بوش لم يرتكب جرائم ضد الإنسانية ولا جرائم حرب ولا إبادة جماعية في العراق.. هذا الكلام الخطير صدر من أوكامبو في أحد تقاريره.. ليؤكد إنحيازه لسيده الأمريكي.. الذي يعلم العالم كله انه أكبر مجرم حرب مرّ على العالم، وما ارتكبه من جرائم وإبادة لم يرتكبها هولاكو ولا كل النازيين طوال تاريخ حروبهم الدامية ضد البشرية. ما قاله أوكامبو وحده عن بوش جدير بإسقاط كل إدعاءاته الكاذبة.. وجدير بإقالته من موقعه.. إن كان هناك من يستطيع أن يحاسبه.. ولايخشى أمريكا التي تحميه وتحركه ليخدم لها مخططاتها الإجرامية. لقد فشلت الإدارة الأمريكية.. وحلفاؤها في فرنسا وبريطانيا وربيبتها «إسرائيل» في إسقاط النظام في السودان.. عبر محاولات كثيرة ومتعددة.. ولجأت أخيراً لسلاح التآمر غير المباشر.. علها تنجح.. ولكنها اختارت الطريق الخطأ.. والإنسان الذي لا يمكن ان يبيعه أهله.. وان البعض حاول ان يتآمر سراً من الذين يرتبطون مع الحكومة بشراكة، لكن محاولاتهم لن تنجح لأن أمرهم اكتشف تماماً. هذا الأوكامبو ليس جديراً بالبقاء في هذا الموقع المهم.. لأنه غير عادل ولا يتعامل بالقانون ولا بموازين العدالة التي من المفترض أن يتعامل بها. ولا أدري ان عقد أوكامبو مؤتمراً صحفياً وسئل عن تقريره الذي أكد فيه أن بوش ليس بمجرم حرب.. كيف ستكون إجابته وكيف يكون منطقه في ذلك؟ وإن لم يكن بوش هو مجرم الحرب الأول فمن يكون مجرم الحرب إذاً.. وما هي مواصفات مجرم الحرب؟ وما هي الأعمال التي تؤكد أن فلاناً مجرم حرب وعلاناً ليس بمجرم حرب. إنه الكيل بميكالين.. وإنها العدالة العوراء التي يمثلها أوكامبو. إننا نشيد بالجهود التي يقودها الاستاذ علي عثمان محمد طه في توضيح وجهة نظر السودان ووضع القادة العرب في الصورة.. وبمنطقه القوي وبعقله المرتب.. استطاع ان يكسب كل القادة العرب الذين زارهم.. وهنا أود أن أشيد بالموقفين المصري والسعودي من هذه القضية، والسعودية ومصر هما أكبر دولتين في المنطقة العربية.. ولهما تأثيرهما السياسي والاقتصادي والعسكري.. ووقوفهما القوي بجانب السودان سيساعد كثيراً في هزيمة أوكامبو وأعوانه. وتتحرك القوى السياسية كافة حتى المعارضة للحكومة من اجل إحباط هذا المخطط التآمري عدا الشريك القوي.. الذي تأتي تحركاته خارج السرب الذي يتولى إحباط المؤامرة بشكل كامل.. إذ أن خط الحركة الشعبية يسعى للتأجيل الى حين إنفاذ كل بنود اتفاقية نيفاشا وسلام دارفور.. وبعدها فليأتي أوكامبو.. أو هكذا فهم كثير من الناس. وفي نفس الإتجاه.. يعلن المكتب السياسي للحركة الشعبية الذي انتهت اجتماعاته في جوبا قبل يومين أن الفريق سلفا كير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية هو مرشح الحركة لرئاسة الجمهورية. إن من حق الحركة الشعبية ان تحدد مرشحها لرئاسة الجمهورية.. ولكن التوقيت الحالي غير مناسب، خاصة وأن الوقت مازال مبكراً على الانتخابات.. لكن يبدو أن الحركة الشعبية تريد أن ترسل لصديقيها أمريكا وأوكامبو ومن لفّ لفهم، رسالة واضحة وهي أن الرئيس البديل جاهز.. وكان يمكن للحركة ان تؤجل إعلان مرشحها لرئاسة الجمهورية فترة الى أن ينجلي الموقف النهائي لإدعاءات أوكامبو. ولتعلم الحركة ان سلفا كير ليس هو جون قرنق. فجون قرنق يُحظى بحب الشماليين والجنوبيين.. لأنه رجل واضح وصاحب شخصية كاريزمية طاغية.. ورجل صاحب كلمة واحدة لا يستطيع احد ان يتلاعب به. ولو كان قرنق حياً لكانت فرص فوزه أكبر بكثير من سلفا كير. إن ترشيح الحركة للفريق سلفا كير لن يؤثر على موقف الرئيس البشيرفي الانتخابات على الإطلاق، وهناك معادلة في السودان من الصعوبة بمكان ان تختل.. وهي أن الرجل الأول في السودان الشاسع الواسع المتعدد الأعراق والقبائل من المستحيل ان يكون من الأقليات مهما كان وزنها. كثير من قادة الحركة الشعبية ومنذ بداية التسعينات كانوا يبشرون بأن السودان سوف يحكمه رجل غير عربي وغير مسلم.. وكانوا يقصدون الراحل الدكتور جون قرنق.. وليس غيره.. ولكن هناك أحداً بديلاً لقرنق في الحركة الشعبية، إذ أن بين قرنق والآخرين بوناً شاسعاً. المهم، كثير من المراقبين فسروا قرار الحركة بترشيح الفريق سلفا كير في هذه الأيام هو اصطياد في الماء العكر.. والبعض فسره بالموقف الإنتهازي والابتزازي. وكما ذكرت من حق الحركة ان ترشح الشخص الذي تريده.. لكن التوقيت ليس مناسباً مع هذا الموقف.. وهذا الترشيح يؤكد موقف الحركة الضبابي من إدعاءات أوكامبو.. أما بالنسبة للكثير من المراقبين والكثير من القوى السياسية فإنه واضح وضوح الشمس.. إنهم مع أوكامبو وأنهم أخطروا بالإدعاء.. قبل إعلانه بأيام.. أليست الحركة صديقة لأمريكا.. وأليس روجر ونتر مستشارها.. رغم نفي الفريق سلفا كير في حواره مع «الرأي العام» الاسبوع الماضي؟.. هذا وحده يكفي. والله الموفق وهو المستعان