على الرغم من أن هندامه لا يوحى لك إلا بأنه (موظف) محترم حيث كان يرتدى أفخر أنواع (البنطلونات) و (القمصان) والأحذية الجلدية علاوة على نضارة (نظر) إيطالية ذات فريم مذهب إلا أنه للأسف الشديد ليس إلا (نشال) يساعده مظهره الأنيق وخفة يده (السحرية) فى تفضية جيوب ضحاياه فى لمح البصر ، كان يمارس مهنته صباحا فى مواقف (الحافلات) بينما كان برنامجه المسائي بعد أن (ياخد حمام) ويقشر على (سنجة عشرة) هو الذهاب إلى (المساجد) التى تتم فيها (العقودات) حيث يرتادها كأى من المدعوين دون أن يشك فيه احد ، مرة مسجد (النيلين) ومرة مسجد (الشهيد) ثم بعد إنتهاء العقد والفرار (بالغنائم) يكون قد علم من المدعوين بمكان الحفل والنادى الذى سوف تقام فيه المناسبة حيث يذهب لتناول طعام العشاء الفاخر والإستماع إلى فنان الحفل والدخول إلى دائرة الرقص المزدحمة ومن ثم الخروج بما تيسر له من غنائم . فى آخر حفل زواج تعرف عليها ، أخبرها بأنه إبن ذوات لإحدى العائلات العريقه وأنه خريج (كمبيوترمان) ويعمل موظفاً بقسم (تقنية المعلومات) فى (اليو إن) UN ، أعطاها رقم هاتفه الجوال وأعطته هى كذلك ، فى صباح اليوم التالى إستيقظ مبكراً كعادتة ليلحق (مواعيد خروج الموظفين) إتصلت به فأخبرها بأنه (راكب العربية) فى طريقه إلى المكتب وعدته بالإتصال به بعد وصوله للعمل . بعد وصوله إلى محطة الحافلات قام بإختيار حافلة مكتظة بالركاب ، ما أن تحركت الحافلة حتى قام بتحديد ضحيته ذات (الجيب) المنفوخ ، فى اللحظة التى أدخل يده فى جيب (الضحية) فى خفة بوغت بيد الراكب تمسك به وتخرج يده من الجيب وهى تحمل حافظة النقود ، أمسك به الراكب من ياقه قميصه الأنيق بينما صاح بقية الركاب .. الحراااااامى .. الحراااامى .. حاول الفرار ولكن حاصره الركاب من جميع الإتجاهات وفى تلك اللحظة رن جرس الموبايل وبكل ما تبقى لديه من لباقه وهو فى تلك الحال التى يحسد عليها قام بإستقبال المحادثة : - وصلت المكتب يا أشرف؟ شنو الضجه الغريبة السامعاها دى؟ا - لا بس العربية الجديده بتاعتى بطلت فى الشارع وفى جماعه قاعدين يدفروها ليا .. ح أضرب ليك بس ماشى أفتش ليا مكانيكى وتعالت اصوات الركاب : - وكمان عندك موبايل يا نشال يا حرامى - عليكم الله شوفو الزول ده البشوفو بيقول حرامى هسه فى قسم الشرطة وبينما كان (الملازم) يقوم بتدوين البلاغ رن (الموبايل) مرة أخرى فرد عليه هذه المرة (الملازم) - أيوه يا استاذة فى حاجة؟ - إنت منو ؟ - أنا الملازم حسين - كمان جاب ليهو حرس خاص ولا شنو؟ - طبعن سيادتو هين و- لاّ لين.. ما لازم يكون عندو حراسة - طيب ممكن أكلمو لو سمحت لو ما مشغول - طبعاً ما ممكن يا أستاذة عشان سعادتومشغول دلوقتى أصلو بنعمل ليهو فى بلاغ عشان ناشل ليهو راكب فى الحافلة !