دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة السودانية: نحن في الشدة بأس يتجلى!    السودان: بريطانيا شريكةٌ في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها المليشيا الإرهابية وراعيتها    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    البطولة المختلطة للفئات السنية إعادة الحياة للملاعب الخضراء..الاتحاد أقدم على خطوة جريئة لإعادة النشاط للمواهب الواعدة    شاهد بالفيديو.. "معتوه" سوداني يتسبب في انقلاب ركشة (توك توك) في الشارع العام بطريقة غريبة    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تقدم فواصل من الرقص المثير مع الفنان عثمان بشة خلال حفل بالقاهرة    شاهد بالفيديو.. وسط رقصات الحاضرين وسخرية وغضب المتابعين.. نجم السوشيال ميديا رشدي الجلابي يغني داخل "كافيه" بالقاهرة وفتيات سودانيات يشعلن السجائر أثناء الحفل    شاهد بالصورة.. الفنانة مروة الدولية تعود لخطف الأضواء على السوشيال ميديا بلقطة رومانسية جديدة مع عريسها الضابط الشاب    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    موظفة في "أمازون" تعثر على قطة في أحد الطرود    "غريم حميدتي".. هل يؤثر انحياز زعيم المحاميد للجيش على مسار حرب السودان؟    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    معمل (استاك) يبدأ عمله بولاية الخرطوم بمستشفيات ام درمان    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    انتدابات الهلال لون رمادي    المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متفرقات
نشر في الصحافة يوم 05 - 02 - 2012

مهرجان للتراث النوبي بالدلنج يجمع نوبة الشمال بنوبة الجبال
الدلنج: إبراهيم عربي
هناك استعدادات متواصلة وحركة دؤوبة تشهدها محلية الدلنج لافتتاح عدة مشروعات تنموية، منها مهرجان للتراث النوبى يجمع بين النوبة فى شمال السودان والنوبة فى جنوب كردفان.
قال العقيد شرطة «م» عبده جماع معتمد محلية الدلنج ل «الصحافة»، إن المحلية ستشهد مهرجانا للتراث النوبى يجمع بين النوبة فى شمال السودان والنوبة بالجبال في مارس المقبل، بمبادرة من منظمات المجتمع المدني تحت رعاية الأمير حسن عبد الحميد أمير الأجانق ممثلاً لكافة القبائل النوبية التي ستشارك مشاركة فاعلة فيه، وقد تم تكوين لجنة عليا بالمركز برئاسة الدكتور سلاف الدين صالح وأخرى ولائية برئاسة بشار حمدنا الله وزير الثقافة والإعلام، وأضاف المعتمد أن محليته تنشأ فيها الآن العديد من المشروعات التنموية والثقافية والرياضية، منها احتفالات شملت كافة أحياء المحلية احتفاء بالاستقلال، وأنشطة ومنافسات رياضية فى مرحلتي الأساس والثانوي، وسيفتتح والي الولاية بعد غد مبانى المحلية الجديدة ومحطة مياه حى أبو زيد و«2» كيلو من مطار الدلنج قبل السفلتة، وعزا معتمد الدلنج تعزيز إجراءات الطوارئ لأسباب احترازية بعد أن تصاعدت عمليات تهريب المخدرات بالمنطقة، وانتشار بعض الظواهر الاجتماعية والاقتصادية السالبة، قائلاً إن إجراءات الطوارئ ليست جديدة، فهي سارية منذ أحداث التمرد التي اندلعت خلال يونيو من العام الماضي.
الزرائب.. مازالت في العمر بقية
الخرطوم: وجدي جمال
في عصر أحدثت فيه التقنيات الحديثة تغييرات كثيرة في شتى مناحي الحياة، ظلت «الزرائب» شامخة تقاوم التطور بما تستطيع من سبل، فاتكأت على الماضي لتبحث عن الحاضر، في وقت لم تعد فيه مألوفة كما كانت. وظلت قابعة على اطراف العاصمة تحاول استرداد سطوتها القديمة على السوق بمعروضاتها المتنوعة الممتدة من الفحم السلعة الرئيسة ب «الزريبة» مروراً بالأعمدة الخشبية المتنوعة «المروق والرصاصات»التي تستخدم في سقف المنازل التقليدية ودعامات في «الرواكيب» البلدية، لتجد ايضا الفخار بنوعيه «الأزيار والاصايص» وغيره من حطب الحريق والطلح ومعظم مواد البناء التقليدية. وفي ظل هذا التطور الشامل الذي خلق العديد من المنتجات البديلة للمنتجات التقليدية وارتفاع للاسعار طال معظم السلع كما يرى العديد من المراقبين، كان لا بد من معرفة احتياجات هذه المهنة للمنافسة ومدى تأثير هذه العوامل عليها.
