من أخطر ما يواجه السودان.. المقترح الذي طرحته بعض الأنظمة العربية.. وهو تأجيل اتهام أوكامبو لمدة عام؟.. السودان يجب أن يرفض التأجيل جملة وتفصيلاً.. ولايرضى بغير شطب الإدعاء نهائياً.. ولنعيد قراءة معاني التأجيل بهدوء وبدون انفعال.. أولاً.. سيكمل التأجيل العام وسيظهر أوكامبو من جديد.. ماذا سيقول الذين يدافعون عن التأجيل وقتها؟ ثانياً: التأجيل يعني ضمناً اعترافاً بالإدعاءات. وهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً من الشعب السوداني.. والاعتراف الضمني بالموافقة على التأجيل.. يعني الموافقة على المحاكمة ووقتها ستجد المحكمة الأمر جاهزاً أمامها.. ان كثيراً من الذين يطالبون بالتأجيل..يتآمرون على السودان وعلى الرئيس البشير.. أرادوا أم لم يريدوا.. قصدوا أم لم يقصدوا.. فهموا الفرق بين التأجيل.. وبين الشطب أم لم يفهموا. ان فكرة التأجيل في تقديري هي فكرة أمريكية صهيونية فرنسية بريطانية تريد أن تثبت إدعاءات أوكامبو ضد الرئيس البشير. حتى الحركة الشعبية إن وافقت على التأجيل، فهي في تقديري الشخصي، متآمرة ضد الرئيس. وهنا أفرق بين الفريق سلفاكير ميارديت رئيس الحركة.. الرجل الذي يعمل بنوايا طيبة ولكن يحركه (لوبي) خاص يقود الحركة ويقود الفريق سلفاكير الى نفق مظلم. لذلك يجب أن تستوعب الدولة ومن يتفاهم ويدافع باسمها.. أن التأجيل هو (كمين) قصد به القبض على الرئيس بعد عام من الآن. ما قاله الأستاذ بونا ملوال مستشار رئيس الجمهورية في أديس أبابا الأسبوع الماضي من أن السودان سوف يطرد قوات الهجين في حالة رفض الجنائية الدولية شطب الاتهام ضد الرئيس.. حديث مسؤول في محله وصدر من رجل خبرته السياسة والمحافل الدولية.. ورجل أدار إعلام نظام نميري سنوات طويلة وفي أحلك الفترات وخرج بالنظام منتصراً. وما قاله الدكتور لام أكول.. من أن القرار يستهدف رمز السودان كما يستهدف السودان نفسه. وقد رفض الدكتور لام أكول التأجيل كذلك وهو من موقع الحركة الشعبية التي تدعم التأجيل.. وترشح في نفس الوقت الفريق سلفا كير رئيساً للجمهورية.. والذي هو رئيس لجنة إدارة الأزمة مع محكمة الجنايات الدولية.. يترشح لرئاسة الجمهورية، والانتخابات بعد عام من الآن.. وهو عام التأجيل الذي تسعى اليه بعض الأطراف وتدعمه امريكا وحلفاؤها.. ومن ضمن هؤلاء الحلفاء الحركة الشعبية ورئيسها سلفا كير ميارديت. أمر عجيب.. هذه أغرب شراكة في العالم.. شريك يأخذ نصيبه كاملاً من السلطة والثروة.. ويتآمر على الشريك الذي أتى به من الغابات وسوح المعارك.. الى مقاعد السلطة الوثيرة.. ومالها الوفير.. وسياراتها الفارهة ومنازلها الفخمة. وكما ذكرت.. فإن من حق الفريق سلفا كير الترشيح لرئاسة الجمهورية.. ولكن اعتراضنا على التوقيت.. والمؤامرات التي تُحاك ضد السودان وضد رئىسه. وعلى قناعة تامة لم يفكر الفريق سلفا كير ان يكون انتهازياً.. يعلن نفسه مرشحاً لرئاسة الجمهورية في هذا الوقت بالذات، لأنه لا يمكن ان يخون رئيسه وكان من الممكن ان يؤجل هذا الإعلان حتى ظهور الموقف النهائي لإدعاءات أوكامبو، لكن القوة التي تدير الحركة الشعبية من الداخل هي التي فرضت هذا الترشيح على الفريق سلفا كير.. وكان يمكن ان تتركه لحين اقتراب الانتخابات.. لأنه من المفترض ان يكون للحركة الشعبية مرشح لرئاسة الجمهورية. إن على السودان ان يعلنها داوية.. لا للتأجيل.. ونعم للشطب النهائي.. وأن يبلغ كل دول العالم.. وكل المتعاطفين معه أنه لا مجال للتأجيل على الإطلاق وأن يعمل الجميع من دول ومنظمات عربية وإفريقية وفق هذا الخط الذي يقود الى الشطب لا إلى التأجيل. وعمرو موسى أمين الجامعة العربية الذي كنا نحسبه حريصاً على وحدة السودان وعلى رمزه.. هو عراب التأجيل وأن موقفه منعزل تماماً عن موقف بلده مصر الحبيبة.. وموقف مصر أقوى من موقف عمرو موسى ألف مرة.. ولا أدري ما الذي جعل عمرو موسى يقف هذا الموقف ضد السودان وأكثر ما ضايقني تصريحه قبل أيام.. حيث قال إن الجامعة العربية لم تسمع نصيحة الشيخ زايد بن سلطان الذي طالب الرئيس الشهيد صدام حسين بالتنحي عن السلطة.. حتى يتركه الأمريكان ويستولون على العراق بعد ذلك. فهل يقصد عمرو موسى بحديثه هذا أن يتنحى الرئيس البشير حسب نصيحة الشيخ زايد التي طالب فيها الرئيس الشهيد صدام حسين بالتنحي.. أم ماذا يقصد؟ لكن الحديث واضح.. يبدو أن عمرو موسى دخل في (كمين) أمريكا وحلفائها ويريد أن يصل الى الحل بأقصر الطرق.. وهو الحل الذي تريده أمريكا وحلفاؤها. وا حسرتي على عمرو موسى الذي نحبه.. ويحبه شعبنا كله ويغني مع شعبان عبد الرحيم.. (كلنا بنحب عمرو موسى وبنكره إسرائيل).. وهل يريد عمرو موسى بتصريحه هذا الذي لايشبهه ولا يشبه السودان أن نهتف ضده على طريقة شعبان عبد الرحيم.. (بنكره عمرو موسى وبنكره إسرائيل) أم ماذا؟ وا أسفاه عليك أيها الرجل.. وعلى الموقف المخزي! وما زلنا نرى في عمرو موسى بصيص أمل.. فعليه أن يترك التصريحات المنفلتة التي ستؤدي الى نتائج منفلتة.. وهو يعلم أن نصيحة الشيخ زايد (رحمه الله) تنطبق على عدد كبير من المسؤولين والرؤساء.. ولكنها لا تنطبق على الرئيس البشير. ونحن نريد أن نغني مع شعبان عبد الرحيم أغنيته الشهيرة التي يحب فيها عمرو موسى.