السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جُنُوب السُودَاَن الدَولَة القَادِمَة
نشر في حريات يوم 26 - 06 - 2011


إعداد/ كوه تيو كوه توتو….
ماذا لو أن جنوب السودان إنف صل في إستفتاء 2011م .. هل جنوب السودان يمتلك مقومات دولة..؟….
توطئة
قبل أن ندلف للحديث عن مقومات دولة جنوب السودان لابد من توضيح أن الإستفتاء الذي سيمارسه شعب جنوب السودان في 9 / يناير2011م هو حق دولي وإقليمي رقابياً وفقاً لإتفاقية السلام الشامل الموقعة بين حكومة السودان والحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان في 9 / يناير2005م وهو حق دستوري وفقاً لنص المادة ( 222/1/2 ) من دستور جمهورية السودان الإنتقالي لعام 2005م والمادة( 11/1/2 ) من دستور جنوب السودان الإنتقالي لعام 2005م وكذا حق قانوني بناءاً على قانون إستفتاء جنوب السودان لعام 2009م ، وبالتالي هو حق طبيعي لشعب جنوب السودان الذي لم يستطع أن يعيش في الطبيعة التي نشأة فيها ، حق إنساني لشعب جنوب السودان الذي مورست ضده كل الممارسات الغير إنسانية في وطنه ، حق إجتماعي لشعب جنوب السودان الذي عاني ومازال يعاني الآثار الإجتماعية والنفسية السيئة في وطنه ، حق ثقافي لشعب جنوب السودان الذي مورست ضده كل أشكال التميز والإستلاب الثقافي في وطنه .
وبالتالي هو حق مستحق لكل الشعوب المضطهدة في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور وغيرهم .
هل للإنف صال أسباب؟!
بما أن أسباب الإنف صال لايمكن حصرها إلا أنني إستأذن الذين يسعون لفصل جنوب السودان بأن أقدم بعض الأسباب التي تجعلهم ينفصلون ، ونعتذر بكل تواضع وإحترام للذين يسعون لوحدة السودان الآن وبعد مرور (55) عام على خروج المستعمر الثاني لعدم تمكنا من الحصول على أسباب مقنعة غير ذلك التاريخ المطعون في نزاهته . عليه تتمثل أسباب الإنف صال في الآتي:-
1- عدم إختيار أو تمثيل أي جنوبي في مؤتمر الخريجين الذي كان يدار عبر لجنة من (60) عضواً خلال الستة سنوات الأولي من تاريخ إنعقاده في عام 1938م .
2- عدم إشراك الجنوبين في مؤتمر إدارة السودان ، وهو المؤتمر الذي دعت إليه السلطات الإستعمارية للتداول حول الإجراءات التمهيدية لإشراك السودانين في إدارة بلادهم عام 1946م وقد تولد عنه المجلس الإستشاري لشمال السودان ! والذي كان هدفه تقديم النصح للحاكم العام ومجلسه حول إدارة السودان ..! ولم يشارك فيه الجنوب أيضاً.
3- تعديل الشمالين للضمان الذي كان يمارسه الحاكم العام بالتدخل في حالة وجود قانون يضر بمصالح الجنوبين أو يعاملهم معاملة غير منصفة ، بإدخال شرط تبليغ إعتراضه لمصر لإبداء رأيها ، وهو ماتم الإتفاق عليه في غياب الجنوبين بالقاهرة.
4- إجماع رأي الشمالين داخل الجمعية التشريعية وخارجه على أن مطالب الجنوبين ليست إلا مؤامرة إستعمارية لتقويض وحدة السودان ، بحيث كان لديهما ثقة زائدة بقدرتهما على تحقيق الوحدة بالكيفية التي يرونها حتي ماخرج الإستعمار وأحكموا السيطرة على الجنوب.
5- إستبعاد الجنوبين من أول مؤسسات الحكم الذاتي ، المتمثل في المجلس التنفيذي.
6- عدم إشراك الجنوبين في مباحثات الإستقلال بين الأحزاب الشمالية ومصر.
7- كان لحل الجمعية التشريعية في عام1952م قبل إنتهاء دورة إنعقادها أثر سيء في نفوس الجنوبين ، حيث كانت تمثل المنبر الوحيد الذي يوصل به الجنوبين أصواتهم.
8- كان أيضاً لرفض طلب القيادي بوث ديو من قبل لجنة تعديل الدستور والجمعية التشريعية ، بتأسيس منصب وزير للشئون الجنوبية ، يختار لهذا المنصب شخص جنوبي أثر غير مقبول وسط الجنوبين.
9- عدم إتجاه الساسة الذين تسلموا مقاليد الحكم من المستعمر إلى إعادة النظر في سياسة المستعمر الإقتصادية والإجتماعية والتي إنتهجها بوعي لخدمة مصالحه ، بل قاموا بسلك نفس النهج ولكن بصورة أبشع ، حيث لم يتم الإلتفات أو التمعن في التباين بين الشمال والجنوب.
10- عدم إيفاء الأزهري بوعده في عملية السودنة ، عندما وعد في حملته الإنتخابية بأنه سيعطي الأولوية للجنوبين عند توزيع وظائف السودنة ليس في الجنوب فقط وإنما في السودان كله ، وعندما أتى للسلطة كان نصيب الجنوبين من الثمانمائة وظيفة ، ست وظائف فقط مما رتب على ذلك عدة آثار تمثلت في الآتي:-
أ‌- إحباط ضد الإدارة الجديدة في الإقليم الجنوبي والتي أصبحت بصورة شبه كاملة في
أيدي موظفين شمالين.
