امر التفتيش العام هو أمر يصدر من القاضي ويكون لمنطقة معينة ولا يشترط فيه ان يكون هناك بلاغ مفتوح ولا يحدد فيه اسم شخص معين وقضيتنا كانت بسبب هذه النقطة وإليكم تفاصيلها. نادى حاجب المحكمة على القضية ووضع الملف امام القاضي وبعد لحظات دخلت القاعة امرأة وبرفقتها رجلا شرطة يرتديان زيهما الرسمي وبعد ان حيا المحكمة اخذا مكانهما داخل قفص الاتهام وسط ذهول الجميع اذ من المعروف ان رجال الشرطة دوماً يكونون هم الشاكون وليسوا المتهمين، امر القاضي المتهمين بالجلوس وامر المرأة بالاقتراب من المنصة قائلاً: «يلة ياحجة احكي لينا الحاصل شنو؟» اقتربت المرأة وهي تحمل في يدها ورقة وقالت: (يامولانا الحاصل انو العساكر ديل جو بيتي ودخلوا من دون امر تفتيش وكسروا لي عفشي وضربوني وكسروا لي يدي وده اورنيك «8» الصادر من المستشفى وفيه توقيع الطبيب وختم المستشفى وانا قمتا فتحتا بلاغ ضدهم) نظر القاضي الى الاورنيك ووجد بالفعل ان المرأة تعرضت لكسرفي يدها وبعض الخدوش السطحية وعرض الاورنيك على المتهمين ليتفحصاه، وهو يقول لهما: المرة دي فاتحة في مواجهتكم بلاغ تحت المادة «931 ق.ج الجرح العمد اقوالكم شنو؟» اخذا الاورنيك وبدآ بفحصه فقال احدهما: «يا مولانا نحنا المرة دي لاضربناها ولا حاجة والحاصل انو نحنا جاتنا معلومة انو في منطقة ما هناك بعض الاشخاص يتاجرون في الخمور البلدية وقمنا باستخراج اذن تفتيش عام من القاضي «وعرض امر التفتيش على المحكمة» والحاجة دي كان منزلها في المنطقة دي ذاتها ولما جاء دور تفتيش منزلها اصبحت تكورك وتعترضنا اثناء اداء مهمتنا ونحنا بقينا نتحاشاها الى ان وجدنا بعض الخمور البلدية ومعدات التصنيع في منزلها بعد داك بقت تكورك وتنطط زي القرد وطلعت فوق التربيزة ورمت نفسها وهي تقول الحقوني ناس الشرطة ضربوني ولما شفناها كسرت يدها اتصلنا بالاسعاف وجاء ونقلها إلى المستشفى وشلنا المعروضات وهي خمور بلدية ومعدات صناعة الخمور وتم فتح بلاغ في مواجهتها تحت المادة (97 ق.ج) وهي «التعامل في الخمر بالبيع او الشراء او تصنيعها او تخزينها او نقلها او حيازتها وذلك بقصد التعامل فيها وعقوبتها الغرامة أو السجن أو الاثنين معاً» ونسبة لانها في المستشفى تم حفظ البلاغ حتى تشفى من جروحها لكن نحن اتفاجأنا بالبلاغ ده واتهامها لينا انو ضربناها وعرفنا انها بقت كويسة قمنا حركنا البلاغ وحولناهو للمحكمة وهي عندها جلسة بكرة». فسألهما القاضي «يعني انتو ماضربتوها» فردا «لا يا مولانا ما حصل لمسناها» التفت القاضي للمرأة التي اصبحت تنظر للمتهمين وهي تهمس «يا كضاب - الكضابين ديل» فقال لها القاضي «يا حاجة الناس ديل قالوا ما ضربوك انتي عندك شهود؟» فقالت له «لا يا مولانا ما عندي شهود» فسألها القاضي بحيرة «اها يا حاجة نحلفهم ليك؟» فردت «ايوه يا مولانا حلفهم القسم» فأمر القاضي العسكري بتحليف المتهمين فوضعا يديهما على المصحف الشريف واقسما انهما لم يضرباها. عندها نظر القاضي للمرأة قائلاً: «أها يا حاجة الناس ديل حلفوا وقالوا ما ضربوك يعني قضيتك دي حانشطبها ليك رايك شنو؟» فنظرت للمتهمين مرة اخرى وهي تهز رأسها للاسفل قائلة: «ايواااا يعني انتو حلفتو القسم بالكضب لكن دقستو مع الله» وانفجر الجميع بالضحك. ? المحامي