مبارة جاءت متوسطة في مستواها الفني في الشوط الأول ليأتي الشوط الثاني ويشهد ارتفاعاً في المستوى خاصة من جانب هلال السودان الذي نجح في تنفيذ الاسلوب الدفاعي بصورة صارمة في الوقت الذي لعب فيه مازيمبي الكنغولي بانفتاح هجومي ولكن افتقد للتركيز المطلوب.. الشوط الأول لعب هلال السودان بالتنظيم (4/4/2) ولكنه عمل على تنفيذ المشتقات الدفاعية من هذا التنظيم والاعتماد على الهجمات المرتدة حيث شارك المعز محجوب في حراسة المرمى ريتشارد وداريو كان ويوسف محمد وعلاء الدين جبريل (رباعي دفاع) مساوي وهيثم مصطفى وحمودة بشير وعمر بخيت (رباعي وسط) احمد عادل وكلاتشي (ثنائي هجوم) وبهذا التشكيل عمل هلال السودان على تنفيذ التوازن ما بين الدفاع والهجوم وكان واضحاً ان المدرب قام بتوزيع المهام الدفاعية بصورة جادة وصارمة حيث ظل ثلاثي الارتكاز (مساوي وحمودة بشير وعمر بخيت) يقومون ببناء الساتر وبناء العمق الدفاعي في منطقة الوسط مع التوازن بحماية الاطراف عند التقدم وجنوح حمودة بشير واحمد عادل الى الجهة اليسرى في لحظات القيام بالمهام الدفاعية وتقدم (احمد عادل) الى المقدمة الهجومية في لحظات البناء والقيام بالهجمات المرتدة. فريق مازيمبي الكنغولي ادى الشوط الاول باسلوب وانفتاح هجومي واعتمد على الارسال الطويل والذي شكل خطورة كبيرة على دفاع الهلال ولكن عانى (مازيمبي) من افتقاده للتركيز بسبب الاندفاع بغرض احراز هدف. في الدقيقة (25) ارسل هيثم مصطفى كرة خادعة في اتجاه مرمى مازيمبي اوقفها الحارس بصعوبة. مع مرور الزمن اتضح ان هلال السودان يعمل على البناء من العمق ونلاحظ عدم قيام اطراف الجنب بالمشاركة في الهجمات بالرغم من التحرك الايجابي لثنائي المقدمة (احمد عادل وكلاتشي) في الخطوط الأمامية بطريقة صحيحة وشرسة. فريق مازيمبي الكنغولي لم يقدم العرض المتوقع بالرغم من انه يلعب على ملعبه ووسط جمهوره الكبير ووضح انه يعاني من الضعف في خط دفاعه وكان في مقدور هلال السودان استغلال كل ذلك لو احسن التعامل مع بعض الكرات التي وجدها نتيجة لأخطاء دفاع مازيمبي كما كان على هلال السودان ان يعمل على تهدئة اللعب وعدم مجاراة لاعبي مازيمبي حتى يتمكن من امتصاص حماس لاعبي مازيمبي لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. الشوط الثاني قبل انطلاقة الشوط الثاني اجرى مازيمبي استبدالاً قضى بخروج اللاعب رقم (12) جوجوكا ليحل مكانه اللاعب رقم (15) مكابو وهذا الاستبدال رمى الى زيادة فعالية النزعة الهجومية لان مازيمبي ليس أمامه سوى تحقيق الفوز حتى يواصل في المنافسة خاصة وأنه يلعب على ملعبه ولكل ذلك كثف من هجماته المتنوعة ليضع ذلك هلال السودان امام مسئولية كبيرة طوال الشوط الثاني. وبالفعل قاد ذلك لارتفاع المستوى الفني لهلال السودان الذي عمل على استغلال تقدم وانفتاح فريق مازيمبي بكلياته ليبدأ في تنظيم صفوفه والتمرير الأمامي واجبر بذلك دفاع مازيمبي بعدم التقدم ومؤازرة الهجمات حتى جاءت الدقيقة (20) ليتعرض المهاجم الخطير (احمد عادل) للاصابة بشد عضلي في العضلة اليسرى نتيجة للمجهود الكبير الذي بذله ليتم استبداله «اضطرارياً» وحل مكانه المهاجم النيجيري ايفياني. واصل مازيمبي في ارسال الكرات الطويلة والعالية ليفسدها دفاع الهلال اولاً بأول وينقذ ريتشارد اخطر الكرات بالمتابعة والتغطية. في الدقيقة (27) اجرى هلال السودان استبدال قضى بخروج كلاتشي ليحل مكانه مهند الطاهر وفي اعتقادنا ان هذا الاستبدال كان الغرض منه الاحتفاظ بالكرة لاطول وقت ممكن في نصف ملعب (مازيمبي) والاستفادة من القدرات الهائلة للاعب مهند الطاهر في المراوغة والتهديف القوي ومن كل الاتجاهات والمواقع. في الجزء الاخير من عمر الشوط الثاني واصل مازيمبي في التشديد من هجماته ولكن قابل كل ذلك صحوة كبيرة من لاعبي هلال السودان واداء المباراة بروح قتالية وعزيمة واصرار وقوة في كل الخطوط ليقاسم مازيمبي الاداء ويتفوق عليه في بعض الفترات ويستحوذ على الكرة واجبار مازيمبي على التسرع والشفقة في تعامله مع المباراة والاعتماد على التسديد من مسافات بعيدة ويستمر الحال على ذلك حتى اعلن الحكم عن نهاية المباراة بالتعادل السلبي بين الفريقين ليرتفع بذلك هلال السودان بنقاطه الى اربع نقاط بينما نال مازيمبي نقطة واحدة بعد خسارته مباراة الاولى امام القطن الكميروني بهدف دون مقابل. مبروك لهلال السودان هذا الانجاز الذي اعاد للكرة السودانية هيبتها وقوتها على أمل ان يعمل على مواصلة الاعداد الجاد استعداداً ملاقاة القطن الكميروني بأم درمان وتحقيق الفوز الذي سيضعه على اعتاب التأهل والوقوف على رأس المجموعة الثانية. فيما تتواصل اجتماعات كتلة الممتاز