ب‌- شعور الجنوبين بإقصاء الشمالين لهم عند عملية إنتقال السلطة زاد من عدم ثقتهم
في الساسة الشمالين.
ت‌- إنعقاد مؤتمر جنوبي بجوبا عام 1955م ، حيث خاطب رئيس المؤتمر(بنجامين
لوكي) وزيري خارجية بريطانيا ومصر وبصورة لرئيس الوزراء إسماعيل الأزهري ، مؤكداً فيه حرص الجنوب على بقاء السودان موحداً بشرط أن يكون هناك إقليمان في دولة فدرالية واحدة ، وإذا تعذر ذلك فإنفصال الجنوب. وأضاف:(نحن لسنا متعصبين دينين ولكننا نكره الخضوع لإستعمار شمالي في الجنوب).
ث‌- من الآثار السيئة للسودنة إكراه مساعد مفتش(يامبيو) الشمالي بعد السودنة ثلاثين
من زعماء الزاندي على إرسال برقية للخرطوم مستنكرين ماقرره الجنوبين في
المؤتمر الجنوبي بجوبا.
ج‌- إصدار نفس الإداري تعليماته للسلاطين بمحاكمة النائب البرلماني عن دائرة
(يامبيو) إيليا كوزي بسبب تنويره لأبناء دائرته بنتائج مؤتمر جوبا ، حيث تمت إدانته تحت المادة (441) من قانون العقوبات وحكم عليه بالسجن عشرين عاماً ، علماً بأن العقوبة في هذه المادة تتراوح بين السجن عامين كحد أدنى وسبعة سنوات كحد أقصى.
ح‌- هيمنة الشمالين على الشرطة والفرقة العسكرية في الإستوائية حيث خصصت أربع
وعشرين وظيفة من وظائف الضباط للشمالين من جملة ثلاث وثلاثين وظيفة في حين شغل الجنوبين تسع وظائف دنيا فقط .
خ‌- طرد ثلاثمائة عامل جنوبي من مشروع أنزارا مما أدى إلى تظاهرات أنزارا وتم
قتل (8) ثمانية جنوبين بنيران الشرطة.
د‌- إصدار أمر بنقل قوات الأمن والشرطة من الجنوب إلى الشمال بحجة وقوفها بجانب
التمرد وإحلال وحدات عسكرية شمالية محلها ، مما أدى إلى إندلاع التمرد في كل
من توريت ، ياي ، جوبا ، يامبيو ، مريدي ، وتم قتل مئتان وستون جنوبياً وأعدم
كل من تم القبض عليهم من قادة العصيان ، فهذا كان بالإمكان تفاديه أو السيطرة
عليه إذا كان قادة الأمن والشرطة أو أفرادهم من أبناء الجنوب. وهذاما حدث في بحر الغزال حيث كان مفتش الشرطة من أبناء الجنوب وحال دون وقوع العصيان هناك
11- خداع الشمالين للجنوبين عندما طلب الجنوبين ضرورة إعلان الفدرالية مع الإستقلال من داخل البرلمان وليس إعلان الإستقلال فقط. إلا أن الأحزاب الشمالية تقدمت بمقترح في البرلمان بإحالة مطلب الجنوبين إلى الجمعية التأسيسية المرتقبة ، وما أن قبل الجنوبين في البرلمان بذلك المقترح و قرر البرلمان أن تنظر الجمعية التأسيسية المرتقبة بعين الإعتبار للمطلب الجنوبي حول الفدرالية وتم إعلان الإستقلال ، إلا فشنت نفس الأحزاب الشمالية بعد الإستقلال بأسبوع هجوماً دفتردارياً ضد فكرة الفدرالية ووصفتها بأنها مخطط إستعماري ، كما ذهب بعض القانونيين الشمالين بكل سخف وإنعدام للمسؤلية إلى تعليل ذلك الخداع بأن (ماتم الإتفاق عليه في ديسمبر1955م ليس هو منح الجنوب الفدرالية وإنما النظر بعين الإعتبار لمطلب الفدرالية.) ، مما يدل على إتساع دائرة المؤامرة ضد الجنوبين.
12- إنتهاج (عبود) سياسة الأسلمة والتعريب القسري في جنوب السودان عبر إنشاء مدارس لتعليم القرآن ومعاهد إسلامية متوسطة ، إصدار قانون يلغي يوم الأحد يوماً للراحة في الجنوب بيوم الجمعة ، وأصدر قانون الجمعيات التبشيرية الذي ألزم المبشرين المسيحيين بالحصول على تراخيص مسبقة ، كما حظر التبشير في الجنوب.
13- قام عبود بإستقطاع حفرة النحاس من جنوب السودان وإتباعها إلى شمال السودان في ولاية جنوب دارفور.
14- إغواء الشمالين للجنوبين في مؤتمر المائدة المستديرة عام1965م والذي يمثل أول طرح موضوعي لمشكلة جنوب السودان من قبل حكومة وطنية منذ الإستقلال ، حيث كان الحوار بين الشمالين والجنوبين ، وطالب إتحاد السودان الإفريقي الوطني الحكومة بمنح حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان ليستفتوا حول الوحدة أوالإتحاد الفدرالي أو الإنفصال. وتوحد الجنوبين جميعاً خلف هذه المطالب ، ولكسر شوكة وحدة القوة الجنوبية في التفاوض ، شجعت الأحزاب الشمالية التقليدية جماعة من السياسين الجنوبين لتكوين تنظيم وقتي يدعو للوحدة ، فتم تكوين حزب (وحدة السودان) والذي لم يكن موجوداً إلا بعد طرح الجنوبين مطالبهم في المؤتمر. حيث أعلن ذلك الحزب المختلق رفضه لما أسماه التنازلات الشمالية للجنوب ورفض الفدرالية والإستفتاء ، مما أفشل قضية الجنوبين وهذاماأن دل وإنما يدل على مؤامرة واضحة وسؤنية القوة الشمالية.
