا خط ناقل للبترول ، لدينا مصافي نفط ، تأهلت الصناعة وأصبح كل يومٍ يضاف منتج جديد يمس قوت الشعب مباشرة ، لدينا فنادق عالمية ؛ لدينا عمارات وأبنية نفاخر بها ؛ لدينا مساجد يرفع فيها اسم الله ، لدينا جامعات في الولايات والعاصمة؛ لدينا مصانع لصنع السيارات والشاحنات والطائرات والاسمن والحديد ، استخرجنا الذهب ؛ لدينا مصانع للسلاح لنبني منعتنا ونحمي انفسنا ؛ توفرت الطبابة ؛ لدينا فضائيات واذاعات ، لدينا شركة هاتف محمول قمة في النجاح تعدت حدود الوطن إلى جوارنا العربي والافريقي ؛ تم تنفيذ خطتي التأهيل قصيرتا الأجل لتأهيل سودانير كناقل وطني وكذلك السكة الحديد؛ تم تأهيل النقل النهري؛ ثم كان الانجاز العظيم سد وخزان مروي الذي يضاهي حجم السد العالي ؛ كل هذه الانجازات تمت برغم التحريض والعراقيل التي وضعتها " فرقة حسب الله" وشركاه في طريق مسيرة وانجازات الانقاذ ، واستمرت الانقاذ غير آبهة فالقافلة تسير و.... تنبح!! ؛ استمرت في مسيرة الانجاز وفي حلقها غصة من تآمر الابناء وذوي القربى فما كان هذا مألوفاً بين بني السودان مهما اختلفوا؛ فهم لا يستقوون أبداً بالأجني ولا يتعاملون معه ولا يتآمرون أبداً ضد أمن وسلامة ووحدة الوطن!!؛ ومع ذلك ففي الانقاذ يتمثل الوطن ؛ والوطن كالأم يحتمل ضربات وعقوق وجحود بنيه المارقين!! .
 ورغم كل العراقيل والصعوبات تمت إعادة هيكلة المشاريع الزراعية الكبرى في حلفا الجديدة ، الرهد ؛ الدمازين ، القضارف سمسم ؛ وأم سينات؛ مشروع الجزيرة وهبيلة . واعتمدت تعلية خزان الرصيرص وبناء خزان سيتيت ؛ والآن مشروع أقطان طوكر في طريقه للتأهيل.!! وايصال مياه النيل إلى ثغر السودان الحبيب في طور التنفيذ فلن يكون الشرق في رحمة أربعات فقط . بينما مسيرة التنمية يتسارع ايقاعها ؛ يتسارع أيضاً كيد ومكايدة ونكاية ومزايدة (فرقة حسب الله وشركاه) والتي كنت أتمنى لو تفضلت بالسؤال عمن هو الذي أنجز كل هذا ؟! ومن أيضاً الذي تسبب في انهيارالدولة و بنىاها التحتية حين أورثا الانقاذ في حالة انهيارٍ تام؟!. وأخيراً ليس لنا إلا أن نحمد الله الذي يرد دوماً كيدهم خزياناً وعاراً ؛ كما أننا نحمد الله على ما أفاء به علينا (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ).. الاية ؛ لن يتأتى هذا للشعب الصابر أو الإنقاذ وقائدها وصحبه إلا حينما إلتزم الجميع وعمل بالآية الكريمة التي أتت في محكم التنزيل : ( إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بانفسهم ) .. الاية.
