يوم الأربعاء 20 أغسطس 2008 سنحشر أكثر من 100 ألف كتاب أكاديمي في حاويتين لبدء الرحلة الى السودان، ليتم توزيعها على سبع جامعات، بواقع نحو 16 ألف كتاب لكل منها، وهذا مجرد عربون من المشروع الذي أسميناه «تام» وترمز الكلمة الى «تعمير وإنشاء المكتبات».... ولدينا في هذه اللحظة نحو عشرة آلاف كتاب أخرى في مختلف صنوف المعرفة سنبعث بها للأندية الثقافية .. ولا حاجة لأية جامعة لمخاطبتي في أمر تزويدها بالكتب، لأننا لن نستثني أيا منها.. ومرحبا بكل حي في أية مدينة وكل قرية وبلدة تريد إنشاء مكتبة .. والبركة في سودانيي المهاجر الذين تنادوا لرفد المشروع .. كان أجمل ما في التواصل الهاتفي والانترنت حول الحملات اللازمة لتعزيز المشروع أن هناك من تعاملوا معنا بطريقة امسك لي واقطع ليك: تقدم لنا خدمة نساعدك في جمع الكتب والكمبيوترات .. بس ابتزاز ولي ذراع حميد .. مجموعات تعمل في مجالات خيرية وتريد أن نمد لها يد العون على ان تعمل هي معنا في مشروع «تام». والله تجاوُب السودانيين في منطقة الخليج وأوربا والولايات المتحدة وكندا معنا شيء يشرح الصدر ومدعاة للفخر.. العشرات نظموا أنفسهم في لجان في أربع قارات والمقيمون منهم في الدول الامبريالية تعهدوا بالتركيز على جمع الكمبيوترات وملحقاتها .. لو أعطتنا جهة ما دباسات او خرامات سنقبلها ونقول شكرا.. مصنع كرتون في قطر قدم لنا مئات الكراتين القوية مجانا .. وعندي 700 كتاب وزنها مجتمعة 700 جرام .. منتديات الانترنت السودانية وعلى رأسها سودانيزأونلاين وسودان فور اول وسودان دايلي وجامعة المغتربين وضعت الدعوة للانضمام الى المشروع في صدر منابرها، مما يفسر اطلاع مئات السودانيين المهاجرين على تفاصيل المشروع والتحمس له .. لا جاء يوم شكرهم... الكتب ال700 من وزن الريشة تلك أسعدتني أكثر من 150 ألف كتاب التي جمعناها حتى الآن: اتصل بي شخص اسمه محمد عباس وقال لي ان لديه نحو الف سي. دي. أي قرص مدمج تحوي كتبا في الفلسفة والدراسات العربية والإسلامية وعلم النفس والباراسايكولوجي وسلسلة عالم المعرفة والتاريخ منذ العصر الحجري الى العصر الحديث والكتب التراثية (الغزالي وابن خلدون الخ).. ثم قام بتحميل كل تلك الكتب في دي في دي DVD وأعد منه عشر نسخ لعشر جامعات ثم دخل بيتي لأول مرة ليسلمها لي. بعد التحيات والبكش المعتاد بين شخصين يلتقيان لأول مرة.. سألته: يا محمد عباس انت من وين في السودان؟ تلجلج صاحبنا وقال: أصلا من جزيرة في الشمال اسمها سمت .. قلت له باستنكار: نعم؟؟ قال: محتمل في قرابة بيننا.. طلبت منه اسمه بالكامل فقال محمد عباس محمد حاج .. فكرت للحظة «أديهو كف» ولكنني وجدت نفسي احتضنه من أول وجديد وقلت له: أنا جعفر عباس سيد احمد حاج وأبوك يحمل اسم أبي ولم يتم اختيار اسمه اعتباطا.. أنت ابن عمي لزم.. سألته: منذ متى وأنت في الدوحة؟ تلعثم مرة أخرى وقال كلاما خارم بارم عن أنه كان في سنغافورة.. «وأبوي قال لي عندك قريبك في الدوحة اسمه جعفر عباس».. سعادتي به كانت لا توصف لأنني عثرت على قريب لي يقاسمني نفس الجد، ولأن هذا الشاب تطوع لرفد مشروع تام للمكتبات بكنز الكتروني.. محمد يحمل بكالريوس في علوم الكمبيوتر وآخر في الفلسفة من جامعة النيلين.. سأرسل أقراص ال (دي في دي) بالحقيبة الدبلوماسية لتستفيد منها جامعات الخرطوم والنيلين وسنار.. ولو كانت هناك جامعة أخرى بها شعبة فلسفة او تريد اقتناء هذه الأقراص عليها ان تقول «عوك»... بمراسلتي على البريد الخاص بالمشروع sudlibrary08@ gmail.com ومرة أخرى من سبق لبق، ومن تأخر أيضا «لبق».