15- قام نميري بتدمير إتفاقية أديس أبابا التي وقعها مع الجنوبين بالرغم من تفريغها في الدستور الذي تم الإعتداء عليه ، مما يدل على أنه في سبيل إزلال الإنسان الجنوبي يمكن الإعتداء على أسمى قانون في الدولة والذي يعتبر العقد الإجتماعي الذي تراضى وتوافق وتواضع الشعب السوداني بإرادته أو بدونها على أن يحتكم عليه ويدافع عنه.
16- إنتهج نميري سياسة عبود الدينية وبأسلوب أبشع بإصداره قوانين سبتمبر وتطبيقها.
17- بعد إكتشاف البترول في الجنوب سعى نميري إلي إنشاء مصفاة في الشمال في تجاهل متعمد للمنطقة المكتشف فيها وعبر الشمال يصدر إلى الخارج.
18- قام نميري ونظامه بنزع الإقليم المنتج للبترول في أعالي النيل بجنوب السودان وضمه إلى إقليم جنوب كردفان بشمال السودان ، وعين نفسه محافظاً عليه في أول سابقة دستورية في تاريخ السودان وربما العالم في تأكيد خبيث لنهم ولفافة شمالية غريبة تجاه موارد شعب جنوب السودان.
19- قام نميري وحكومته بضم منطقة حفرة النحاس وكافيكنجي الغنية باليورانيوم إلى شمال السودان بولاية جنوب دارفور بعد إكتشاف النحاس واليورانيوم في كل منهما .
20- تراجع الصادق المهدي عن إلغاء قوانين سبتمبر أو حتى تجميدها وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها الحركة الشعبية وفضل إرضاء الجبهة الإسلامية بدلاً عن الجنوبيين .
21- قام الصادق بتعيين وتشكيل مجلس الجنوب دون مشاورة الجنوبين مما يكشف سؤ نيته تجاه الجنوب .
22- كانت لسياسة الصادق تجاه تسليح قبائل حدودية شمالية مع الجنوب لمحاربة الجنوبين والتي تمثلت في قبائل المسيرية والمعاليا والرزيقات على حدود إقليم بحر الغزال ، حيث كان من أثر ذلك المزبحة العنصرية التي قامت بها قبيلة المسيرية ضد الدينكا والتي قتل فيها مايقارب 1,500 قتيل ، وكذلك قبيلة صبحة ضد الشلك بأعالي النيل .
23- إنتهاج حكومة البشير نفس طريق الإستعمار والحكومات السابقة في جنوب السودان .
24- إصرار حكومة البشير على تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان .
25- إعلان البشير وحكومته الجهاد ضد الجنوبين كستار للتطهير العرقي وتنفيذ مشروع التعريب والأسلمة .
26- صعوبة بل إستحالة إزالة الآثار الإجتماعية والنفسية والبيئية التي تركتها حكومة البشير متمثلة في القوات المسلحة ومليشيات ما سميت بالإنقاذ في جنوب السودان .
27- التراخي في تنفيذ بنود إتفاقية السلام الشامل كتعديل أوتشريع قوانين حتى تتواءم مع الدستور القومي الإنتقالي على سبيل المثال ، مما جعل البعض يعتقد بأن هذا التراخي ماهو إلا لان حكومة البشير أعتبرت أن هذا الإتفاق هو هدنة مع الكفار …!
28- التراخي في تنفيذ نسبة 28% المخصصة للجنوبين في الخدمة المدنية القومية .
29- هناك غش في حسابات النفط الخاص بجنوب السودان حسب بعض التقارير الدولية .
30- جمود قضية أبيي في نقطة قرار محكمة التحكيم الدولية .
31- عدم إكتمال إجراءات ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب .
32- هناك إتهامات من الجنوب للشمال ( المؤتمر الوطني ) بزعزعة الأمن في الجنوب مستدلين بالمروحية التي تم ضبطها وعلى متنها روس وبعض قوات المتمرد جورج أطور بالإضافة إلى قصف القوات المسلحة لمناطق ببحر الغزال مما أدى إلى تأجيل الدورة المدرسية التي كان من المقرر أن تقام هناك خوفاً على أرواح الطلاب .
33- الدور الغير نزيه لقناة الشروق في جنوب السودان عبر موجات الFM حيث لم تراعي المهنية والتجرد في واجبها .
34- إتجاه إرادة الجنوبيين الجادة نحو التحرر إقتصادياً وإجتماعياً ودينياً وثقافياً من القيود الشمالية وإقامة دولة جديدة .
35- قناعة الحركة الإسلامية والعالم العربي بإستحالة إستمرار مشروع الأسلمة والعروبة جنوباً ، ففصل جنوب السودان خير من فقد القطر بأكمله ، لذا كان تصريح رئيس الجمهورية الأخير بتطبيق الشريعة شمالاً إذا إنفصل الجنوب خير دليل ، دون مراعاة لحقوق أصحاب الديانات الأخرى في الدولة المبتورة شمالاً .
36- إتهام رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية والعدوان في حق شعب دارفور ، مما جعل معظم شعب جنوب السودان يتعاطف مع مواطني دارفور ويتخوفون على مستقبلهم في ظل دولة موحدة برئاسة شخص يتهم بإبادة مواطنيه وهم ليس بمعزل عن ذلك.
