كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون ينقلون معهم عاداتهم في الأعراس إلى مصر.. عريس سوداني يقوم بجلد أصدقائه على أنغام أغنيات فنانة الحفل ميادة قمر الدين    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالفيديو.. جنود بالدعم السريع قاموا بقتل زوجة قائد ميداني يتبع لهم و"شفشفوا" أثاث منزله الذي قام بسرقته قبل أن يهلك    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    السودان يردّ على جامعة الدول العربية    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    البرهان يزور تركيا بدعوة من أردوغان    المريخ يحقق الرمونتادا أمام موسانزي ويتقدم في الترتيب    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    تقارير: الميليشيا تحشد مقاتلين في تخوم بلدتين    جنوب إفريقيا ومصر يحققان الفوز    مجلس التسيير يجتمع أمس ويصدر عددا من القرارات    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    سيدة الأعمال رانيا الخضر تجبر بخاطر المعلم الذي تعرض للإهانة من طالبه وتقدم له "عُمرة" هدية شاملة التكاليف (امتناناً لدورك المشهود واعتذارا نيابة عنا جميعا)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزمبارة التي أضحت جوقة موسيقية
نشر في السوداني يوم 06 - 01 - 2012

.الوازا يطلق عليها حسب اللهجة المحلية الوازا بدون إظهار ال )اللام( مع إظهار الألف في بداية الكلمة- ويطلق عليها أيضاً اسم الزمبارة.
والوازا عبارة عن جوقة موسيقية غنائية استعراضية، هذه الجوقة يشكلها جميع أهل القرية أو المشيخة من رجال ونساء وشيوخ وأطفال- فهي فرقة شعبية فولكلورية معروفة بإقليم جنوب النيل الأزرق عرفت بها قبيلة البرتا منذ زمن بعيد، وتعتبر الوازا من أشهر الآلات الموسيقية الشعبية بالمنطقة وأصبحت مثل كرة القدم وأصبحت هي الآلة المميزة لأهل ولاية النيل الأزرق بل مميزة لكل أهل السودان "باعتبارها غير موجودة في أي مكان في العالم بهذا الشكل إلا في السودان".
*تعريف الوازا
الوازا هي مجموعة من الأبواق تصنع من القرع المر "البخسة" وهي آلة موسيقية نفخية "أي تتبع لآلات النفخ" وهي آلة لحنية وإيقاعية في آن واحد. والوازا تصدر الصوت الموسيقي عن طريق اهتزاز الهواء المنفوخ داخل البوق. وتمثل الوازا شكلا من أشكال الوعي الاجتماعي وشكلا من أشكال التعبير الموسيقي الشعبي في المنطقة.
والوازا موسيقى خماسية تعتمد على أسلوب يسمى علمياً بالتباعض وهو تكتيك معقد مثل التوظيف الآلي في الموسيقى الحديثة "الجاز" تسمع ميلودية "لحن كلامي" وصوت واحد فقط. كل آلة في زمن محدد بمعنى أن كل بوق يصدر صوتاً واحداً فقط فمثلاً البوق الأول الصغير المسمى وازالو هو الذي يعطي الإشارة لبقية الأبواق للدخول في اللحن الموسيقي.