يقول التاجر قمر علي إن عدد «الزرائب» تناقص بصورة ملحوظة في الآونة الاخيرة لجهة قلة الاستخدام لمثل هذه المنتجات وارتفاع الأسعار المفاجئ، كاشفاً عن ارتفاع بلغ حتى الضعف بالنسبة للفحم في أقل من شهرين وارتفاع في أسعار المنتجات الأخرى المعروضة، مثل مواد البناء التقليدية كالقنا و«الحصير» و«الشرقانيات» و«التبن» إضافة الى أنواع الفخار المختلفة الاخرى، مشيراً إلى أن التطور الحديث في مواد البناء والطفرة العمرانية التي تحدث في العاصمة، انعكست عليهم سلباً بضعف واضح في القوة الشرائية، كما اضطر العديد منهم الى ترك هذه المهنة والانصراف الى أعمال اخرى، مضيفا أن هذه «الزرائب» لاحقت التطور باضافة منتجات أخرى كانت سابقاً حكراً على مهن أخرى، مثل الدجاج الحي، كما عمد بعض أصحاب «الزرائب» الى إضافة شتول الزينة.
وقال إبراهيم قسم السيد إن «الزريبة» وحدها أضحت لا تكفي لسد الاحتياجات المعيشية، فهو على سبيل المثال قد افتتح بقالة داخل الزريبة ويعمل بهما معا في آن واحد لتوفير لقمة العيش الكريم، مؤكداً أن هذه المهنة ستصبح عما قريب من الماضي، عطفا على تعدد الجبايات على السلع المعروضة داخل الزريبة اثناء ترحيلها أو عرضها، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها، في الوقت الذي يكون فيه زبائننا من الفئات محدودة الدخل. وطالب إبراهيم الجهات المعنية بتوحيد الرسوم وتقليلها على المنتجات الخشبية التي تدخل أسواق ولاية الخرطوم، وشكا إبراهيم من إدارة الغابات نسبة لمبالغتها في فرض الرسوم على هذه المنتجات.
وأوضح التاجر علي الأمين أن هنالك عدداً من المعوقات تقف أمام انسياب هذه السلع الى أسواق ولاية الخرطوم، حيث ترتفع الرسوم والضرائب، كما أن هناك زيادة في عدد الجهات التي تفرضها، حيث كشف إن إدارة الغابات تفرض رسوماً على هذه المنتجات في داخل أسواق ولاية الخرطوم، لجهة تصنيفها ضمن مجال المنتجات الغابية، بالإضافة إلى رسوم تفرضها الإدارة نفسها عند الاستخراج، مضيفاً أن التجار يشترون الفدان من الغابة بغرض قطعه وتحويله الى فحم أو في شكل كتل خشبية من ساحات التخزين بمكاتب المفتشين بحر مالهم في مزادات علنية ورسمية، ويواجهون صعوبة بالغة في هذه الإجراءات، وبالرغم من كل ذلك تفرض عليهم رسوم وصفها بالباهظة عند دخولهم الأسواق، كما كشف أيضاً عن رسوم نفايات أبدى دهشته منها ووصفها بغير المنطقية، حيث أن هذه الرسوم بطبيعة الحال يدفعها أصحاب «الزرائب» الذين يشترون هذه المنتجات منهم، مؤكداً أنهم مجرد ناقلين فقط لا غير.