أما فيما يتعلق بمقومات دولة جنوب السودان القادمة ، فلابد من الإشارة إلى أن كل الدول القائمة حالياً والمحتمل قيامها ليست بمتناظرة أو متماثلة في سماتها وخصائصها الجغرافية والطبيعية أو البشرية والإقتصادية ، ولكنها تتفق من حيث المضمون الكلي لوجودها في المجتمع الدولي في الأمور الثلاثة الآتية:-
مساحة من الأرض ، والتي تستمد قيمتها من موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية .
الكيان البشري الذي عاش ويعيش على أرضها بكل ولائه وإخلاصه لها.
نظام يضبط حركة الحياة على هذه المساحة من الأرض.
أولاً: المقومات الطبيعية لجنوب السودان:-
نعني هنا معرفة خصائص الجغرافيا الطبيعية التي تميز جنوب السودان ومساحته وشكله والحدود التي ترسم هذا الشكل الجامع له ، والتي قد تؤثر عليه إقتصادياً وإجتماعياً ، أو في قدرته على الإنتاج وإستغلال الموارد الطبيعية المتاحة ، وعلى إحتمالات التنمية التي سيسعى إليها للوصول للرفاهية أو لزيادة حجم الرفاهية والرخاء لشعب الجنوب من ناحية أولزيادة ماسيسهم به من فائض لإشباع حاجات الدول الأخرى من ناحية أخرى. وتتمثل هذه المقومات الطبيعية فيما يلي:-
1/ الموقع الجغرافي:-
موقع جنوب السودان بين خمسة دول ، إفريقيا الوسطى ، كينيا ، يوغندا ، الكونغو ،أثيوبيا وربما دولة سادسة في الشمال الجنوبي يعتبر موقعاً إستراتيجياً مهماً من عدة جوانب إقتصادية ، إجتماعية ، ثقافية… لما يتميز به جنوب السودان من الآتي:
أ/ الثروة الزراعية والغابية:- يعتبر جنوب السودان من أكثر أراضي السودان خصوبة وغنى بالثروة الغابية ، وهي أراضي بكرة فقط تحتاج إلى تطوير الزراعة التقليدية ووضع السياسات الزراعية التي تساعد على زيادة الإنتاج ، كما يعتبر الإقليم غني جداً بالموارد الغابية كأشجار التيك المنتج لأجود أنواع
الأخشاب والذي يستخدم في المعمار و الأثاثات المختلفة ، وأشجار المانجو المثمرة جداً ولا يستهلك منه سوى الربع فقط وما تبقى يتلف على الأرض ، وكذا الحال ما ثمار الفافاي ، فبالتأكيد إذا علبت هذه الفواكه بالإضافة للأناناس وبعض الفواكه الأخرى سيؤدي إلى الإكتفاء الذاتي من المنتوج الزراعي و الغابي وبالتالي تصديره إلى الخارج.
ب/ المورد المائي:-
يتميز جنوب السودان بموارد مائية طبيعية ، النيل يعبر أراضيه وهو في عنفوان شبابه ، الأمطار تحطل على مدار العام لتأثر المنطقة بالمناخ الإستوائي الحار، الرطب و الممطر طول العام ، وهذا ما سيكون له أثره على الإنتاج الزراعي وإنتاج الطاقة الكهربائية من خلال السدود التي ستنشأ على النيل لتغطية الحاجة الكهربائية وتصدير الفائض منه لدول الجوار الغير منتجة أو التي تحتاج لمزيد من الطاقة الكهربائية.
ج/ الثروة الحيوانية والسمكية:-
يعتبر جنوب السودان من أكثر مناطق السودان إزدحاماً بالثروة الحيوانية خاصة الأبقار وبعض الحيوانات المتوحشة والتي مازالت في غابات مغلقة تماماً وبالتالي هذا باب مفتوح بمصرعيه للسياحة ، أما الثروة السمكية فهي مازالت تعتبر غذاءاً رئيسياً لبعض القبائل النيلية ويمارس صيدها تقليدياً أما الآن فقد أبرمت بعض الإتفاقيات مع شركات عالمية متخصصة للإستثمار في هذا المجال .
د/ البترول:
تم إكتشافه بواسطة شركة شفرون الأمريكية في عام 1979م في منطقة بانتيو بأعالي النيل ، وهناك إكتشافات أخرى سترى النور قريباً.
فالتجاهل الذي كان يمارسه السودان الشمالي تجاه الإقتصاد والإستثمار الإفريقي والإتجاه كلياً إلى العالم العربي والآسيوي سوف يصل إلى نهايته، بإنفتاح جنوب السودان تجارياً وإستثمارياً على إفريقيا وكل دول العالم دون عقد ، وذلك بفتح طرق وجسور جوية تربط بينه وبين هذه الدول. فخير مثال لذلك ما قدمته حكومة الجنوب في جزء من الفترة الإنتقالية من إستثمارات في مجال الإتصالات حيث تعمل أكثر من خمسة شبكات إتصال مختلفة ، وفي مجال السياحة والفندقة توسع عدد الفنادق في مدينة جوبا على إمتداد النيل فقط أكثر من (35) فندق بعد أن كان بها (لوكندا) واحد فقط في عام 2005م وكذا الإستثمارات البترولية ، ففيما سبق نجد دول مثل أثيوبيا ، يوغندا ، أريتريا ،حتى الصومال.
إجتماعياً ، لانعتقد أن يكون هناك صعوبة في الوقت الراهن أو المستقبل القريب يحول دون الإنصهار الذي تم وسيتم بين الشعب في جنوب السودان و شعوب كل من كينيا ، يوغندا ، الكونغو ، إفريقيا الوسطى وإثيوبيا. لأن هناك قبائل حدودية بين جنوب السودان وهذه الدول علاوة على التصاهر والتداخل الذي تم بينهم.
