ذكرنا في المرة السابقة كيف ان عبد الجبار حضر الى العاصمة لأول مرة للعمل مع عمه إلاّ أنه لم يجده في ذلك اليوم واضطر للمبيت بجوار بيته إلاّ انه تفاجأ بأهل الحي يأخذونه الى مخفر الشرطة برفقة لصين ظنا منهم انه احد افراد عصابة، بداخل الحراسة وعندما طلب عبد الجبار من اولئك اللصوص الذين تم ضبطهم قول حقيقة ان لا صلة له بهم رفضوا ذلك وطالبوا عبد الجبار المسكين بأن يدفع لهم مقابلاً مالياً كبيراً مقابل ذلك وإلاّ انهم سوف يخبرون المتحري انه الرئيس المتوج لعصابتهم الموغلة في الاجرام، وبقى بالحراسة في انتظار حضور عمه ليخرجه من هذه الورطة. ظل عبد الجبار سبعة ايام بالحراسة في انتظار عمه عساه يسمع به ولكن طال انتظاره وفي يوم من الايام وبينما عبد الجبار غارقاً في التفكير نادى الشرطي عليه واخبره بأن لديه زيارة ودون ان يسأل عن الزائر انتابته فرحة خفية وكان احساسه بأن مفتاح فرجه سيكون في هذه الزيارة وعندما دخل عبد الجبار الى مكتب الضابط وجد امرأة شابة تجلس على الكرسي فطلب منه الضابط القاء التحية على هذه المرأة فسلم عليها فقال له الضابط (انت ما بتعرف المرة دي) فهز رأسه بالنفي، فاخبره الضابط انها زوجة عمه فاندهش عبد الجبار وهو ينظر إليها وقال موجهاً كلامه للضابط (انا أول مرة اشوفها) وهنا تدخلت المرأة مؤكدة قولها (ايوه هو ما بعرفني لانو انا تزوجت عمه قبل سنتين وما حصل شفتو لكن بعرف اخوانه الفي البلد كلهم وعندما سألته عن اهله تبين لها انه فعلاً ابن اخ زوجها وهنا سألها عبد الجبار بلهفة عن عمه فاخبرته انه في خارج البلاد ولن يأتي قريباً واخذ الضابط اقوالها وحول الاوراق للنيابة للموافقة على طلب الافراج عن عبد الجبار وفي تلك الاثناء كان اللصان يقفان وراء باب الحراسة في انتظار عبد الجبار وهما يتمنيان ان يكون الزائر هو عم عبد الجبار واصبحت تراودهما الاحلام بحضور عبد الجبار وهو يحمل لهم مبلغاً من المال مقابل اخبار المتحري الحقيقة ولكن طال انتظارهما اذ لم يأتى عبد الجبار فقال احدهما للآخر (انت عارف يا صاحبي الزول ده باعنا) وما هي دقائق حتى حضر رجل الشرطة وهو ينادي عليهما (يلا يا حرامية عندكم زيارة) وعندما ذهبا لمكتب الضابط وجدا في مكتب الضابط عبد الجبار وهو جالس على كرسي وبجواره كباية شاي فقال لهما (اهلاً اهلاً قلتوا دايرين كم عشان تخارجوني من الورطة) وهنا علم اللصوص بأن الورطة الحقيقية هي ورطتهما ونكسا رأسيهما بدون اي تعليق ونادى الضابط (يا عسكري تعال سوق الحرامية ديل واضيف ليهم المادة «671» قانون جنائي وهي تلك المتعلقة بالابتزاز).