«42%» منهم يتخذون الشوارع موطناً
الأطفال المتشردون.. أزمة تبحث عن حلول
الخرطوم: تقوى الصديق
من الظواهر التي انتشرت أخيراً بسبب النزوح، التسول، التسيب من المدارس، الفاقد التربوي، قلة الوعي داخل الأسر، الفقر، العنف بالمنزل أو بالمدرسة، وغيرها كثير. وقد تعتبر من الأسباب أو الدوافع أو الموضوعات التي بينها وبين التشرد تقاطعات، والتشرد بوصفه ظاهرة اعتمدتها عدد من الدراسات طالت فئات مجتمعية مختلفة كالأطفال والشباب من الجنسين فتيان وفتيات ورجال ونساء أيضاً، إلا أن المشكلة بحسب بعض الدراسات تكمن بشكل أكبر في تشرد الأطفال باعتبارهم معرضين للإنحراف، مما قد يؤدي إلى إشكالات أكبر يتأثر بها كل المجتمع.
تحت اسم ظاهرة تشرد الأحداث في ولاية الخرطوم نظمت شعبة دراسات الجريمة والانحراف بالدائرة الاجتماعية بركائز المعرفة للدراسات والبحوث، ورشة عمل لمناقشة دراسة ميدانية أجراها باحثو الشعبة بذات العنوان للأطفال « من 4 سنوات - 12 سنة» بولاية الخرطوم، وهم أيمن محمد الشيخ، رشا عبد الرحمن، هويدا بابكر وزاهر عبد الرحمن. وتركزت محاورها حول المسببات والآثار على المجتمع، ودور المجتمع ومؤسسات الدولة في الحد من ظاهرة التشرد في عام 2011م، تحت إشراف الأستاذ الدكتور/ فريق أول شرطة عثمان جعفر عثمان ساتي، مشرف الشعبة، وتكمن أهمية الدراسة في أن التشرد ليس بجريمة يعاقب عليه القانون، لكنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعملية التنشئة الاجتماعية. ويمثل الطفل المتشرد خطراً على نفسه وعلى حياة الآخرين عبر السلوك المنحرف من بعضهم، والطفل المتشرد بحسب التعريفات التي طرحت بالورشة هو الذي لم يتجاوز عمره ثمانية عشر عاماً، بلا مأوى، وغير قادر على تحديد مكان سكنه، وغير قادر على إرشاد الشرطة إلى من يتولى أمره، أو لا يستطيع إعطاء معلومات عن نفسه، ولا يمارس عملاً يعيشه، أو هو من يبيت بالطرقات بلا سكن يأويه، ويكون خارجا عن سلطة والديه أو من يتولى أمره، ويخالط المشبوهين والمنحرفين والمجرمين، وقد يتعاطى المخدرات أو الكحول أو يستنشق البنزين، ويكون عاطلاً وليس له عائل، وغالبيتهم إن لم يكونوا جميعهم تزيد عندهم الاضطرابات النفسية، مما يجعل منهم لاحقاً شخصيات مضادة للمجتمع وحاقدة عليه، كما أنهم طاقات بشرية مقدرة وقوى عاملة معطلة. وقد صنفت الدراسة مشكلة المتشردين حسب فئات مختلفة كالأطفال فاقدي الرعاية الأسرية، ومتشردين بدون أهل ووالدين، متشردين أطفال تخلت عنهم أسرهم ومتشردين لهم آباء وأمهات، إضافة لأطفال متسكعين نهاراً ويعودون للمنازل ليلاً ولهم أهل أو والدين، وقد عددت الدراسة بعض السمات والخصائص العامة للمتشرد أبرزها الشغب والميول العدوانية باعتبار ذلك نتيجة طبيعية تصيب الطفل جراء فقدانه الحب والرعاية الأسرية، الانفعال الشديد، التمثيل كوسيلة دفاعية ضد أي خطر يواجههم عن القبض عليهم مثلاً، التشتت العاطفي، عدم التركيز، انعدام مبدأ الصواب والخطأ لانعدام التوجيه، حب التملك والمساواة مع الآخرين، حب ألعاب القوة، التسول وسيلة لكسب العيش، بالإضافة للممارسات الشاذة مثل استنشاق المواد المخدرة والبنزين.
