تبحث اللجنة العليا السودانية المصرية المشتركة في اجتماعاتها للدورة الحالية التي تنعقد اليوم وغداً بالاسكندرية برئاسة علي عثمان طه نائب رئيس الجمهورية والدكتورأحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء المصري وبمشاركة (130) مسؤولاً سودانياً ومصرياً منهم (9) وزراء من كل جانب و(60) مسؤولاً وخبيراً و (21) من رجال الأعمال من كل جانب دعم العلاقات الاستراتيجية بين السودان ومصر وتوسيع نطاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات خاصة زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري، وإقامة المشروعات المشتركة بين البلدين. وتفيد متابعات (الرأي العام) بان اهم الملفات والقضايا التي سيتم رفعها للجنة العليا اليوم تتمثل فى تفعيل اتفاقيات التعاون بين البلدين التي تم إبرامها ومن بينها اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار المتبادلة، واتفاقيات وبرامج للتعاون في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والجمارك والتأمين الصحي والسياحة والصحة والبيئة والشباب والرياضة والتعاون الدولي والتربية والتعليم والأوقاف، كما تتناول مباحثات اللجنة العليا أيضاً تطويرعلاقات التعاون الثنائي في مجالات الصناعة والكهرباء والطاقة والنفط والغاز الطبيعي وفي مجالات النقل المختلفة والإسكان والمرافق وتفعيل التعاون في المعارض والأسواق الدولية والإعلام والصحة والتعليم والبحث العلمي،وللتعاون في مجال مواجهة أزمة الغذاء العالمية تبحث اللجنة إقامة مشروعات مشتركة لاستصلاح الأراضي وزراعة مساحات من الأراضي السودانية بالحبوب الزيتية التي تحتاجها مصر، إلى جانب تخصيص مساحات أخرى تزرع بالذرة الصفراء على أن تتكفل مصر باستيراد جميع منتجاتها إلى جانب إقامة مشروعات مشتركة في مجال الانتاج الحيواني والثروة السمكية والعمل على تنفيذ مشروع طموح لاستزراع نحو (300 ) ألف فدان بالسودان بمشاركة مصرية من شركات قطاع الأعمال العام والخاص ذات الخبرة في استصلاح الاراضي بتوشكي والساحل الشمالي الغربي. وقال سفيرالسودان المناوب بالقاهرة إدريس سليمان إن إجتماعات اللجان الفنية التي عقدت بالقاهرة ناقشت عدداً من مجالات التعاون في كافة المجالات في مقدمتها زيادة التبادل التجاري والاستثماري ،حيث طرح الوفد السوداني العديد من المشروعات في هذين المجالين . و قال إن الإجتماعات ركزت بصورة أساسية على مشروعات الأمن الغذائي نسبة لتوافر المياه والأراضي و رأس المال والأيدي العاملة لدى الجانبين السوداني و المصري،كما ناقشت الإجتماعات حتى الآن مسألة البنية الأساسية في مجالات الطرق والسكك الحديدية والنقل البحري والنهري والجوي،مشيراً في هذا الصدد إلى أنه تم الانتهاء من نحو (90%) من الطريق الساحلي الذي يربط السودان ومصر وسيتم افتتاحه في نوفمبر القادم . وحول المجالات الأخرى التي تناقشها اللجان الفنية أوضح سليمان ل (سونا) أن الإجتماعات تطرقت بالبحث والنقاش لملفات التعليم العالي والتعاون الجمركي و الرعاية الإجتماعية والطاقة والصناعة والمجال العدلي والعمل والقوى العاملة و الشؤون الداخلية والموانئ والكهرباء والمواصفات والمياه القومية والابحاث