القدماء لم يكونوا ينظرون إلى الفنون الجميلة كلها على ان لها المقام نفسه والمرتبة نفسها لأن هناك من الفنون ما كان يعد اقرب إلى ثقافة الخاصة ومنها ما كان يعد داخلاً في باب الصناعات اليدوية فقد ارتبطت فنون الشعر والخطابة والنحو في اوروبا إبان العصور الوسطى، وكانت تكون ما يعرف باسم «فنون الثلاث» في حين ارتبطت الموسيقى بالحساب والهندسة والفلك لتكون ما كان يعرف (بفنون الرباع) وجمعت كل هذه الفنون فيما كان يعرف (بالفنون الحرة السابعة) أي التي تمثل الثقافة غير الدينية لدى المواطن الاوروبي في العصور الوسطى، أما التصوير والنحت والعمارة فكانت من باب الصناعات والحرف فتترك لطبقات اخرى من المحترفين.. وكانت كلمة (ART) تعني عند قدماء اليونان كل إنتاج سواء أكان انتاجاً صناعياً غايته تحقيق فائدة أو منفعة معينة كفنون الحدادة والنجارة وحتى السحر مثلاً أو كانت تحقق لذة جمالية مثل فنون الشعر والغناء والرقص.. لكن ارسطو توصل إلى تفرقة بين الفنون الصناعية والفنون الجميلة ذلك حين خص الفنون الجميلة باسم فنون المحاكاة أي الفنون الجميلة في مقابل ما يعرف اليوم بالفنون التطبيقية ولم يجتمع شمل ما نعرفه اليوم باسم الفنون الجميلة ولم يبدأ النظر إلى النحت والتصوير والعمارة على انها من نوعية فنون الشعر والموسيقا التي تهدف جميعاً إلى تحقيق البهجة الجمالية إلاَّ في القرن الثامن عشر في فرنسا وذلك عندما وضع العلماء الموسوعة الفرنسية «الانسيكلوبيديا» وعلى رأسهم الفيلسوف «ديدرو» تعريفاً للفنون يشمل ما كان منها تعبيرياً كالشعر والموسيقا أو تشكيلياً كالعمارة والنحت والتصوير وقد حاول كثير من الفلاسفة والمفكرين تقسيم الفنون إلى قسمين اساسيين: فنون زخرفية غايتها جمال الشكل مثل الموسيقا والرقص وفنون تعبيرية فيها التعبير عن مضمون فكري مثل الشعر والادب.