واستعرضت الورشة نتائج دراسة مئتي طفل بولاية الخرطوم شملت 158 ذكراً و42 أنثى بفئات عمرية مختلفة وديانات مختلفة، حيث ظهر أن الفئة العمرية بين «5 10» تمثل 20% من العينة، وهي أقل الفئات عدداً، ومثلت الفئة العمرية ما بين «11 15» سنة نسبة 55.5%، وهي النسب الأعلى بين الفئات الأخرى. كما أوضحت الدراسة أن نسبة 42.4% يسكنون الشارع و 32% مع الأسرة، ونسبة 34% منهم أميون مما يشير إلى تدني التعليم، كما أوردت إحصاءات مختلفة أخرى عن نسب عمل الآباء والأمهات، حيث اتضح أن نسبة الآباء العاملين 63.5% لكنهم في مهن هامشية، ونسبة 35% لا يعملون، مما يدل على أن دخل الآباء لا يكفي احتياجات الأسرة. وقد تلاحظ أن نسبة 27% من الآباء يعملون في الجيش، أما الأمهات فنسبة 40.2% لا يعملن، ونسبة 19% غير معروف إن كانت الأم تعمل أم لا، ونسبة 13.4% يعملن بائعات أطعمة ومشروبات، وأظهرت الدراسة أن المستوى التعليمي متدنٍ، حيث بلغت نسبة الأمهات الأميات 44% و 13% تعليم خلوة، مما ساعد على تشرد الأطفال، لأن الآباء والأمهات ليسوا على قدر من الوعي والإدراك لنتيجة تشرد أطفالهم، وأوضح الباحث زاهر عبد الرحمن المتحدث باسم الفريق الذي أعد الدراسة في الورشة، أن ما يميز المتشردين أنهم كالعصابات الصغيرة، وبينهم تلاحم كبير جداً تعويضاً عن فقدهم للأسر التي كانوا يعيشون فيها. وأكدت الاختصاصية الاجتماعية بمدرسة ثانوية بلقيس أحمد التيجاني، أنه من خلال تجربتها فإن الكثيرين من المتشردين يعودون إلى الشارع بعد إدخالهم لدور الرعاية، مما يشير إلى افتقارها لعوامل الجذب المناسب للطفل المتشرد، وقد عضد الباحث الاجتماعي إبراهيم موسى بمركز الرشاد الحديث السابق، ضارباً المثل بذات المركز بأنه لم تتم صيانته منذ عام 1997م، معتبراً أنه يهدد سلامة الأطفال، مؤكداً أن الرعاية اللاحقة منعدمة تماماً. وأوضح الأستاذ علي عطا الله نائب منسق الشرطة الشعبية بولاية الخرطوم، أن على المواطن أن يعرف أن هذه القضية قد تصله في بيته، موضحاً أهمية تلاحم الأدوار بين المواطنين والدولة ومنظمات المجتمع المدني، عبر خريطة طريق واضحة للخروج من هذه المشكلة.
قطار الزواج.. المرور بمحطات صالات الأفراح والأندية
الخرطوم: خالدة موسى جرناس
في الماضي الجميل كانت لاحتفالات الزواج روعتها والتي تنتهي بحضور الاقارب والمعارف حفل الزواج بالمنازل، بيد ان عهدا جديدا بدا يلوح .. فقد تغيرت اشكال الاحتفال بمناسبات الزواج، فباتت الاعراس تتغير اشكالها، وهناك امور واشياء دخيلة على المجتمع مثل شاي العريس ورقصات (الاسلولي) وتحويل حفلة المناسبة الى النوادي بعد ان كانت تقام بساحة المنزل، حيث اصبحت الأندية وصالات الافراح شرطاً اساسياً لاتمام الزواج. «الصحافة» التقتت بعدد من المواطنين للنظر في المتغيرات الجديدة.