الجيولوجية ،بالأضافة لإجتماع مجلس رجال الأعمال ، مشيراً إلى أن اللجان الفنية توصلت إلى عدد من الاتفاقات التي سيتم رفعها للإجتماع الوزاري و من ثم التوقيع عليها في اجتماعات اللجنة العليا اليوم . وذكرأن هذه الاتفاقيات تشمل التعاون العدلي والإتفاق التكميلي للبعثة التعليمية المصرية،بجانب مذكرات تفاهم في مجالات الصناعة والبنية التحتية وتخطيط المدن ،بجانب برامج تنفيذية في مجالات الشباب والرياضة والإسكان والتضامن والرعاية الاجتماعية،كما سيتم التجديد لعدد من الاتفاقات في مجالات السياحة والأسواق الحرة والاستثمار وإنشاء و إدارة المجمعات السكنية . ورداً عن سؤال حول ما تم انجازه في اجتماعات اللجان بشأن الأمن الغذائي قال السفيرإدريس إنه قد تمت مناقشة عدد من الموضوعات في هذا الصدد تتعلق بالمشروعات الزراعية ، وطرح الجانب السوداني مشاريع لزراعة القمح و الذرة الشامية و الذرة الرفيعة . وحول لجنة الحريات الأربع قال السفيرإدريس إن المناقشات احرزت تقدماً ملموساً في هذا المجال وقال إنها أخذت خطوات إيجابية تجاه التطبيق الكامل لهذه الحريات،إلا أنه رفض الإفصاح عن ماهية هذه الخطوات،و قال إن هذه الدورة لها ما بعدها . ونوه إلى أنها من أكبراللجان المشتركة التي انعقدت بين الدول،وقال إنها ستحدث قفزة كبيرة في مجال التعاون الثنائي و بداية لعمل استراتيجي تكاملي بين السودان ومصر يركز على تبادل المنافع الاقتصادية بما يحقق طموحات الشعبين الشقيقين. فى السياق قال مصدرمطلع بوزارة التجارة الخارجية ان الفترة المقبلة ستشهد زيادة التبادل السلعي لكثيرمن السلع والمنتجات التجارية خاصة تصديرالابل بعد الاتفاق الذي يتوقع ان يتم على هامش الاجتماعات لاستئناف تصدير المواشي لمصر عقب قطيعة استمرت طويلاً بعد صدورقرارخلو السودان من اي مرض عقب إشاعة مرض حمي الوادي المتصدع. وقال المصدرل (الرأي العام ) نعتمد على مصر في استيراد سلع مهمة تشمل الاسبيرات وادوات البناء والطلمبات والاجهزة التي يعتمد عليها في المشاريع الاستثمارية والتنموية خاصة الزراعية والحيوانية بجانب الاسمنت والاسفلت والحلويات وبعض منتجات الثروة الحيوانية مثل الكتاكيت والبيض وغيرها من المعدات والاجهزة والاحتياجات الاخرى المهمة، وقال المصدرإننا نصدرلمصراللحوم والمواشي بانواعها المختلفة والحناء والسكر والصمغ العربي والكركدي وغيرها من الاحتياجات. واضاف المصدر:سيتم عقب الاجتماعات مناقشة قضية الاسمنت والاتفاق مع الجانب المصري والجهات المعنية بالشأن التجاري على زيادة حصة السودان منه لمقابلة حاجة الطلب المحلي للاستهلاك منه وتفادي الازمة التي تواجه الاسواق حالياً. وتوقع ان تبحث اللجنة عدداً من المسائل التي تسهم في زيادة تطويرالعلاقات التجارية والتوسع في البرامج الاستثمارية وزيادة حجم التبادل التجاري خاصة في التقدم في المجالات الزراعية والثروة الحيوانية والسمكية والانتاج الحيواني. وذكرأن الاجتماعات ستناقش البرامج التي يتوقع ان تنفذها مصربالجنوب بمشاركة القطاع الخاص فيما يتعلق بتطويرالعمل التجاري واقامة المشروعات المشتركة بينهما لاقامة مشروعات مشتركة في استصلاح الاراضي وتفعيل العمل في مجال المعارض والاسواق الداخلية.