«البوق» أو «الوازا» آلات موسيقية صوتها له بعد جمالي ساحر لدى مجتمع قبائل «البرتا» وأصبحت سمة مميزة لهذه القبيلة تتفاخر بها بين القبائل الأخرى، ولا يتخلى «البرتا» عن وازاهم حتى في لحظات الحزن الكبيرة ويعتبرونها أهم أداة ترفيه بين كل الادوات المتاحة عندهم.. وهي في الاساس تستخدم في المناسبات الدينية وفي الأفراح.. بعض الرواة بمناطق قبائل «البرتا» يرجعون أصول وبداية آلات «الوازا» إلى منطقة «قاقوشا» داخل الاراضي الاثيوبية وعن طريق التبادل الثقافي بين القبائل الموجودة على الحدود انتشرت «الوازا» بين «البرتا» حتى صارت جزءاً اصيلاً من ثقافتهم ..ولكن هناك بعض الباحثين ينفون بداية «الوازا» باثيوبيا كما نفي محمد السر باحث في تراث مناطق جنوب النيل الازرق: ان تكون «الوازا» وموسيقاها قد جاءت من اثيوبيا فالعكس هو الصحيح، وأشار إلى ان «الوازا» سودانية المنشأ والاعداد والتفاصيل وفنيات التصنيع اقتبستها عن قبائل «البرتا» القبائل الاثيوبية الموجودة على الحدود السودانية الاثيوبية.. ويقول الباحث أمير النور ان «البوق» يصنع من نبات القرع «البخس» ينمو مخروطي الشكل وباحجام واطوال مختلفة حيث تتم زراعته بالقرب من المنازل حيث تبنى له «راكوبة» يتسلق عليها وينمو مستقيماً ثم يحفظ عقب نضجه بالمنازل حتى يمكن استخدامه في صناعة الأبواق في العام القادم، وتبدأ عملية صنع «الوازا» في فصل الشتاء، وقال ان الصانع الجيد يفضل «البخسة» القديمة على الجديدة لأنها أقوى وأسهل في القطع وتعطى صوتاً رناناً وفي حالة تعذر وجود القديمة فإن الجديدة تحرق بالنار ثم تعرض لأشعة الشمس حتى تجف وتصنع بوضع هذه «البخس» المعدة داخل بعضها البعض بدءاً بالأكبر حجماً إلى ان يصل الصانع إلى الفتحة التي يضعها العازف على فمه وتسمى «الاش» ويتم تثبيتها بواسطة أعواد حتى تكون متماسكة.. وما ان ينتهي الصانع من صناعة «البوق» حتى يخضعه للتجربة وذلك بإعطائه لأحد أفراد أسرته طالبا منه الذهاب به إلى مسافة بعيدة عن المنزل والعزف عليه حتى يتأكد من سلامته ثم يشرع في صنع باقي الأبواق والتي غالباً تكون عشرة أبواق للمجموعة الكاملة.