تحت هذا العنوان يلتئم فى العاصمة الغابونية ليبرفيل على مدى يومى الثامن والعاشر من الشهر الجارى، منتدى نيويورك حول افريقيا فى نسخته الاولى، المنتدى وهو مبادرة من منظمة (رتشارد اتياس) وبرعاية الرئيس الغابونى على بونقو سوف يجمع اكثر من( 600) شخصية من قادة الرأى والاقتصاد والسياسة للحديث عن الطموح المشترك لدعم حضور قوى لافريقيا فى الاقتصاد العالمي. يكتسب توقيت المنتدى اهمية خاصة، ففى الوقت الذى يعانى فيه الاقتصاد العالمي بسبب ازمة منطقة اليورو، ويتراجع فيه معدل النمو فى كبريات الاقتصاديات الدولية، تظهر افريقيا كواحدة من اهم محركات النمو الدولية ، بشهادة السيد أندرو بيرنز مسئول مجموعة آفاق التنمية التابعة للبنك الدولي، الذى وصف حالة افريقيا الراهنة كقوى اقتصادية آخذة فى النمو بحالة الصين قبل( 20 )عاما. تحسن كبير فى اداء الاقتصاد الافريقى سجل خلال الاعوام الاخيرة، حيث جاءت (10) بلدان افريقية ضمن الاقتصادات الخمسة عشر الأولى الأسرع نموا فى العالم، وهذا مؤشر طيب فى حال مقارنة الاوضاع السياسية والامنية فى افريقيا مع سواها . كثيرة هى التقارير الدولية التى صدرت فى الآونة الاخيرة تبشر بمسقبل مشرق للاقتصاد الافريقى ، والذى يحتاج من القارة الافريقية العمل المشترك من اجل ارساء بنيات تحتية جيدة واجواء مواتية للاستثمارات الاجنبية التى تتدفق تدريجيا الى القارة مع الاهتمام بشكل كبير بعملية الاستقرار السياسى، حيث ظهرت في الفترة الاخيرة عدد من الاضطرابات السياسية التى من شأنها التأثير المباشر على الاداء الاقتصادى للقارة الافريقية. منتدى نيويورك حول افريقيا كمنبر جديد يلتقى خلاله الساسة باهل الاقتصاد لبحث سبل إظهار القدرات والفرص التي تحظى بها القارة أمام مختلف اللاعبين في الاقتصاد العالمي، مع تقديم حلول ملموسة تتجاوب مع المتطلبات الأساسية للقارة الأفريقية في مجال التنمية، والاهم فى هذا المنتدى بحسب تصريحات القائمين على امره ،هو المساهمة في تنمية القارة الأفريقية في أفريقيا وبأيد أفريقية. وفى سياق الاهتمام بالاقتصاد الافريقى يصدر فى القاهرة وبعد يوم واحد من انتهاء فعاليات منتدى نيويورك فى ليبرفيل ، التقرير الاقتصادى لافريقيا الذى تصدره لجنة الاممالمتحدة الاقتصادية بشأن أفريقيا، ويتوقع ان يتضمن التقرير مؤشرات على النمو الاقتصادى وخارطة طريق نحو الازدهار الاقتصادى فى القارة الافريقية ، التى فى حال ضاعفت من قوتها الانتاجية والتنافسية من خلال المزيد من الاستثمارات فى مجالات البنى التحتية والتقنيات الحديثة وتحسين نظم الصحة والتعليم والخدمات، فان ذلك من شأنه توسيع نطاق الصادرات وتعزيز عملية التنمية وتشجيع الاندماج الاقتصادى والتعاون عبر التكتلات الاقتصادية داخل القارة مع بلدان نامية كالهند والصين واليابان والبرازيل التى ترتبط مع القارة الافريقية من خلال شراكات اقتصادية وتنموية فى اطار تعاون دول الجنوب. التطلعات الافريقية الراهنة لاقتصاد قوى يحررها من براثن الاعتماد على الآخر ، تتطلب جهدا كبيرا لتحويل القارة من متلقي للاعانات الى محرك للنمو العالمي ، وكما قال الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتى على هامش الاجتماع السنوى لبنك التنمية الأفريقي الذى انعقد مطلع يونيو الحالى فى مدينة أروشا التنزانية : أن أفريقيا فى وضع يؤهلها لكى تصبح قوة اقتصادية جديدة فى العالم فى القرن الحادى والعشرين، وذلك إذا واصلت نموها الاقتصادى وتبنيها السياسات الاقتصادية السليمة التى أثمرت عن النمو الاقتصادى الذى تشهده حاليا.