فظائع وعمليات قتل واختطاف ظلت تتعرض لها مجموعات الرعاة من قبائل (التبوسا) بمنطقة (بيري) بمحلية (كبويتا) ولاية شرق الاستوائية بسبب الهجمات المنظمة التي باتت تنفذها القوات اليوغندية على الرعاة الذين يتجولون على طول الشريط الحدودي منذ بداية العام 8002م من أجل الاستيلاء على مواشيهم الامر الذي ادى إلى مقتل مئات المواطنين العزل وتشريد آلالاف في ادغال الغابات الاستوائية بعد انسحاب القوات المسلحة التي كانت توفر الحماية للمواطنين بناء على اتفاق السلام الشامل الموقع بين الحكومة والحركة الشعبية في العام 5002م.. فقبائل (التبوسا) اصبحت مهددة بالنزوح وفقدان المواشي التي تشكل مصدراً رئيسياً لاستمرار السكان على قيد الحياة إذا لم تتدخل حكومة جنوب السودان والحكومة المركزية لحمايتهم من هجمات القوات اليوغندية بصورة عاجلة. (الرأي العام) التقت بممثلي قبائل (التبوسا) وجهات تشريعية ببرلمان جنوب السودان واجرت التحقيق التالي: ............................................................................................................................. مأساة (التبوسا) الصور التي التقطت من موقع الهجوم على منطقة (بيري) الذي نفذته القوات اليوغندية على مجموعات الرعاة من قبائل (التبوسا) من قبل الناجين عقب انسحابها، يظهر جرائم وفظائع استخدمت فيها اسلحة متطورة بصورة همجية، حيث تناثرت الجثث الادمية عشوائياً في ارض القتال الى جانب اعداد كبيرة من الحيوانات النافقة من مواشي واغنام ،غيرها الامر الذي يوضح ان الهجوم وقع على رعاة (التبوسا) اثناء الاستقرار الموسمي حيث احترقت الاكواخ المشيدة من الحطب والسعف بصورة كاملة وتحولت لاكوام من الرماد الاسود، فهناك مأساة انسانية تعيشها مجموعات (التبوسا) الرعوية منذ بداية العام الحالي لم تجد اهتماماً من حكومة الجنوب رغم موافقة البرلمان بجنوب السودان على مناقشتها وتكوين لجنة تحقيق للوقوف ميدانياً على مواقع الاحداث بغرض جمع المعلومات استعداداً لعقد لقاءات رسمية مع الحكومة اليوغندية تمهيداً لاعادة الاستقرار للمنطقة الملتهبة بسبب توغل القوات اليوغندية في اراضي جنوب السودان للحد من هجمات جيش الرب، حيث تعتقد الحكومة اليوغندية ان جيش الرب يستخدم اراضي جنوب السودان كقاعدة للهجوم على المصالح اليوغندية ولذلك ظلت المناوشات مستمرة بين الحكومة اليوغندية وجيش الرب رغم استمرار المفاوضات بواسطة حكومة جنوب السودان التي تسعى لاستقرار المناطق الحدودية مع الدول المجاورة، ولكن المجازر التي ترتكبها القوات اليوغندية ضد قبائل (التبوسا) من خلال عمليات توغل تستخدم فيها الاسلحة الثقيلة ستظل تشكل مصدر قلق لحكومة جنوب السودان، فاستمرار الهجمات سيحول قبائل (التبوسا) الى نازحين بالمدن الكبيرة لجنوب السودان او لاجئين بالدول المجاورة، فهل ستتدخل حكومة جنوب السودان بعد الهجمات الاخيرة الدامية لحماية مجموعات قبائل التبوسا ام ستظل تتجاهل الامر من اجل ترضية الحكومة اليوغندية التي تربطها بها علاقات قوية منذ ايام الحرب التي انتهت باتفاق نيفاشا الذي وقع العام 2005م بدولة كينيا ومنح حكومة جنوب السودان حكماً ذاتياً موسعاً يسمح لها بإدارة الأزمات في حدود الاقليم الجنوبي بصورة مستقلة. نهب المواشي يقول ناجون من مجازر منطقة (بيري) بولاية شرق الاستوائية التي نفذتها الجيش اليوغندي ضد قبيلة (التبوسا) ان الجيش اليوغندي نفذ اربع هجمات منظمة على رعاة قبيلة (التبوسا) من اجل الاستيلاء على المواشي عبر نقاط الشريط الحدودي الذي يفصل بين السودان ويوغندا، فالهجمات الاربع ادت إلى مقتل وجرح وفقدان اربعمائة وثمانية وثلاثين شخصاً