تقول الطالبة ريان ادم إن الصالات تعتبر من الثقافات الجميلة والجديدة، وتتبارى الصالات في اخراج المناسبة بصورة رائعة، بيد انه من الناحية المادية فإن الصالات باهظة الثمن، مضيفة انه من الافضل تبسيط الافراح والاستفادة من المبالغ في توفير احتياجات اخرى، وتؤكد ريان أنه لا بد من استغلال المساحات والميادين القريبة من بيت المناسبة بدلاً من الأندية، بينما راى عقبة محمد أن بعض الناس مساحة منازلهم لا تكفي لاستيعاب المدعوين، مشيرا الى عدم قيام البعض بتقدير عدد المدعوين، مما يضطرهم الى الذهاب الى الاندية، مضيفاً أن الأندية أصبحت من الثقافات الجديدة ولزوم التطور، ويتوقف ذلك الأمر على مقدرة العريس المادية لسد تكاليف الزواج من مهر وشيلة وغيرها من الأمور الأخرى، وتقول سامية مأمون إن صالات الأفراح ليست شرطاً اساسياً للزواج، مضيفة أن الاهل يقبلون على الأندية لزفاف ابنائهم تلافيا للزحمة، لجهة أن الأعراس في المنازل تشهد إقبالاً كبيراً يفوق إمكانات الأسرة، بينما مدينة حماد تقول إنها تفضل الحفلة في البيت وذلك تقليلا للتكلفة، ويمكن استبدال الأندية بالصيوانات المكيفة التي تتسع للكل، وذلك باستغلال المساحات الشاسعة بالأحياء، مشيرة إلى أن الأفراح في الماضي كانت بسيطة وتهدف الى ستر الأبناء، ولكن حالياً أصبح التفاخر ومحاكاة الآخرين هو الشغل الشاغل للأسر عند زواج أبنائها.
بورتسودان.. مطالب بالحفاظ على تماسك المجتمع
بورتسودان: أحمد محمود
مرت ولاية البحر الأحمر عامة وحاضرتها بورتسودان على وجه الخصوص بالكثير من الاحداث والمواقف التي تخوف كثيرون وقتها من أن تلقي بظلالها السالبة على مجتمع الولاية الذي ظل يبدد المخاوف بتماسكه ووحدته وقدرته التي تدهش كل المراقبين على تجاوز اصعب المخاطر والمهددات، ويرجع مراقبون هذا الأمر الى تماسك النسيج الاجتماعي بالولاية الذي يمتاز بالتجانس والانسجام ونبذ أسباب الفرقة والشتات، وحادثة مكتب الوالي الاخيرة رغم أن بعض ضعاف النفوس تمنوا ان تتسبب في تمزيق وحدة مكونات قومية البجا والقبائل الاخرى، الا ان الحكمة التي ظلت ديدناً لاهل الشرق حالت دون تحقيق اماني الباحثين عن زرع الفتنة، فالوالي كان كبيراً حينما قلل من الحادثة وهو يطالب بعدم تصعيد الموضوع وتحميله اكثر مما يحتمل. وعلي ذات الطريق مضت قبيلة الهدندوة التي اكدت عمق الروابط التي تجمعها بكل قبائل الولاية وعلى رأسها البني عامر، وتعامل الجميع مع القضية الاخيرة بحكمة، معتبرين انها حادثة اكثر من عادية، وان الجهات العدلية التي يتبع لها الضابط كفيلة بحلها بشكل يؤكد أن العدالة ستظل تميز القضاء السوداني وأجهزته المساعدة، ولكن ورغم كل ذلك خرجت اذاعة الولاية التي تسير عملها من اموال دافعي الضرائب عن الخط العام، مرتكبة خطأ لا يشبهها، وهي تتيح الفرصة للبعض لاشعال نيران الخلافات بين قبائل الولاية، وهو امر قوبل باستياء بالغ من قبل مواطني الولاية الذين توقعوا أن تقوم الاذاعة التي تعبر عن قضاياهم وهمومهم بقفل الطريق امام دعاة الفتنة، وان تكون منبراً يزيل تداعيات الحدث بحكمة وشطارة ومهنية تكون منطلقاتها الحفاظ على الوطن وتماسك مجتمعه بالبحر الاحمر، ويقول ناشط سياسي إن نظَّار البني عامر والهدندوة أكثر حرصاً على وحدة السودان والولاية، وإنهم يدركون حجم أبعاد القضية الأخيرة، ويملكون القدرة على العبور بالجميع الى شاطئ الامان، وطالب الناشط السياسي قيادة الحزب الحاكم بالمركز بتوجيه منسوبيه بالبحر الأحمر إلى ضرورة الالتزام بالمؤسسية والانضباط الحزبي.
