أوقف شرطي المرور حافلة ركاب «روزا» خط «الكلاكلة الوحدة - الخرطوم» وبعد ان فحص الترخيص، طلب من السائق رخصة القيادة، فوجدها سارية المفعول، ثم اخذ يدور حول الحافلة، وفجأة صاح على السائق، وكأن لسان حاله يقول: «وجدتها.. وجدتها» اذ قال للسائق بينما ركاب الحافلة يتابعون المشهد: ? لديك مخالفة، وعليك دفع غرامة «30» جنيهاً. - استغرب السائق مُستفسراً الشرطي عن طبيعة المخالفة. ? قال الشرطي: غطاء الاشارة الامامي مهشم. - قال السائق الذي لم يكن يدري بهذه المخالفة «الخطيرة». الغطاء مُهشّم جزئياً، لكن الاشارة تعمل، فلماذا ادفع «30» جنيهاً - رافضا الدفع - فقاده الشرطي لضابط المرور داخل العربة، فطلب منه رخصة القيادة، قائلاً له: عليك العودة لاستلامها عندما تسدد الغرامة. مثل هذه المشاهد اصبحت تتكرر يومياً بطرق العاصمة المختلفة، خاصة للحافلات والهايسات، والامجادات، مما اثار تذمر الركاب لتأخرهم عن اعمالهم.. صلاحية المركبات العامة والخاصة فوق العين والرأس، لسلامة الركاب والراجلين والسائقين انفسهم، ولكن هل يحق لضابط مرور أو شرطي مصادرة رخصة قيادة السائق الذي يمتنع عن سداد الغرامة لمخالفة ولو كانت صغيرة؟ حسب تصريحات سابقة لمدير المرور «لا يحق لضابط المرور اخذ رخصة القيادة من السائق المخالف، ويمكن فتح بلاغ ضده اذا رفض دفع قيمة الغرامة. وفي المقابل يمكن للسائق فتح بلاغ ضد ضابط أو شرطي المرور في حالة مصادرة رخصته». عموماً حملات المرور أو «الكشات» - كما يطلق عليها البعض - اصبحت امراً لا يُطاق، بل انها واحدة من الاسباب الرئيسية للاختناقات المرورية التي تشهدها شوارع العاصمة الآن.. لماذا لا تستحدث ادارة المرور آلية اخرى لضبط المخالفات دون الإخلال بانسياب المرور، وتأخير الركاب؟.