اما ثقافياً فقد ذكرت آنفاً ان الشعوب المهمشه في السودان القديم عانت الإستلاب الثقافي في اقصى درجاته ،ان بعضنا اصبح لايستبعد مشاهدة احد ابناء الهامش الثقافي على منابر الجامعة العربية ويناشد الأمة العربية بلسان عجمي او لون زونجي مبين (والله نينا كعرب يجب ان نحافظ على ثقافتنا و…و …و..) حتى ان البعض منا إذا نسبته إلى جزوره الإفريقية .. تراه إحمرت عيناه وتورم انفه حتى لاتدري أأنفه فيَه ام هو في انفه..!!؟ وبالتالي هذا الإستلاب ادى إلى نفور كثير من المجتمعات من ثقافاتهم القائمة على عاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم ، فبقليل من العمل والتثقيف بالعوده للجزور سيعيد الثقة لهذه المجتمعات في ثقافاتهم ،وفي ظل التداخل الحالي بين شعب جنوب السودان والشعوب الإفريقية المجاورة والمجتمع الدولي سيتمكن من عكس هذه الثقافات للعالم لما يتمتع به من تعدد وتنوع ثقافي متميز .
نستطيع ان نقول ان الموقع الجغرافي لجنوب السودان هو موقع ثابت يصعب فيه التغير ، فكل الدول المجاورة مستقرة وآمنة عدا دولة واحده وهي دولة الشمال ،دولة السودان القديم في حال إنفصال الجنوب ،والتي ستستمر اطماعها على الأراضي الجنوبية ومواردها البشرية والغابية والبترولية وغيرها وستسعى إلى زعزعة الإستقرار في شمال الدولة الجنوبية وبل في كل جنوب السودان .
على الرغم من ان هناك إحتمال ذهب إليه بعض المحللين يقضي بان في حال الإنفصال فإن دولة الجنوب ستتقسم إلى دويلات اخرى بسبب الصراعات القبلية على السلطة ،ووجود مليشيات مايسمى بجيش الرب سيؤدي إلى عدم الإستقرار ، ولكن هذا الأحتمال عملياً غير صحيح لان الصراعات لم تكن قبلية ولم تكن من اجل السلطة وذلك لان جزور المشكلة تكمن في الحصول على الثروة الحيوانية وهذا لاعلاقة له بالسلطة وينشا الصراع بسبب الطريقة التي تسلك للحصول على تلك المواشي ،حيث تذهب مجموعة او افراد لنهب ابقار من قبيلة اخرى ويمكن ان تكون اي مواشي اخرى إن كانت ذا قيمة إقتصادية أوإجتماعية وهذا النهب يترتب عليه آثار اخرى من قتل وجرح وخطف نتيجة للمقاومة وبالتالي يتم الرد ، وهذا النهب يمكن ان يتم داخل إطار القبيلة الواحدة ايضاً وبالتأكيد هذا ماستحسمه القوانين ، وقبل ذلك لابد من البحث عن طرق اخرى سلمية للحصول على الثروة الحيوانية وتثقيف المواطنين بذلك ، اما الصراعات السياسية حول السلطة فهو امر طبيعي في كل انحاء العالم سواءاً اخذت شكل القومية او القبلية في الجنوب، فهناك دستور وقوانين وآليات اخرى تضبط حركة العمل السياسي ، ما ان معظم الاحزاب الجنوبية متفقة على ان يكون لها دولة منفصلة تماماً عن السودان القديم دولة الإستلاب الثقافي واللاهوية والتهميش المتعمد . فإن كان هناك تغير محتمل فهو في السودان الشمالي حيث يتوقع إنقسام السودان الشمالي إلى دويلات مالم يكن ذلك السودان ديمقراطي وعلماني وتعددي ثقافياً وإثنياً وعرقياً ودينياً يحكمه احد ابناء الهامش .
اما عن مخاوف جيش الرب وهي عبارة عن مجموعة يوغندية مسلحة تأسست منذ (24) عاماً على يد سيدة تسمى (أليس أوما ) والملقبة ب(لاكوينا) وتعني المتنبئة بلغة قبيلة أشولي الحدودية بين جنوب السودان ويوغندا ويقود التنظيم إبن أختها (جوزيف كوني) .
يرتكز نشاط جيش الرب العسكري على الحدود بين يوغندا والسودان الجنوبي والحدود الكونغولية اليوغندية ، وصار هناك همس بتسلل جيش الرب إلى التماس الدارفوري للبحث عن دعم الخرطوم ، ولجيش الرب واجهة سياسية تسمى (حركة الرب للمقاومة) .يشكل الأطفال نسبة 80% من أعضاء جيش الرب حيث يبلغ عددهم 40,000 طفل حسب تقديرات منظمة اليونسيف ، ويهدف كوني المطالب أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة إرتكاب جرائم ضد الإنسانية للإطاحة بالحكومة اليوغندية الحالية بقيادة يوري موسيفيني وإقامة نظام حكم ديني يتأسس على الكتاب المقدس والوصايا العشرة ، وبالتأكيد هو بعيد تماماً عن الكتاب المقدس والوصايا العشرة بممارساته اللإنسانية .
في يوم 4/أغسطس/2006م أعلن وقف إطلاق النار من طرف واحد ، بعد أن خلفت الحرب 100,000 قتيل و2,000,000 نازح. حيث يقوم هذا الجيش بخطف الأطفال وهم من بين زويهم أو في صفوف الدراسة وإجبارهم على الدخول قسراً في التنظيم العسكري ، كما يقوم بممارسة الرق ضد البنات وإستغلالهن جنسياً والإبادة الجماعية للمدنيين والنهب والسلب وبتر أيدي أسراهم وسمل أعينهم وقطع آزانهم مما جعلهم يشتهرون بإسم (تونغ تونغ) أي أقطع أقطع.