ومن ناحيته عبر القيادي يوسف فائز عن امتعاضه الواضح من خطوة اذاعة الولاية التي استضافت كل قبائل الولاية باستثناء القبيلة التي ينتمي لها المتهم، وذلك للحديث عن الوالي، وقال إن هذه الخطوة الخاطئة أسهمت في زيادة حدة التوتر والاحتقان، مشيراً إلى أن قادة الاذاعة غاب عنهم او تجاهلوا حقيقية أن القضية امام القضاء ويجب عدم الخوض فيها، وقال ان الوالي شخصية عامة ومن حق كل مواطن مقابلته، وتعجب قيادي فضل حجب اسمه من التطورات المتلاحقة للقضية الاخيرة، وقال: في تقديري انها اخذت اهتماماً اكبر من حجمها، وكان يجب على القائمين على امر الولاية عدم تصعيدها، لأن ذلك ليس من الاسلام والحكمة في شيء، والاخ محمد طاهر أيلا هو كبير الولاية إذا اراد احتواء هذا الامر لفعل بكل تأكيد وذلك للمكانة التي يحظى بها، واعتقد ان عدم حسمها اتاح للباحثين عن زعزعة استقرار الولاية فرصة لزرع الفتن، ولكن الحمد لله قادة القبيلتين يتمتعون بمسؤولية وفهم متقدم، ولم يسمحوا بتحقيق أجندة من يبحثون عن الصيد في المياه العكرة، وأتمنى أن يحسم الأخ إيلا هذا الامر الذي اعتبره بسيطا ولا يستحق كل هذه الضجة المفتعلة، وذلك حتى نقفل الباب على تجار الازمات الذين يبحثون عن تحقيق مصالح شخصية على حساب مصلحة مجتمع الولاية.
الديوان في القرى .. تعظيم الدور الاجتماعي
الخرطوم: مراحم عبد الجليل
الديوان مكان مخصص لاستقبال الضيوف، وهو مكان قصي من المنزل لاستقبال الرجال بعيدا عن النساء او كما يسمى عند اهل المدينة ب «الصالون» أو الهول. ويختلف من مدينة لاخرى في طريقة فرشه وترتيبه، وتقوم ربة المنزل بالتحكم فيه وتنظيمه باعتباره احدى الغرف والواجهة التى تعكس اهتمام اهل البيت بالزوار، ولكن مع ظهور العادات الجديدة والانفتاح على العالم، هل مازال «الديوان» قائماً أم تخلى عن واجباته الاجتماعية واصبح مثل صالون المدن لضيافة النساء والرجال معا؟ «الصحافة» التقت بعدد من المواطنين من شتى الولايات.
والبداية كانت مع جعفر ميرغنى من كردفان الذي قال: إن الديوان في قريتنا مكان مخصص ليجتمع فيه كبار وشيوخ أهل القرية، ويقوم الشباب بتنظيفه وبنائه من بروش الزعف أو الجالوص، ومساحته كبيرة، وتصف العناقريب بداخله بطريقة جميلة، أما في الخرطوم فهو مخصص للضيوف عامة من الجنسين، لأن معظم بيوت العاصمة تتسم بصغر المساحة.
«ظروف الحياة جعلت الديوان يتحول الى غرفة كغيرة من الغرف»، هكذا بدأت فاطمة حسن من ولاية الجزيرة حديثها، مضيفة: بعد أن كان من صفات الديوان اتساع مساحته عن غيره من غرف المنزل. وذكرت فاطمة ان الجزيرة مازالت تهتم وتحتفظ بالديوان كما هو معروف بشكلة التقليدي وبعيدا عن المكان المخصص للنساء، وتحل فيه اغلب مشكلات اهل الحي. وتضيف فاطمة قائلة إن هنالك دواوين مشهورة في الحى ينزل فيه عابرو السبيل الى ان يصلوا الى مقصدهم، وحتى الغريب عن اهل المنزل ينزل فيه، مشيرة إلى أن الوضع في العاصمة مختلف بسبب عدم الثقة، فلا يدخله الغريب.
