اعتمد مجلس الأمن الدولي أمس بالاجماع قراراً بالتجديد لمدة عام لقوات حفظ السلام في السودان وفق التفويض الممنوح لها بموجب القرار «6951»، وعبر في ذات الوقت عن قلقه ازاء التداعيات السالبة التي قد تنجم في حالة استمرار دعاوى مدعي لاهاي ضد الرئيس عمر البشير، واعلنت الحكومة على لسان مندوبها الدائم بالاممالمتحدة السفير عبد المحمود عبد الحليم قبولها بالحل التوفيقي، لكنها اكدت بأن سقف مطلوباتها هو الشطب النهائي لبلاغ مدعي لاهاي الذي وصفه السفير بالكيدي، ونقل عبد المحمود ل «الرأي العام» تفصيلات قرار مجلس الامن وقال ان القرار جدد بقاء قوات حفظ السلام في السودان لمدة عام وفق التفويض القديم واعترف بقلقه ازاء التداعيات السالبة لمذكرة اوكامبو واخذ علماً بقرار الاتحاد الافريقي الصادر عن اجتماع مجلس السلم والامن أخيراً.وأكد مجلس الامن الدولي انه يعتزم مناقشة أمر لاهاي عبر جلسة خاصة وجدد القرار التزام الاممالمتحدة ومجلس الامن باحترام سيادة السودان ووحدة ترابه والعمل مع حكومة السودان في احترام سيادة السودان والعمل على مساعدته ضد التحديات التي تواجهه، وجدد المجلس التزامه ايضاً بدعم وترقية مسار العمل السياسي السلمي، وأعلن في ذات الوقت شجبه وادانته بممانعة بعض الحركات المسلحة الانضمام للمسار السلمي وجدد الترحيب بموافقة الحكومة على نشر العملية الهجين والتوقيع على اتفاقية وضع القوات، مطالباً المجتمع الدولي لتقديم المعينات والدعم اللوجستي اللازم للعملية الهجين من اجل تأهيل المطارات والطرق. واعلنت الحكومة على لسان عبد المحمود قبولها بالحل التوفيقي لمجلس الامن، مضيفاً بأن سقف مطلوبات السودان هو شطب الطلب نهائياً.وقال ل«الرأي العام» ان مجلس الامن لاول مرة اعترف بالتداعيات السالبة المحتمل حدوثها جراء مذكرة اوكامبو بجانب اعترافه بالمطلوبات الافريقية. وقال: نتوقع ان تشهد الايام المقبلة تكثيف التحرك الدبلوماسي الافريقي العربي المدعوم من المنظمات والتجمعات الصديقة، المتمثلة في دول عدم الانحياز والمجموعتين الافريقية والاسلامية والجامعة العربية والدول الكاريبية الباسيفيكية.واشار الى ان حكومة السودان ممثلة في بعثتها الدائمة في نيويورك ستعمل مع المنظمات التي ينتمي لها السودان حسب توجهات الحكومة لمناهضة القرار. وحول المواقف المشددة لفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة داخل مجلس الامن قال عبد المحمود ان اعتماد القرار في اجتماع مجلس الامن، عبر عن تراجع في مواقف تلك الدول التي قال إنها كانت تصر على عدم الاشادة أو ذكر القرار الافريقي. مضيفاً بأن الاتحاد الافريقي ليس مستجدياً بل شريك اصيل في العملية السلمية في دارفور، وانه ليس هنالك مفر من التعامل معه.وفي السياق، أكد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله "وقوف الحزب بقوة الى جانب السودان قيادة وشعبا، الى جانب الرئيس عمر البشير في هذه المواجهة المصيرية".