فجعت البلاد يوم امس برحيل مبدع ملأ صوته الشعري المنابر والساحات والمهرجانات ودواوين الشعر.. ودبلوماسيا حمل أمانة خدمة وطنه وان عانى ما عانى .. الراحل سيد أحمد الحردلو الذي غرد بقصائده فكان الوطن عنده مجسدا في تلك الرائعة التي غناها العملاق الراحل محمد وردي (يا بلدي يا حبوب).. وقصائد كثيرة تحمل معها آلام المرض ورحلة البحث عن العلاج ومع ذلك كان ينافح بالشعر أحيانا وبالكتابة الصحفية أحيانا أخرى. ودعته جموع كبيرة الى مثواه الأخير وبكاه من بقى بين جيله محمد المكي ابراهيم وآخرون كثر من مجايليه.. فالحردلو قصيدة من المعارك الأدبية والمواقف الوطنية والسياسية .. فهو من جيل صلاح احمد ابراهيم جيل الشعراء الذين مزجوا بين الدبلوماسية وحضورها وبين مدارس الشعر التي كانت سائدة في الخمسينيات والستينيات والراحل من مواليد 1940 بقرية ناو بالولاية الشمالية.. من أسرة كانت حاكمة في تلك المنطقة وكان يحبذ أن تناديه بلقب(ود الملك)وكانت لجده علاقة ممتدة مع شاعر البطانة الحردلو فأخذ اسمه لوالده وهو ان لم ينس ذلك فانه اتخذ منحى شعريا آخر.. وعمل الراحل بعد تخرجه من الجامعة قسم اللغة الانجليزية معلما قبل ان يلتحق بالسلك الدبلوماسي. .. وله عدة دواوين شعرية رحمك الله رحمة واسعة وألهم أسرتك الكريمة وعشاق شعرك وعشيرتك الممتدة بحدود الوطن وامتداد جغرافية خارطة الإبداع الشعري الصبر الجميل.