 أقل ما يقال أن أهم انجاز يحسب للإنقاذ هوالوفرة في مكونات لقمة العيش التي كانت حلماً صعب المنال لهذا للشعب قبل 30 يونيو 1989حين كان البؤس الاسى والكآبة والاثمال هي الغالبة على ملامحنا واجسادنا ؛ فالشعب السوداني ظلّ شعباً عزيز النفس وما زاد من بؤسه نظرة الاشفاق والحسرة كما الهمز واللمز الذي كنا نقرأ في عيون مواطني دول الجوار والمحيط في عهد ( فرقة حسب الله وشركاه) ؛ إن أهم انجاز يحسب للإنقاذ ويعتبرفي مقدمة إنجازاته هو إعادة العزة والكرامة والثقة بالنفس لهذا الشعب ؛ هذا الشعب الذي عانى ما عانى من فرقة ( حسب الله وشركاه).!! ؛ دعك من بقية الانجازات الضخمة التي لا تخطئها إلا أعين ( فرقة حسب الله ) ؛ وهنا لا يفوتني أن أذكروأُذكِّر يوم ناشدت الفرقة أمريكا لتعاقب السودان وتوقف تصديرالنفط ؛ النفط الذي فشلت هي في استخراجه؛ وكانت حجتها في تحريض أمريكا أن ريعه النفط يمول به شراء الاسلحة التي تستعمل في الحرب بالجنوب، أي عمالة هذه؟! هل هؤلاء حقاً سودانيون؟! هل يحرض سوداني أمريكا على ضرب مصنع في بلاده؟! مصنع أدوية كانت البلاد أحوج ما تكون لمنتجاته لدرء وباء الملاريا؟! ... أي انحطاط ودرك أسفل وصلت إليه (فرقة حسب الله وشركاه) وهي ذاتها التي تداعت لقصعته حينما انفرج الضيق والعسرة ؟! حتماً أن أمثال هؤلاء وصلوا درك الدعارة السياسية والنخاسة الحزبية إلى أسفل سافلين!!! لذا فلا عتب عليهم؛ فهم من انطبق عليهم المثل السائر ( إن لم تستحِ فافعل ما شئت)!!
 أخاطب اليوم من أوليته ثقتي وأعطيته ثقتي وانتخبته ولن أسبغ عليه ألقاباً فخيمة بل أناديه : أخي عمر البشير بالأمس وأنت في ثغر السودان أثلجت صدوري شخصياً بأن أعلنت مرتين عبر الفضاء المفتوح ( أن حلايب سودانية.. حلايب سودانية ) وقد قلت لا تفريط في السادة ونحن نعلم أنك قادر على تسوية وطي هذا الملف مع الشقيقة مصر وعودة المقتطع إلى أصله.
 أخي عمر البشير، كل عام وأنت بخير ، وسر في طريقك نحو الانجازات التي تنفع شعبك؛ ولا تلتفت لفرقة ( يا فيها واللا أخفيها) فأنت ليس مثلهم ؛ لم تولد يا أخي في السرايات ؛ أنت عمر ابن المواطن البسيط حسن أحمد البشير لذا أحببناك؛ إبقَ كما عرفناك ابن حوش " ود بانقا " عمر الاغبش . عمر؛ كن كما عهدناك وفياً أميناً لأمتك ؛ وارفع هامتك عزيزاً بالله ؛ ونعتذر لك يا أخي بشدة عمل فعلته بك وبنا فرقة ( حسب الله وشركاه ) فما كنت تستحق منها هذا الجحود وأنت الذي غيرت وجه بلادنا ؛ فمِنْ هذا الجيل مَن ولد وعاش في وفرة ونعمة وهو غير راضٍ بما لديه لأنه لم يعش حقب ( فرقة حسب الله وشركاه) يوم كانت اللقمة الواحدة حلم بعيد المنال للغبش الغلابة الشماسة ولكن للأمانة التايخية لم يحدث أن شهدنا انجازات مباشرة وملموسة معيشية وخدمية وتنموية بالقدر والكم والنوع والتجويد الذي شهدناه في عهد الانقاذ ؛ وللأمانة التاريخية أيضاً لم يشهد أمثالي من المخضرمين انحطاطاً وتردي وانهياراً لهيبة الدولة وغيابها وغيبوبتها إلا في عهد ( فرقة حسب الله وشركاه).!! أدعوا معي الله أن لا يعيد علينا تلك الايام السوداء المرة كالحنظل ؛ الكريهة كما القيح المتعفن الناضح من الدمامل!!
 كل عام وأنت بخير يا وطني .. كل عام وأنت بخير عمر البشير.!!
abubakr ibrahim [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.