من المعاصرين من يرى ان من الفنون ما يكون تنظيماً للطبيعة الخارجية: مثل المعمار والنحت والتصوير، ومن الفنون ما يكون تنظيماً لحركات الانسان التي تصدر عن اعضاء جسمه: كتنظيم الصوت في الغناء وتنظيم الحركة في الرقص وايقاع الكلمات في الشعر. ومن أشهر التصنيفات ايضاً للفنون على اساس من (حواس) الانسان المختلفة فهناك فنون تقوم على الحاسة اللمسية العضلية مثل: الرقص والرياضة وفنون تعتمد على حاسة الابصار: كالتصوير والنحت والعمارة.. وفنون سمعية كالموسيقى والشعر والادب. أما فيما يتعلق بحاسة الشم والذوق فقد ذهب علماء ومفكرون الى انهما وان امكن ان يترتب عليهما فنون صغيرة مثل: فن صناعة الروائح أو فن الطهي.. موضوعاتهما لا تكون فنوناً جميلة بالمعنى الدقيق للكلمة: ذلك لارتباط موضوعاتهما باشباع اللذات الجسمانية وتلبية الوظائف الفسيولوجية والبيولوجية في الانسان ومن ثم فان موضوعات هاتين الحاستين تعد من الموضوعات التي لا يمكن فيها تأمل الصورة المجردة او محاولة تعقل العلاقات التي يمكن ان ترتب موضوعاتها وفقاً لها.. وغاية إنتاج هاتين الحاستين موضوعات تتصف باللذة أكثر مما تتصف بالجمال. على الجملة فأنه يتضح لنا ان علم الجمال على خلاف سائر العلوم علم يتناول الكيف لا الكم والفنان بناء علي هذا التعريف هو اقدر الناس على تذوق كيفيات الاشياء وهو اقرب البشر إلى الاحساس بالمادة التي يتناولها فيه وغير بعيد عن الحقيقة أن علم الجمال إنما يتناول تلك الموضوعات التي نحبها لذاتها وليس لأنها تحقق لنا اشياء اخرى. ولما كانت ابسط هذه الموضوعات التي نحبها لذاتها هي الصوت واللون والخط والايقاع كانت هذه هي ابجدية الفنون ومنها تتركب بعد ذلك الاعمال الفنية المختلفة سواء أكانت موسيقى أو تصويراً أو عمارة أو نحتاً أو شعراً.