شواهد كثيرة تشير إلى أنّ المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أوكامبو فَقَدَ البوصلة تماماً في معركته الخاسرة ضد السودان وقيادته، الرجل بدا مرتبكاً ومهزوزاً في آخر تقاريره لمجلس الأمن وكان مُثيراً للضحك والشفقة، إذ تحوّل إلى (أرجوز) يقدم مشهداً درامياً يجبر أصوات الحضور على ابتذال الحفل والدخول في نوبات (قهقهة) فوضى وهستيريا وهرج ومرج. أسوأ ما فعله أوكامبو أنه (مرمط سُمعة العدالة) في بلاط الأممالمتحدة ومجلس الأمن وقدم أسوأ نموذج ل (شخصنة) القضايا وتسييس القانون وإفراغه من محتواه العدلي، ولعل مطالبته أمس الأول بتقديم مندوب السودان الدائم للمحكمة الجنائية الدولية كانت أبلغ دليل على أن الرجل وصل مرحلة من الإفلاس تستدعي تقديمه هو للمحاكمة بسبب اعتدائه اللفظي على دبلوماسي يدافع عن بلده. ترى كيف كانت ردة فعل المراهنين على دفوعات أوكامبو المفضوحة وعنترياته التي ما قتلت ذبابة؟، وكيف استقبل هؤلاء رقصة الهياج التي مارسها داخل مجلس الأمن وجعل (اللي ما يشتري يتفرّج) على ضعفه وضياع حجته؟، أوكامبو استهتر بقيمة العدل وحوّلها إلى سلعة داخل المزادات الدولية يتبضّع منها الناس كل حسب أجندته وإستراتيجيته ومطامعه، وهل من الممكن التعويل على رجل بكل هذه المسخرة لهزيمة أنبل وأعرق وأشجع شعوب الدنيا على الإطلاق؟!.. (طبعاً ما ممكن). تقرير أوكامبو كان هو الأخير، فالرجل سيذهب غير مأسوف عليه إلى مزبلة التاريخ بكل سوءاته دون أن ينجز أي وعد للمتربِّصين بالسودان وقيادته، ويوم أمس الأول سجّل نهاية كانت متوقعة لرجل أوهم الدنيا بأنّ مكره قادر على النَّيل من السودان، ولكن خاب مسعاه بعد أن فَقَدَ المنطق وضاعت حججه القانونية بين ثنايا الأجندة الشخصية، وترجيح مصالح خاصّة كانت تستهويه وتستميله وهو يمارس عبر السودان مزيداً من الابتزاز والتوسع على حساب الأخلاق والضمير. أعظم إنجاز سوداني هو القضاء على ظاهرة أوكامبو وتشييعها باللعنات، فالفصل الأخير في حفل وداع أوكامبو داخل مجلس الأمن كان يرد بجلاء الحقيقة التي لا تقبل الجدل بأنّ للسودان رباً يحميه وأن المكر السيئ لا يحيق إلاّ بأهله . احتقار عبد المحمود عبد الحليم مندوبنا السابق في الأممالمتحدة لأوكامبو كان يطارده، ويحيله إلى كتلة خوف وهواجس، فعلى الرغم من مغادرة عبد المحمود لمجلس الأمن منذ فترة طالت، إلاّ أنه كان حاضراً في خطاب أوكامبو وهو يقول إن عبد المحمود مازال موظفاً في الحكومة السودانية، ويقفز إلى الاستدانة من قاموسه المكرور ويختار منه المطالبة بتقديم من يدافعون عن ما وصفه بالتطهير العرقي في دارفور يستحقون تقديمهم للمحاكمة. الدبلوماسية السودانية طعنت بدبوس الحقائق (بالونة) اسمها أوكامبو، الخرطوم اقنعت العالم بحضور ممثليه في مجلس الأمن أن أوكامبو (فارغ وما عندو موضوع)، وأنّ الكثيرين من الذين راهنوا عليه في تفكيك تماسك القيادة السودانية خاب فألهم بعد أن طلع الرجل (ماسورة كبيرة) - على حد قول - أبنائنا في لغة (الراندوك)..!