يعطي كل بوق من أبواق الوازا صوتاً واحداً لذلك تتبنى المجموعة الكاملة للخط اللحني عن طريق الاستنفار والتباعض كما ذكرنا ويقوم العازفون على أبواق الوازا بغمسها في الماء قبل بدء العزف عليها ولفترة مناسبة حتى يسمح البلل بتمدد الفرع وإغلاق ما بينه من فجوات يمكن أن تؤدي لتسرب الهواء المنفوث على الآلة من فم العازف، هذا يعني أن المادة التى صنعت منها هذه الآلة الموسيقية كان خياراً مقصوداً لذاته فقد كان صانعو تلك الآلات على دراية بخصائص المواد التى يصنعون منها آلاتهم الموسيقية. وتقلل مثل هذه التقنية الشعبية من الرهق ومشاكل التنفس التي كان يمكن أن تصيب العازف إذا ما تركت تلك الفجوات غير مغلقة أو كانت المادة المصنوعة منها تلك الآلة ليست لها قابلية المزامير والأبواق ببساطتها وذلك لقلة ما تحتويه من أصوات مستخدمة من ناحية، ولضيق الأبعاد بين تلك الأصوات من ناحية أخرى، فهي لا تتجاوز حدود الأصوات الخمسة المكونة للمنظومة الخماسية وأحياناَ قد ينحصر اللحن في بعض أصوات هذه المنظومة فقط خاصة في حالة مزمار الراعي، وتتصف هذه الألحان بالبساطة والتكرار ويلتزم العازفون ألحاناً محددة لارتباط معزوفاتهم بالغناء والرقص وتعتمد تلك الألحان على أسلوب القول والاستجابة أي أن يقوم المؤدي الرئيسي بغناء أو عزف الجزء الأساسي من اللحن، ويكمل الباقون اللحن استجابة لما بدأ. وأسلوب التباعض هذا الذي تعتمد عليه الوازا هو أسلوب في أداء الموسيقى الآلية لتنفرد به الثقافة الموسيقية الإفريقية حيث يسهم كل عازف في البناء اللحني دون أن تتقاطع الأصوات التي يصدرونها ويتيح هذا الأسلوب للعازفين ظروفاً أفضل لنفخ الهواء على المزامير والأبواق والتقاط الأنفاس في ذات الوقت.
وتشارك في عروض الوازا أعداد غفيرة من العازفين بالتناوب أو الاستبدال. وتقيم فرق الوازا عروضاً للتنافس فيما بينها، تكون الغلبة فيها للفريق الذي في مقدوره الأداء بشكل جيد دون توقف ولأطول فترة ممكنة وحتى لا تعزف كل مجموعة على هواها أو تركز على ما تجيد من معزوفات، ولمصلحة التنافس بين المجموعات فإن هنالك معزوفة محددة يطلقون عليها اسم اخارو أي الحرابة هي التي يكون عليها ذلك التنافس، ولكن رغم هذه الإجراءات الاحتزارية التي يقوم بها العازفون التقليدون إلا أن شفاه وأنوف بعضهم قد تتقطر دماً عند اشتداد التنافس وانعدام فرصة ما يقوم باستبدالهم. ويتخلل الأداء تعاطي كميات كبيرة من الباصا "المريسة" وبعض المأكولات. ويبرر العازفون الشعبيون هذا النهج بقولهم إن النفخ على هذه الآلات يحتاج إلى جهود كبيرة ومشبعة تتطلب الاستعانة بالمشروبات والمأكولات والاستجمام أحياناً، حتى يكون في مقدرتهم مواصلة الأداء الموسيقي وبذات المستوى الذي بدأوا به.
وللوازا شيخ يطلقون عليه "البابا روش". ولا تتعدد الأبواق داخل القرية الواحدة وتحرص كل قرية على الاحتفاظ بالأبواق لأطول فترة ممكنة فالأبواق القديمة العتيقة تصدر أصواتاً أفضل وصوتاً رناناً والقرع القديم، وتلعب الوازا في جميع أوقات السنة ما عدا في فصل الخريف حيث تحفظ وتعلق داخل "التكل" لأن الدفء والدخان يحافظ عليها ويبعدها عن النمل الأبيض "الأرضة". ولا تلعب الوازا وكل الآلات الموسيقية الجماعية في فصل الخريف وموسم الزراعة حتى لا تلهي الناس عن الزراعة وتكون في هذه الفترة الربابة ابنقرنق هي سيدة الموقف والمسيطرة. وبدلاً من أن يأمرهم الشيخ بأن لا يعزفوا الوازا في فصل الخريف يقول لهم إذا عزفتوا الوازا في الخريف فإن بذرة الوازا قد لا تنمو نهائياً.