أما التاجر بسوق أم درمان الطيب عباس فيقول إن الديوان يقسم إلى أقسام مثل ديوان أولاد فلان، فيسمى الديوان باسمهم أو ديوان الأسرة، وايضا يسمى الديوان «الضرا» عند بعض الناس، مشيرا الى ان شكل الديوان عند البعض يكون في هيئة راكوبة ويفرش بالبروش والعناقريب، ويتسم بالبساطة بعكس الصالون أو الهول كما يطلق عليه اهل المدينة، فتوضع فيه كراسي الجلوس الفاخرة والأسرة الكبيرة، ويتم التركيز على الديكور والترتيب، مؤكداً أن سكان الولايات يكون اهتمامهم بالوظائف التى يقوم بها الديوان من حل للقضايا بين المتخاصمين واجتماعات اهل الحي، وغيرها من مناسبات الافراح والاتراح، ويستقبل فيه الضيوف لعدم لجوء أهل القرى إلى صيوانات الأفراح.
المجاملة.. نفاق أم دبلوماسية؟
الخرطوم: ولاء جعفر
كثرت المجاملات بين الناس، بعضهم يعتبر المجاملة فناً راقياً، ولكن واقع الحال يقول إنه حيثما تنتهي المجاملة يبدأ النفاق.. ويستخدمها كثيرون لجذب الناس أو تكون سبيلاً لارضاء الطرف الآخر، فنجد أن هذا الاسلوب يستخدم بشكل لا ارادي بين اهلنا ورفاقنا، أسلوب يتبعه كثيرون من خلال نسجهم لكلمات عذبة بهدف البعد عن المصارحة، أو كما يسمى بالعامية «كسير تلج».. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: ما حدود المجاملة في الكلام ؟ ومن هذا المنطلق استطلعت «الصحافة» بعض الشباب وكانت البداية ب «محمد ابو بكر» الذي قال: المجاملة سلوك يتبعه الانسان لغاية اجتماعية القصد منها التودد والتقرب وإظهار الالفة، ويضيف: لا أفضل الاشخاص المجاملين ولكنني احترم اسلوبهم ما دامت الغاية من ذلك نبيلة، وأرى ان المجامل ليس منافقاً.
فيما يرى سليمان عبد الله ان كثيراً من الناس اتخذوا المجاملة هواية بل مهنة يستفيدون منها ويتفننون في تطوير أساليبها وذلك لمصلحتهم الخاصة لا اكثر، ويقول إن استخدام المجاملة دليل خبث، ويستخدمها الناس أحياناً للوصول الى أهدافهم الشخصية، ويؤكد ضرورة استخدام الصدق في التعامل والابتعاد عن التزييف المصطنع.
وتقول «ريم حمزة»: قد أشعر بالمجاملة من طريقة الإنسان في الكلام والمبالغة فيه، وان كان يتكلم عني فأنا اعرف نفسي وانه كلام لاجل التودد، وتضيف أن المجاملة نوع من انواع النفاق.. فالمنافق يظهر لنا بصورة مغايرة عما يدور في داخله، فمثلاً تجده يضحك مع هذا ويتكلم مع ذاك رغم ان دواخله تقول خلاف ما يظهر.
ويقول إبراهيم حبيب: المجاملة نوع من أنوع اللباقة الكلامية التي تعتبر من ضروريات الحياة، ولكن يجب ألا تكون هناك مجاملة في الحق والحقوق.
وتقول الباحثة الاجتماعية مني السيد إن المجاملة تختلف عن النفاق ولا توجد مقارنة بينهما، وتشير إلى أن الشعب السوداني من أكثر شعوب العالم مجاملة، وترى في ذلك أمراً إيجابياً وسلبياً في ذات الوقت، وطالبت بعدم المجاملة في ما لا يرضي الله.
موسيقى «الوازا» بالنيل الأزرق
قيمة اجتماعية وإحساس بالبيئة
إعداد: عبود عثمان نصر
«الوازا» من أشهر الآلات الموسيقية الشعبية الموجودة في جنوب النيل الازرق، وهي مجموعة من الابواق تصنع من القرع وتصدر الصوت الموسيقي عن طريق اهتزاز الهواء المنفوخ داخل البوق. وحسب التقسيمات العلمية للآلات الموسيقية «ايقاعية، وترية، آلات نفخ» فإن «الوازا» تنتمي الى آلات النفخ مثل الترامبيت والترمبون والساكسفون والكلارنيت.