من قبيلة (التبوسا)، فيما تم نهب (11560) رأساً من المواشي و(600) حمار، فالمواطنون في شرق الاستوائية يواجهون مخاطر الموت والتشرد بسبب هجمات الجيش اليوغندي، فالهجوم الاول وقع في الثاني عشر من مارس لعام 2008م بمنطقة (بيري) التي سقطت فيها طائرة الدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية الراحل، حيث توغلت فيها القوات اليوغندية وقامت بتطويق مضارب الرعاة واطلقت عليهم النار بصورة عشوائية فقتل وجرح (39) شخصاً بينهم (5) نساء ،(8) أطفال وتم نهب ثمانية آلاف و(900) رأس من المواشي و(600) حمار. ثم وقع الهجوم الثاني في الثامن والعشرين من مارس لعام 8002م على منطقة (لوتوكي)، حيث قتلت القوات اليوغندية خمسة اشخاص ونهبت مائتي رأس من الابقار فيما وقع الهجوم الثالث في السادس والعشرين من يونيو لعام 2008م وخلف الهجوم(362) قتيلاً وجريحاً، اما آخر الهجمات فوقع في الثالث عشر من يوليو لعام 8002م حيث قتل (32) شخصاً وتم نهب (1500) رأس من المواشي، فالمواقع التي تتوغل فيها القوات اليوغندية تبعد اربعين كيلو متراً داخل الاراضي السودانية عن الحدود اليوغندية الامر الذي تسبب في تشريد الرعاة وسط الغابات، فالجيش اليوغندي يستخدم في هجماته على المواطنين داخل الاراضي السودانية الطائرات والدبابات والمدفعية الثقيلة لاجبار المواطنين على الهجرة القسرية عن ديارهم لذلك المواطنون تقدموا بشكوى لحكومة جنوب السودان عبر محافظ (كبويتا) الذي قام بزيارة الموقع ووعد اسر الضحايا بحسم الموضوع ولكن حكومة جنوب السودان لم تتخذ إي إجراءات لحماية المواطنين من هجمات القوات اليوغندية المتواصلة، لذلك المواطنون يواجهون الخوف والرعب من الهجمات المباغتة للجيش اليوغندي التي تنفذ دائما عند الساعات الاولى من الفجر عندما يكون الرعاة نياماً، فالمواطنون يطالبون حكومة جنوب السودان وحكومة جمهورية السودان بحمايتهم من عمليات القتل العشوائي الذي تقوم به القوات اليوغندية داخل الاراضي السودانية ومطالبة الحكومة اليوغندية بدفع تعويضات لاسر الضحايا عن الخسائر المادية والبشرية واعادة المختطفين. برلمان الجنوب أصدرت رابطة طلاب «كبويتا» بالجامعات والمعاهد العليا بولاية الخرطوم بياناً ادانت فيه الهجمات على رعاة قبائل (التبوسا) التي تقوم بها القوات اليوغندية منذ بداية العام 2008م كما طالبت الرابطة حكومة الوحدة الوطنية وحكومة جنوب السودان بالتدخل السريع لحماية المواطنين بشرق الاستوائية من التشرد والنزوح بعد أن فقدوا مواشيهم وباتت حياتهم مهددة بمخاطر الموت جوعاً، وضمن بيان الطلاب مناشدة لحكومة الوحدة الوطنية وحكومة جنوب السودان برفع دعاو قانونية وفق القانون الدولي ضد الجيش اليوغندي لقتله الآبرياء وحرق اكواخهم ونهب مواشيهم وتشريدهم من خلال هجمات منظمة مخالفة للقيم الانسانية والقانون الدولي. مصادر تشريعية ببرلمان حكومة جنوب السودان افادت بان هجمات الجيش اليوغندي على شرق الاستوائية طرحت على نواب البرلمان وحظيت بنقاش كبير توصل من خلاله برلمان جنوب السودان إلى تكوين لجنة تحقيق لحصر الخسائر في الارواح والممتلكات والمواشي التي تسبب فيها الهجوم اليوغندي، بالاضافة إلى تكوين لجنة اخرى من حكومة جنوب السودان تضم وزراء الدفاع والداخلية والتعاون الدولي للاحتجاج لدي الحكومة اليوغندية، بسبب الهجمات المتكررة على المواطنين على طول الشريط الحدودي من قبل الجيش اليوغندي كما ستعمل اللجنتان على طرح مبادرة للمصالحة بين القبائل المشتركة على حدود البلدين واعادة ترسيم الحدود بصورة واضحة بغرض وقف الهجمات التي كثيراً ما تنسبها الحكومة اليوغندية لمتسللين خارجين عن القانون.