أعلنت القوات المسلحة، عن وقوع اشتباكات محدودة مع قوات الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان على حدود الدولتين بولاية جنوب كردفان صبيحة الأمس. ونوّه العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق باسم القوات المسلحة طبقاً ل (سونا) أمس، إلى استغلال عناصر تتبع لمتمردي خليل إبراهيم للاشتباكات والتسلل إلى منطقة هجليج حيث استهدفت موقعاً للقوات المسلحة خارج حقل البترول، وأكد تصدي القوات المسلحة للمتسللين والتعامل مع بقايا فلولهم، وأشار إلى أنه سيمد أجهزة الإعلام والرأي العام بالتفاصيل الوافية بمجرد انجلاء الموقف. وفي الأثناء أصدر الرئيس عمر البشير أمس، قراراً جمهورياً قضى بتكوين اللجنة العليا للتعبئة والإستنفار، برئاسة الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول، وينوب عنه وزير الدفاع بجانب عضوية عدد كبير من الوزراء والمعنيين، وبحسب القرار فإنّ اختصاصات اللجنة تنحصر في وضع الترتيبات اللازمة لنفرة الردع الكبرى وتهيئة المعسكرات لإعداد المجاهدين بجانب أية مهام أخرى. وأعلنت الحكومة أمس، تجميد التفاوض كليةً مع دولة جنوب السودان حول القضايا العالقة، وأوصدت الباب أمام زيارة الرئيس البشير المزمعة لجوبا إلى حين انجلاء الموقف العسكري في أعقاب هجوم الأمس على منطقة هجليج النفطية، ورهنت العودة لطاولة التفاوض باتخاذ جوبا مواقف وترتيبات واضحة لتأمين حدود البلدين وتصفية فرقتي الجيش الشعبي التاسعة والعاشرة العاملتين بالشمال، والكف عن إيواء التمرد، ونعتت الجيش الشعبي والجبهة الثورية بأنهما وجهان لعُملة واحدة. وقال د. الحاج آدم نائب رئيس الجمهورية في حوار مع التلفزيون أمس: لن نتحدّث عن تفاوض أو مرحلة جديدة وقواتنا المسلحة في الميدان، وأي هجوم على الجيش ينسف أي حديث عن التفاوض. واستبعد آدم وقوف حركة العدل والمساواة خلف الهجوم، ونفى أي وجود عسكري للحركة بإقليم كردفان، واتهم الجيش الشعبي المنتمي لدولة الجنوب بمباشرة الهجوم على هجليج، بإيعاز من جوبا المدفوعة من قِبل دوائر غربية معادية على رأسها إسرائيل، لإسقاط نظام الخرطوم، وتعزيز ادعاءاتها بأيلولة المنطقة للجنوب، بجانب العمل على حرمان الخرطوم من موردها الإستراتيجي (النفط) أسوةً بما يحدث لها، وكشف عن مخطط سابق قادته جوبا إبان المفاوضات الأخيرة لتمكين الجبهة الثورية المتمردة من السيطرة على مناطق بالشمال، ومن ثم القسم بخلوها تماماً من مناوئي الخرطوم. وحيّا النائب، القوات المسلحة ووصفها ب (الفصيل الأشرف)، وأعلن جاهزية الجيش لحسم محاولات التمرد والعملاء الرامية لانتقاص السيادة الوطنية. وفي السياق، أعلن النائب انحيازهم التام لخيار السلام، ولكنه عاد وأكد مضيّهم قدماً في خيار الحرب حال فُرضت عليهم.