ويطلق على «الوازا» حسب اللهجة المحلية اسم «أوازا» بدون اظهار لام مع اظهار الالف في بداية الكلمة.. و«الوازا» عبارة عن جوقة موسيقية غنائية استعراضية من الرجال والنساء، فهي فرقة شعبية معروفة وقديمة في منطقة جنوب الفونج «ولاية النيل الازرق» من زمن بعيد. وتمثل «الوازا» شكلاً من اشكال التعبير الموسيقي الشعبي، و«الوازا» موسيقى خماسية تعتمد على اسلوب يسمى بالتباعد، وهو تكنيك معقد مثل التوظيف الآلي في الموسيقى الحديثة.. وتسمع ميلودية «لحن كلامي» واحدة فقط، وليست هناك اصوات هارمونية، وكل بوق يصدر صوتاًَ واحداً فقط، وتوظف الآلة «البوق» مثلا بوق وازالو، وهي اصغر قطعة من القطع او الابواق العشرة، وتمثل قائدا للاوركسترا، فهي التي تعطي الإشارة للدخول في الموسيقى، وتتكون «الوازا» من «10 13» بوقا او قطعة مختلفة الطول والحجم تنقسم الى وحدتين او مجموعتين، وكل بوق من انواع «الوازا» اصغر من البوق الآخر، الى ان يصل البوق الى أطول «قدمين»، وطول البوق الكبير يعادل مترين ونصف المتر، لذا نلاحظ ان هناك طفلا صغيراً يحمل مقدمة البوق الضخم.. وتنقسم زمبات «الوازا» حسب المراحل العمرية لنمو الإنسان وحسب فصائل الحيوانات الموجودة التي تعيش في المنطقة.
يقول الأستاذ أمير النور إبراهيم عن موسيقى «الوازا» لمجلة «فضاءات» إن أصحاب «الوازا» الاقدمون هم البرتا، ولكنها انداحت على المجموعات الاثنية بالمنطقة بما فيهم الانقسنا. وعند بدء موسم الحصاد وعندما يظهر «فريك الذرة» يكون عادة إخراج ابواق «الوازا»، فتوضع المشروبات المحلية وتنحر الذبائح عند المغرب، ويجلس الناس للاكل ثم ترميم الآلات، وأول انتاج الذرة يمضغ في الفم ثم ينثر على آلات «الوازا». ورقص «الوازا» وغناؤها عند البرتا ليس للتسلية او اللهو او السياحة، بل هو تراث وإرث من أجل الجمال وإضفاء معنى الانتماء الى هذه المجموعة وروعة المشهد، فالرجال والنساء الرقص عندهم شيء مقدس وتناغم مدهش عجيب متناسق ورائع بين الكلمة والايقاع. ورقصة «الوازا» بها قيم اجتماعية تعمل على ربط أواصر الصداقة والإلفة بين الافراد وزيادة الاحساس بالبيئة، بجانب القيمة البدنية والرياضية التي تتمثل في بناء الجسم وتشكيله واكتساب القوام الجيد.
يقول الاستاذ محمد الفاتح ابو عاقلة الباحث في التراث، إن آلة «الوازا» تعتبر الآلة الموسيقية الاولى في منطقة النيل الازرق، وهي امتداد لتراث دولة الفونج. وأكد أن الآلة تحفظ في بيوت خاصة، ويتم الاحتفال بها سنوياً خاصة في موسم حصاد الذرة. كما أن «الوازا» تستخدم مثل دق النحاس في بعض مناطق السودان للتعبير عن شيء ما حدث. وحظيت هذه الآلة باهتمام من جانب هواة الفن الإفريقي من الغربيين الذين لم يخفوا إعجابهم بها، فمنهم من يشد الرحال إلى النيل الأزرق لسبر غورها ومعرفة تاريخها، وفك طلاسم علاقتها ببعض الفنون الإفريقية المشابهة لها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.