ويجدر الإشارة إلى أن الكونغرس الأمريكي قد أجاز في مايو 2010م قانوناً يعطي للرئيس الأمريكي باراك أوباما الحق في القبض على جوزيف كوني زعيم جيش الرب خلال (6) ستة أشهر ، كما نص القانون على حماية المواطنين في جنوب السودان ويوغندا من هجمات جيش الرب . وبالرغم من كل هذه الضغوط إلا أن جنوب السودان قادر على حسم هذا الملف سياسياً ، فقد بادر من قبل بإستضافة مفاوضات بين الحكومة اليوغندية والمعارضة (جيش الرب) مما سيذيد ثقة الاطراف لدى الوسيط عندما يصبح دولة مستقلة ،اما في حالة فشل الحل السياسي فإن الجيش الشعبي قادر على تنظيف كل شبر من ارض دولته التي قاتل لاجلها منذ الاستقلال بمسميات مختلفة ،وسيسعى على اقل تقدير إلى تحقيق مقولة : (…. على جيش الرب ان يختار احد الخيارين ،إما ان يجلس للتفاوض مع الحكومة اليوغندية ،او الخروج من حدود جنوب السودان …!) ،فهذا النزاع في شمال يوغندا يعني ان هناك عدة إحتمالات يمكن ان تحدث مع الوضع في الأعتبار المقولة السابقة .
الإحتمال الأول: إتفاق الحكومة اليوغندية مع جيش الرب وحركة الرب للمقاومة
وينقسم هذا الإحتمال إلى شقين:
الشق الأول: التسوية النهائية بمشاركة جيش الرب وحركة الرب للمقاومة في السلطة والثروة
وهو إحتمال راجح نظراً لعدة اسباب اهمها قبول الأطراف بمبدا الحل السلمي والضعف الذي اصاب جيش الرب بعد سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان على جنوب السودان بواسطة الجيش الشعبي لتحرير السودان بعد توقيع إتفاقية السلام الشامل في 2005م وفقد جيش الرب التمويل الذي كان يحصل عليه من حكومة الخرطوم قبل ذاك الوقت لزعزعة الإستقرار في يوغندا التي كانت تتهمها حكومة الخرطوم بدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان في جنوب السودان ،فضلاً عن رغبة الحكومة اليوغندية في الإنصراف إلى ملفات دولية وإقليمية وداخلية اخرى بعيداً عن وحل جيش الرب ،وفي ذلك إستقرار لدولة جنوب السودان .
الشق الثاني: التسوية النهائية بقيام دولة لجيش الرب وحركة الرب للمقاومة في شمال يوغندا
إحتمال قيام دولة جنوب دولة جنوب السودان وشمال الجزء الجنوبي من يوغندا ضعيف وذلك لعدم وجود ذلك الخيار في أهداف جيش الرب وبالإضافة إلى ضعف جيش الرب نفسه ، علاوة على الملاحقة الدولية ل(كوني) جنائياً ولكن ما أن حدث ذلك سيؤثر على الإنفتاح المباشر لجنوب السودان جنوباً مالم تقو الدبلوماسية الخارجية مع الدولة الوليدة في شمال يوغندا والتي يتوقع ان تستمر علاقاتها مع دولة الجلابة في شمال دولة الجنوب والتي بدورها ستعمل على زعزعت إستقرار دولة الجنوب بكافة السبل وعلى راسها سرطاناتها البشرية والتي ستستمر في دولة جنوب السودان بكافة طرق الإحتيال والدجل السياسي خلف ستار التجارة و حق المواطنة . لذلك لابد من جهاز امن داخلي قوي ، وعلاقات خارجية اقوى.
الإحتمال الثاني: عدم التوصل إلى إتفاق بين الحكومة اليوغندية وحركة الرب وجيش الرب للمقاومة
وهذا الإحتمال ينقسم إلى ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: زعزعة الإستقرار في المنطقة:
في حالة عدم التوصل إلى إتفاق فإن جيش الرب سيسبب خلل أمني في كل من يوغندا وجنوب السودان والكونغو وإفريقيا الوسطى وربما دارفور.
الوجه الثاني: محاصرة جيش الرب وهزيمته عسكرياً:
وهذا الإحتمال هو الراجح رغم صعوبته ، ولكن سيتاثر جنوب السودان بحركة هذه القوات على حدوده مما سيؤثر على امنه كما الآن في ولاية غرب الأستوائية التي تحد بأربعة دول وجميعها خطوط تحرك هذه القوات ،وهذا ماسيؤدي إلى نهاية هذه القوات المتمردة ،حيث سيتم محاصرتهم من قبل الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات اليوغندية بالإضافة إلى (Arows Boys) وإستسلامهم او القضاء عليهم عسكرياً مالم تفتح احد الدول الأخرى المجاوره ليوغندا حدودها لهم اوتطرأ تطورات جديدة على العلاقات الدبلوماسية بين يوغندا ودولة جنوب السودان .
الوجه الثالث: إنتصار جيش الرب وحركة الرب للمقاومة على الحكومة اليوغندية:
هذا الشق من الإحتمال الثاني بالرغم من أنه الهدف الذي يسعى إليه جيش الرب إلا أنه يصعب تحقيقه لعدة أسباب منها على سبيل المثال : ضعف جيش الرب ، البرتوكول الأمني بين جنوب السودان ويوغندا ، قوة الجيش اليوغندي والضغوط الدولية.