*أصل الوازا
هناك أربعة احتمالات
الغابة وهي السافنا الغنية هي التي نشأت فيها الوازا. وهناك رواية يتداولها الأهالي أن هناك طفلا أو صبيا مولودا يدعى النيريو.. عندما كبر هذا الطفل توحش وصار ينام في القش والجبال وداخل الأحراش وعندما يحل الظلام وتغيب الشمس يذهب إلى والدته داخل القرية ليأكل. وأثناء وجود هذا الصبي داخل الغابة كان يسمع أصوات الحيوانات التي تصدر من صدى الجبال "الصوت الذي يعكسه الجبل" سواء أكان صوت أسد أم نمر أم ثلعب أم بومة فمن صوت الثعلب صنع قطعة قرع ونحتها حتى أصبح صوتها مطابقاً لصوت الثعلب، ومن صوت الأسد صنع قطعة قرع طويلة وضخمة صوتها مثل صوت الأسد، وهكذا صوت البومة. وعندما يدخل القرية يسمع صوت الحمار وصوت البنت الصغيرة وصوت العجوزة وصنع من قطع القرع فرعين تحاكي هذه الأصوات فعندما تعزف هذه القطع في آن واحد تخرج لنا اللحن المطوب. وهذا النيرو هو أول رجل قام بصناعة آلات الوازا في القرن السابع عشر الميلادي عند جبل قامبيلو على جهة الكرمك. إذن الوازا أصحابها الحقيقيون هم قبيلة القامبليو ثم الغابندو وعندما صنع النيرو صوتا أي بوقا على صوت حيوان معين أو إنسان- أما إيقاع الوازا فأخذ من صوت طائر يسمى أب منقور، أو أبو منغور يقول "طق طق طق" وسمي هذا الإيقاع "أدو دو".
*الاحتمال الثاني لأصل الوازا
يقول إن مصدر الوازا من صوت جوقة الضفادع في فصل الخريف
*الاحتمال الثالث:
صوت جوقة الطيور في فصل الخريف.
*الاحتمال الرابع:
قصة بامبو "قصة فتاة أكلها النمل الأبيض "الأرضة" فأصبحت مجوقة تصدر خليطا من الأصوات.
*أنواع الوازا
هناك نوعان من الوازا
1-وازا أباى لي: هي تلك التى تصاحبها "الوازا الخفيفة" ايقاعات خشبية "أعواد معكوفة على الكتف الأيمن تسمى بالي أو بال" يقرعون عليها بقرب الماعز لإصدار صوت الإيقاع المصاحب لغناء وموسيقى الوازا ويكون هذا العود فقط عند عازفي الوازا الخمسة.
وتوجد الوازا اباي لي في مناطق قيسان ومناطق بني شنقول والروصيرص ومنطقة القرى.
ثانياً: وازا أقمبور أو قمبور الوازا التقيلة- وهي تلك الوازا التى لا تصاحبها هذه الخشبات "الإيقاعات ما عدا عند قائد الوازا "المايسترو يعمل عود" وهي أبواق ضخمة جداً جداً قد يصل طول الوازا الكبيرة "قروش" إلى اثنين ونصف متر وتوجد الوازا اقمبور في مناطق الكرمك وجنوب جبل الكيلي تور ناس ومنطقة وادي أم سدرا واورا وياموس.
ولكل قبيلة مزمار أو بوق خاص تتكون الوازا من "10-13" بوقاً أو فضة مختلفة الطول والحجم- تقسم إلى وحدتين أو مجموعتين وكل بوق من أبواق الوازا اصغر من البوق الآخر "مثل أريل التلفزيون أو الراديو" كل بوق أصغر من البوق الذي يليه إلى أن يصل البوق إلى قدمين والبوق الكبير يعادل اثنين ونصف متر كما ذكرنا لذا نلحظ ان هناك طفل صغير يحمل رأس هذا البوق العملاق المسمى قروش وتقسم زمبارات الوازا حسب المراحل العمرية لنمو الإنسان وحس فصائل الحيوانات الموجود بالمنطقة.
الوحدة الأولى تضم "5" أبواق هي:
-البوق وازالوا وهي اصغر قطعة في الوازا ووازالو تعني رأس الهوس والبوق وازالو هو أول بوق يصنع وطوله ما بين 56سم- 61سم ويحمله قائد الفرقة المايسترو وهو الذي يعطي الإشارة لبقية الأبواق للدخول في الموسيقى.
