ادخل الاستاذ محمد يوسف عبدالله وزير الثقافة والشباب والرياضة نفسه في موقف لا يحسد علىه وهو يصدر قرارات غريبة اشبه كما قال الكثيرون بقرار الرياضة الجماهيرية ويمثل اكبر طعنة لاهلية الرياضة ويمثل تدخلا سافرا في الشان الفني وهو يلغي بجرة قلم بطولة الدوري الممتاز التي وصلت الى نصف الطريق دون مراعاة للاندية الاحد عشر المشاركة مع الهلال كانها فرق كمبارس تلعب حسب مزاج الهلال وتوجهات ادارته. بل تعدي الوزير اختصاصاته واعطى نفسه حق حرمان مواطن من السفر خارج بلاده وكأن هذا الشخص قد ارتكب جريمة قتل او اختلس مالا أو اية جريمة ضد الدولة بعد ان قرر حرمان الدكتور كمال شداد من السفر خارج السودان لمدة عام كامل ولا اريد ان اعلق على القرار الثالث الخاص بحرمان الاتحاد من الدعم لمدة ثلاثة اشهر لان الاتحاد اصلا لا يتلقى دعما من الوزارة التي عجزت حتى عن تحمل راتب مدرب واستولت على الدعم المقدم من وزارة المالىة لاكاديمية كرة القدم المهددة بالدلالة. ببساطة اصدر الوزير قراراً بالغاء منافسة الدوري الممتاز دون ان يراعي بقية الاندية وما صرفته من اموال على الاعداد والتعاقد مع مدربين ولاعبين جدد ودون ان يراعي التزام الاتحاد الذي سوق البطولة لعدد من الشركات بما يقارب الثلاثة ملايين دولار ويقول بكل بساطة ان الاتحاد يتحمل المسؤولية لانه فقط لم ينفذ قراره باعادة برمجة مباراة الهلال والنيل. لم يراع الوزير الآثار السلبية التي يمكن ان تترتب على قراراته التي تهدد مشاركات السودان الخارجية سواء على مستوى الاندية او الاتحاد كما حدث لاثيوبيا وغيرها لان الاتحاد الدولي لن يتردد في تجميد نشاطنا مجرد تسلمه لنص القرار والسودان (الفيه مكفيه) وهو يعلم جيدا ان الاتحاد الدولي لايسمح باي تدخلات من الحكومة مهما كانت المبررات بل ان حرمان الدكتور كمال شداد من السفر قد يعرضنا ليس لعقوبات من الفيفا فقط ولكن ربما تمتد الى اللجنة الاولمبية الدولية لان الدكتور كمال شداد مكلف من الفيفا واللجنة الاولمبية الدولية بالاشراف على مباريات كرة القدم في دورة الالعاب الاولمبية التي تنطلق يوم الجمعة القادم ببكين وسيغادر الىوم ولو علمت اللجنة الدولية بحرمانه من السفر بقرار حكومي سيكون حالنا هو حال العراق قبل ان يعدل القرار لان د.شداد مكلف بمهمة في بكين وليس بدعوة من اللجنة المنظمة وما كنا نتوقع ان يصدر مثل هذا القرار من الاستاذ محمد يوسف وهو يفهم بل صاحب خبرة في القانون الدولي كدبلوماسي يعرف جيدا تداعيات مثل هذه القرارات. قرارات الوزير التي صدرت امس تؤكد ما سبق ان قلناه إن الوزارة المسؤولة عن ادارة النشاط الرياضي ببلادنا يوكل امرها دائما لوزراء لاعلاقة لهم بالرياضة وقد اصبحت حقيبة للترضيات والموازنات السياسية بل هي وزارة من لا وزارة له وقد يكون السيد الوزير وقع ضحية في هذا القرار لاصحاب الاجندة الخاصة الذين يدعون المعرفة وهم يراهنون على قضايا خسروها جميعا كانت توتي احد ضحاياهم. عموما القرار اكد ان المجتمع الرياضي لا يساوم في حماية أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية بعد ان وجدت القرارات رفضا كاملا في الشارع الرياضي ومن الاندية والاتحادات بل حتى من الذين يخالفون الاتحاد الرأي ونؤكد كما جاء في بيان اتحاد الكرة ان الدوري مستمر دون توقف وان بصدور هذا العدد يكون الدكتور شداد على بعد ساعات من بكين وسيجده الوزير امامه هناك لا متفرجاً على الدورة ولكنه احد المشرفين على نشاطها وهو شرف عظيم للسودان يريد الوزير ان يحرمنا منه. حروف خاصة قرار حرمان الدكتوركمال شداد من السفر ذكرني بموقف مماثل حدث لي حيث كنت في طريقي الى دورة الالعاب الاولمبية بسدني 2000م وقبل يوم من السفر فوجئت باستدعائي الى رئاسة الشرطة وطلب مني التوقيع على قرار حرماني من السفر خارج البلاد بقرار قالوا لي انه صادر من العميد يوسف عبد الفتاح رئيس المجلس الاعلى للشباب والرياضة لانني هاجمته على قرارات صادرة منه ضد قيادة الاتحاد على رأسها المهندس عمر البكري ابوحراز رئيس الاتحاد والاستاذ مجدي شمس الدين الذين. وتأجل سفري ولكن بتحركات من الاستاذ عبد الباسط سبدرات تم الغاء القرار لانه لا يستند على قانون ثم سافرت وحرمت من اللحاق بحفل الافتتاح رغم ان سيادته اعتذر لي والغريب انه حضر هناك بدعوة كما يسافر الاستاذ محمد يوسف ايضا الى بكين بدعوة. القرارات التي صدرت امس تركت ردود فعل وسيطرت على القنوات والاذاعات الخارجية وقد كنت امس ضيفاً على اذاعة مونتكارلو وقناة ابوظبي الرياضية عن تداعيات القرار. الدوري قائم واول مباراة يوم الخميس وهو لقاء القمة والمريخ يرفض الالغاء وسيكون حضوراً في الملعب فهل يغيب الهلال ام يضطر لكسر قرار الوزير ؟؟ نرجو أن يعيد السيد الوزير النظر في قراراته حتى لا يدخلنا في مواجهة مع الفيفا خاصة وان قرار الوزير باعادة برمجة المباراة اصلا قرار خاطئ وليس من حقه اتخاذ مثل هذا القرار.