مساحة جنوب السودان:-
يبلغ مساحة جنوب السودان وفقاً لخط 1/1/1956م 648,051كلم/2 تقريباً ، حيث يتكون من ثلاثة أقاليم كبرى (أعالي النيل ، بحرالغزال والأستوائية ) والتي تقسم إلى عشرة ولايات.
أولاً: إقليم أعالي النيل:-
ويشمل ولاية أعالي النيل وعاصمتها ملكال ، ولاية جونقلي وعاصمتها بور وولاية الوحدة وعاصمتها بانتيو ، ويبلغ مساحة هذا الإقليم 236,180 كلم وهو مايعادل مساحة دولة غانا.
ثانياً: إقليم بحرالغزال:-
ويشمل ولاية غرب بحرالغزال وعاصمتها واو ،ولاية شمال بحرالغزال وعاصمتها أويل، ولاية واراب وعاصمتها واراب وولاية البحيرات وعاصمتها رمبيك ، ويبلغ مساحة هذا الإقليم 213,751 كلم وهذا ما يعادل ضعف مساحة دولة أريتريا .
ثالثاً: إقليم الإستوائية:-
ويشمل ولاية شرق الإستوائية وعاصمتها كبويتا ، غرب الإستوائية وعاصمتها يامبيو،وولاية الإستوائية الوسطى وعاصمتها جوبا ، ويبلغ مساحة هذا الإقليم 198,120 كلم وهذا مايعادل مساحة دولة السنغال . بمعنى ان مساحة جنوب السودان يعادل مساحة دولة أفغانستان تقريباً.
ثانياً:- المقومات البشرية لجنوب السودان:-
يتكون الكيان البشري التقليدي لجنوب السودان من (150) قبيلة بالإضافة إلى المجموعات الأخرى من مختلف السودان حيث تتوزع هذه القبائل في كل من أقاليم الإستوائية ، بحر الغزال و أعالي النيل وكانت تعيش هذه القبائل أزمة إنصهار في ( قومية جنوبية) لسيطرة القبيلة على الإنسان الجنوبي بفعل قاعدة ( أضرب العبد بالعبد ). وفي ذلك إمتداد طبيعي لأزمة إنصهار الشعب السوداني في قومية سودانية منذ الإستقلال المزعوم . ويبلغ عدد سكان جنوب السودان حوالي (8,260,490) نسمة ، حسب التقديرات الأخيرة للتعداد السكاني لعام 2008م المختلف فيه .و قبل عودة (28,000 ) ثمانية وعشرون ألف جنوبي من الشمال إلى الجنوب حسب تصريح مسؤل مفوضية الإغاثة وإعادة التوطين بجنوب السودان بتاريخ 17/12/2010م لإزاعة يامبيو FM،
يتكون الكيان البشري لجنوب السودان بعد عام 2005م من الآتي:-
1- الجنوبين العائدين من النزوح شمالاً:-
هؤلاء هم من فروا من الحرب وآثارها وإتجهوا نحو المدن الشمالية للسودان وتجد معظمهم قد صممت بهم أسلاك شائكة حول الخرطوم وغيرها ، وهم لا يختلفون في ذلك مع غيرهم من جبال النوبة ، جنوب النيل الأزرق ، دارفور و شرق السودان. فقد عانوا من سياسات المشروع الحضاري ، الإسلام والعروبة وسياسات التمكين التي لاتشملهم . فكان الإستلاب مصيرهم جميعاً إلا من صرخ بصوت عالٍ أو عطس بأنف شامخ في وجه هذه السياسات ومن سعى خلفها.
فنجد منهم من لم تتبق له من جزوره إلا شكله ومنهم من إفتقد القيمة الحقيقية للوطنية وهي الولاء ، فتجد درجة ولاءه للجزيرة العربية أقوى من ولاءه لوطنه السودان أو جنوب السودان ، ومنهم من هم أكثر كرهاً لبني جلدتهم ثقافياً فيتوارى منهم خجلاً ويهمس خلفهم بلا خجل ومنهم متشددين دينياً فيطهروا هذا وينجسوا ذاك ، يكفروا فلان ويهجروا علان ، فكانوا خير أدوات لنظام الخرطوم . فصدق من قال :
لما رأوا ترابطاً وتراحماً وتوادا ًفينا
سعوا لشق عصانا حاقدينا
فسلوا دينهم وحققوا حلمهم
بضرب العبد بالعبد ساخرينا.
فهؤلاء العائدين من النزوح شمالاً ، منهم من عاد بزاته لزوال أسباب النزوح وقناعته بان عودته هي جزء من تنمية الجنوب ، فلا خوف من هؤلاء ، وهناك من عادوا بمؤسساتهم وهناك من أتوا ملاحق لمؤسسات موجوده في الجنوب من قبل…!، فهذان الأخيران لابد من وقفة فيهما ، فالذين أتوا بمؤسساتهم الخدمية أو الإقتصادية أو الإجتماعية … سيسهمون في تنمية الجنوب بطريقة أو بأخرى ، أما المؤسسات السياسية أو ما يعرف بالأحزاب أوالتنظيمات السياسية فبالرغم من مساهمتها في العمل السياسي بجنوب السودان إلا أن هناك أحزاب أوتنظيمات سياسية نشأة في الشمال وترعرعت فيه وإعتنقت كل الممارسات الغير سليمة للأحزاب الشمالية وسلوكها ومن ثم إتجهت جنوباً ، وأصبحت أحزاب شمالية من حيث العقل والروح وجنوبية من حيث الشكل .