2-البوق وازا مشتق "أو في أماكن أخرى يطلق عليه وازا بقلي" أو أيو الثيبلي وهذا البوق وازا متسق" أي لانثي" وكلمة مشتق تعني باللهجة المحلية فتاة أو بنت وطوله من 66سم إلى 74سم.
3-البوق رقم "3" ويسمى "ننهارو" أي المغنية نفسها وفي قيسان يسمى هذا البوق إكربالي وطوله "77سم 81سم"
4-أشورو بالي "أو اشورو بالا" ويطلق عليه أيضاً بالي قندي وطوله من 86-92سم وأحياناً يطلق عليه شنقر بالا "وتعني حمار صغير"
5-اقوندو "أو أقندو" أي الثعلب وطوله من 97-105سم.
وهذه المجموعة الأولى مكونة من خمسة أبواق ويحمل كل عازف من هذه المجموعة بجانب البوق باليد الشمال يحمل خشبة على شكل الحرف 7 "شكل المنتاب" توضع على الكتف وتصنع من جذور الأشجار وتسمى بالي "اي المنتباب" ويضرب عليها باليد اليمنى بقرب الماعز أو قرب التيتل وهذه الخمسة أبواق الأولى الصغيرة تعطي لون النغم الخماسي السوداني وهذه المجموعة تعطي الخط اللحني اما المجموعة الثانية أو الوحدة الثانية تتكون من خمسة أبواق كبيرة.
6-البوق اسسفوا
وكلمة اسسفوا معناها كشكوش لأن عازف هذا البوق يحمل قرعة ذات مقبض بها هي صغيرة وتصدر الصوت الإيقاعي، وطول هذا البوق من 108-124سم ويطلق على هذا البوق أحياناً أدو دو.
7-البوق دول أي البومة وطوله من 119-140.
8- البوق بنفس إدلا "صوت الضفدعة
9-البوق اشورو داتجي:
أي الكبير ويعادل البوق رقم 4 في المجموعة الأولى وطوله من 140-152سم ويطلق عليه أيضاً شنقر أو شنقر داتجي وشنقر معناها الحمار وداتجي معناها الكبير بمعني الحمار الكبير.
10-وازا أقروش
وهي أكبر قطعة- وأقروش معناها الأسد "صوت الأسد" وتعادل الوازا رقم "5" وازا اقوندو وطولها يصل أحياناً إلى 250سم "172-205سم" وهي الوازا الغليظة "العجوزة"
الخمسة أبواق الخاصة بالمجموعة الثالثة هي أبواق كثيرة تعطي أصواتاً غليظة "هي نفس أصوات الأبواق الخمسة الصغيرة والمجموعة الأولى ولكنها توضع على الأكتاف "ومن هنا يخرج اللحن الميلودي "اللحن الكلامي" الخماسي الاساسي ويعطي احساساً بطعم الهارموني "أي التوافق النغمي في هذه الألحان.
*صناعة الوازا
زمبارات الوازا عند البرتا تصنع من نوع خاص من القرع "البخسة" يسمى باللهجة المحلية أقو وهذا النوع مخروطي ومستطيل الشكل وهو من المتسلقات "متسلق ينمو على الراكوبة أو الكرنك أو الصريف وهو القرع المر الجاف وهذا القرع أيضاً يصنعون منه آلات موسيقية أخرى مثل آلات باجندو عند قبيلة أب رملة وأبواق البنلق عند الدوالا بالكرمك وأبواق بالية عند الكدالو.
وتصنع الوازا "الزمبارة" في فصل الشتاء والصنايعي الخبير "المهندس" يفضل دائماً القرع القديم "لانه يعطي صوت رنان وهو أقوى وأسهل في القطع من القرع الجديد ولابد أن يقوم بهذا العمل شخص متخصص وخبير مثل الخصيم رمضان في قيسان وعبد الفضيل صفر وفي البدانة ثم تجهيز العجيبة لتثبيت قطع القرع بواسطة شرائح الغنا وتكون العجيبة من لبان البخور والوبر والعسل "شمع العسل" والهدف من العجينة تلصيق هذه القرعات الطويلة مع بعضها البعض وحزمها بالقنا المشقق وربطها بلحاء الأشجار.
قبل الشروع في التصنيع يجهز المهندس آلد قديمة جيدة الصنعد سليمة الصوت وهي ألة وازالو "أصغر قطعة في الوازا" ثم يبدأ في صناعة الآلة الجديدة وازالوا بنفس المواصفات والمقاييس والتطابق ثم يصنع بقية الآلات العشرة.
وعند تركيب قطع القرع توضع قطع الوسط في الأول تليها القطع التي تقع جهة مؤخرة البوق واخيراً القطع بواسطة القش يري علي شكل دبابيس ويملأ الفراغ بين القطعتين "كل قطعتين" بشمع العسل لمنع تسرب الهواء ثم تثبت هذه البخس بتقشيرها إلى أربعة شرائح من القنا من الجهات الأربعة لتصبح بوقاً طويلاً مسلوباً بفتحتين واحدة صغيرة في إعلاه للنفخ ثم تتدرج في الاتساع حتى تنتهي بفتحة كبيرة عند أسفل أو نهاية البوق "النهانة الأخرى" مثل أريل الراديو أو التلفزيون، ويتراوح طول هذه الأبواق بين القدم لأكبر الآلات واربع بوصات لاصغرها.
والطريقة الثانية لصناعة الوازا هي أن يبدأ الصانع "المهوس" بتثبيت شرائح القرع من البعض بدءاً بالاكبر حجماً إلى أن يصل إلى الفتحة التى يضع عليها العازف قمة ويوضع شرائح القنا لتثبيت وضع الفرع ويربط القنا بلحاء الاشجار والمناطق الملتحمة مع بعضها بتلك بالماء قبل بداية العزف "طشت كبير به ماء" لان الماء يعمل على تمدد الفرع وترطيبه وبالتالي يسهل العزف على الوازا يبدأ الصانع الذي الوازا باعطائها لأحد العازفين الذي يذهب إلى مسافة بعيدة عن منزل شيخ الوازا "الصانع" ثم يعزف عليها ويطمئن شيخ الوازا على سلامة الصوت الصادر وإذا كان هناك خلل يمكن إصلاحه أو يمكن ان يتم الغاء البوق كلية ويتم صنع بوق غيره.
ويتم صنع أبواق الوازا الأخرى اعتماداً على صوت البوق الأول وازالوا.
*مباركة الوازا
عند بدء موسم الحصاد وعندما يظهر فريك الذرة تقام عادة اخراج أبواق الوازا من داخل "التكل" فتوضع المشروبات المحلية "المريسة" ويذبح إما خروف أو دجاج ثم يأخذ شيخ الوازا "البابا روش" ويدخل القطية أو التكل حيث توجد أبواق الوازا معلقة فيسكب عليها شيئاً من المريسة "الباصا" وبل مقدمة الأبواق لترطيبها وتقام هذه الطقوس في فترة الظهيرة وعند المغرب تذبح الذبائح المعدة ويجلس الناس للأكل ثم ترمم الآلات للعب ويقوم شيخ الوازا بمضغ أول انتاج من الذرة في فمه ثم بنثره على أبواق الوازا وبهذا تنتهي طقوس مباركة الوازا.
*أشهر القبائل التى تمتلك الوازا
فاقوشا – داخل الأراضي الأثيوبية
كاميلي – داخل الأراضي الأثيوبية
أقاروا- على جهة قيسان
كوستنكرو-علي جهة كرمك فانسجي.