أما الذين أتوا ملاحق لمؤسسات موجودة في الجنوب من قبل ، وهي في الغالب مؤسسات عسكرية ، تجارية أو دينية ، فالبعض من هذه المؤسسات قد تسهم في التنمية ، أما البعض الآخر قد يخلق أو يشكل سرطانات بشرية في جنوب السودان ربما يصعب إستئصاله سريعاً ، فالأمر خطير ولابد من وضع التدابير.
2- الجنوبين العائدين من دول المهجر:-
وهم الجنوبين الذين فروا إلى خارج السودان بسبب الحروب وآثارها ، أو بإرادته الحرة. ونجدهم الأكثر علماً ومنهم من هو أوفر مالاً ، ومعظمهم ساهم في إيصال قضية جنوب السودان إلى المنابر الدولية وبالتالي نتوقع منهم روح الولاء التام لجنوب السودان ، ولن يبخلوا له بعلمهم أو أموالهم مالم ينسى هؤلاء أسباب خروجهم من السودان ، فقط يعيب على هؤلاء عدم التواضع أو الواقعية.
3- الجنوبين المستقرين:-
وهم الذين فضلوا البقاء في جنوب السودان ولم ينزحوا شمالاً أو يلجأوا جواراً ولا حتى الهجرة أو التمرد على حكومة الخرطوم ، هذه المجموعة تمثل أيضاً جزء من المكون البشري لجنوب السودان فهي النموذج الطبيعي لشعب جنوب السودان ، فبالرغم من تسميتنا لهم بالمستقرين إلا انهم لم يروا الإستقرار ، فتعرضوا للحملات الدفتردارية من الجلابة ، إستلاب للثقافة والإرادة ونهب للموارد الغابية ، أراضي زراعية ، بترول،.. وإتجهت أشياءهم وكل حاجاتهم شمالا.
فهؤلاء هم من تمسكوا وحافظوا على النشاط البشرى الطبيعي لجنوب السودان من زراعة ورعي وبعض الصناعات التقليدية الصغيرة التي كانت تفيء بحاجة المواطن اليومي وقتذاك ، أما الآن فأصبح هناك عدم تناسب بين المنتوجات المحلية و الطلبات المتنامية للمواطنين وذلك لزيادة عدد السكان وقلة النشاط البشري. فهذه المجموعة بإعادة الثقة إلى بعضهم ، لاخوف علي ولاءهم لجنوب السودان.
4- الجنوبين العائدين من الغابة:-
وهم الذين ثأروا وتمردوا على الظلم الذي مارسته الحكومات السودانية ، ويمثلون الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان وبالتالي يشكلون جزء من المكون البشري لجنوب السودان ، ولا نستطيع أن نصفهم بعائدين إلى الجنوب لأنهم أكثر تواجداً به وولاءاً له وكانوا
خارج منظومة الجلابة ومؤسساتها الفاسدة ، بل كانوا يحاربونها بشراسة مما حافظوا على ثقافاتهم وإرادتهم الحرة من سياسة التعريب والأسلمة ونهب الموارد وهذا ما جعل هذه المجموعة تتعرض إلى تشويه لصورتها أمام المواطن السوداني والجنوبي بصفة خاصة من قبل النظام الحاكم في الخرطوم ، بأن هؤلاء الغابيون ماهم إلا وحوش بشرية لايفهمون ولايتفاهمون ، إلا أن هذا الفهم قد تغير كثيراً بعد أن فهم المواطن أن الغابة ماهي إلا الأراضي التي سيطرت عليها الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان عسكرياً وطبقت عليها نظام حكمها العلماني ، الديمقراطي والتعددي (السودان الجديد) والذي تم تقسيمه إلى خمسة أقاليم وهي أعالي النيل ، جبال النوبة ، بحرالغزال ، جنوب النيل الأزرق والإستوائية ، ولكل إقليم حاكم ومن ثم قسمت الأقاليم إلى محافظات والتي قسمت إلى مراكز والى وحدات أصغر ، وكان هناك دور واضح لمنظمات المجتمع المدني من الشباب والمرأة والحرفين… وتيقن المواطن السوداني أن هؤلاء بالفعل هم الثوار الأحرار .
فبالرغم من النشاط الزراعي الذي كان يمارسه المواطنين في تلك الأراضي بجانب الرعي وجني الثمار وغيره إلا أن هذا النشاط الزراعي كان في إطار الجبركة ، حيث إنحسرت المساحة المزروعة في بعض المناطق وكان السبب في ذلك عمليات الإغاثة التي أعتمد عليها الموطنين ، بالرغم من الإرشادات المتواصلة من (الحكومة) والمنظمات الطوعية من خطورة هذا المسلك والذي قد تغير فيما بعد.
5- المجموعات الأخرى:-
وهم الإثنيات السودانية الأخرى من غير الجنوبين فهؤلاء تجدهم في كل الكيانات سابقة الذكر ويعتبرون مورد بشري يتوقع أن يكون لهم دور إيجابي أو سلبي في بناء جنوب السودان.
6- المجموعات الأجنبية:-
وهم الأجناس الغير سودانية بجنوب السودان حيث بلغ عدد اللاجئين وحدهم 25,000 لاجي حسب تصريح مسؤل اللاجئين بالأمم المتحدة لراديو (مرايا) أف أم بمناسبة اليوم العالمي للاجئين لعام 2010م .
ختاماً نؤكد أن ما أوردناه من أسباب أعلاه هي نفسها ستقود إلى إنفصال جبال النوبة ، النيل الأزرق ودارفور وربما شرق السودان ، فلاخوف على جنوب السودان طالما أنه يمتلك مقومات دولة وعلى المجتمع الدولي والإقليمي والمحلي الإعتراف و تقبل نتيجة الإستفتاء سواء كانت بالوداع أو المصافحة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.