وهي قبائل البرتا نصفها يعيش في السودان والنصف الآخر بإثيوبيا وانتقلت الوازا من داخل الأراضي الأثيوبية إلى السودان ثم انتشرت الوازا إلى باقي القبائل وأرض البرتا تضع بين خطي طول 34-36 درجة وخطي عرض 10-12 درجة على طول المرتفعات الإثيوبية من النيل الأزرق وحتى خوربابوس وهي أرض بني شنقول يحدها جبل فازوغلي شمالاً والنيل الأزرق شرقاً وشبه جزيرة سنار من الغرب وجبال بابوس من ناحية الجنوب وتخترقها من الشمال إلى الجنوب جبال البرتا والتي تأخذ اسماء خاصة وفقاً للقبائل التي تقطعها ومن أهم هذه القبائل أغرو وكوستنكرو والبرتا تعدّ من أكبر وأقوى القبائل وقد استمدت سلسلة الجبال اسمها منهم وكل قبائل البرتا تتحدث لغة مشتركة هي لغة البرتا.
*إيقاع الوازا
الأفراد الذين يحملون أبواق الوحدة الأولى "المجموعة الأولى" وهي أبواق صغيرة دائماً يحملون على أكتافهم خشبة على شكل الحرف 7 سبعة كما ذكرنا ويضرب عليها بقرب التيتل أو قرب الماعز لإصدار الصوت "صوت الايقاع" وتسمى هذه الخشبة بالمعكوفة والوازا قد يصاحبها غناء بالصوت البشري أو قد لا يصاحبها غناء وللوازا ثلاثة أنواع من الإيقاع:
1-إيقاع ثنائي في شكل مارش عسكري مأخوذ من مشي الزراف أو مشي الأبقار وتمثله مقطوعة أبا موسى سلام عليك.
2-إيقاع ثلاثي مأخوذ من مشي الضبع "المرفعين" ومثال مقطوعة بني شنغول بلا.
3-إيقاع شاذ أو منسكب أو مركب
المناسبات التي تعزف فيها الوازا
-الحصاد "جدع النار" أو الهوكي
-عادة الموركي
-النفير
-مناسبات الزواج والختان والسماية
يقول الدكتور علي إبراهيم الضو علي في كتابه الوازا في مجتمع البرتا إن الرحالة الأوربيين والذين طافوا مناطق السودان المختلفة تحدثوا عن الربابة لدى البرتا إلا أنهم لم يذكروا شيئاً عن الوازا ولكن الرواة بمنطقة البرتا لازالوا يتحدثون عن كيفية وجود أبواق الوازا بالمنطقة وكيف أنها بدأت عن قرع القاميلو.
وقد شاركت فرقة الوازا البرتاوية وعدد من المهرجانات الداخلية والخارجية.
-مهرجان المدربان بالمسرح القومي بأم درمان عام 1962م،
-مهرجان في المانيا عام 1994م
-مهرجان في ايطاليا عام 2006م وشاركت فرقة وازا -هناك فيلم وثائقي عن الوازا من إعداد السينارست د.النور الحارس وكانت بقرية ابيقو عام 1995م
**في الختام
نقول إن رقص وغناء الوازا عند البرتا ليس للتسلية أو اللهو أو السياحة بل هو تراث وإرث من أجل الجمال والانتماء إلى هذه المجموعة وروعة المشهد فالرجال والنساء الرقص عندهم شيء مقدس وتناغم مدهش عجيب وتناسق رائع بين الكلمة والإيقاع وأصوات الأبواق والمزامير-
ومن أشهر أغنيات الوازا أغنية
ابا موسى سلام عليك
بنيتي جينا من الغربة
وتقابلها مناحة موسى ود جلي في منطقة الدامر وبربر
وهذه الأغنية أصبحت شعاراً لولاية النيل الأزرق الآن والوازا بما فيها من قيم اجتماعية تعمل على ربط أواصر الصداقة والإلفة بين الأفراد وزيادة الإحساس بالبيئة المحيطة بجانب القيمة البدنية والرياضية التي تتمثل في بناء الجسم وتشكيله.
لم تحظ الوازا بدراسة أكاديمية كافية سوى الدراسة التي قام بها الدكتور علي ابراهيم الضو علي الأستاذ بجامعة الخرطوم "معهد الدراسات الافريقية والآسيوية" ورئيس شعبة الفولكلور بالإنابة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.