غيب الموت عن دنيانا الفانية الشاعر الدبلوماسي سيد أحمد الحردلو عليه الرحمة بعد أن خلف من ورائه ارثا مقدرا من دواوين شعرية وكتابات ستظل باقية مدى الدهر تتناقلها أجيال بعد أجيال. أقول... لقد عرفت الراحل الحردلو قبل أن التقيه من خلال اطلالته بالصحف والدوريات منذ وقت ليس بالقصير ومنذ سنوات خلت فقد كان يطل علينا عبر صحيفة الرأي العام في "بطاقة حب للجميع" ولا أزال أذكر مجموعة القصائد التي كان ينشرها في تلك البطاقة ومنها قصيدة لاتزال بخاطري سماها "مفكرة الى أبناء القرن الحادي والعشرين" اهداها الى الذين يولودون الان والى الذين لم يولدوا بعد. الراحل سيد أحمد الحردلو لا ازال أذكره وهو ذلك الفتى الذي درس بدار العلوم بالقاهرة درس الادب الانجليزي وتخرج في دار العلوم بالقاهرة وبعد تخرجه عمل لفترة وجيزة بالمدارس الثانوية السودانية الا أن الدبلوماسية السودانية خطفته والتحق بها ليتدرج عبر هيكلها الى أن وصل الى درجة السفير لبلاده. لا أزال أذكر كتابات الراحل الحردلو عبر الاصدارات السودانية وهو طالب بالقاهرة وكنا وقتها طلابا بالمدارس الوسطي تستهوينا كتاباته حيث قرأنا له الكثير من المقالات ومن بين تلك المقالات مقال تحت عنوان: السودانيون يحرسون ابواب القاهرة وقد أحدث مقاله هذا ضجة كبيرة في ذلك الوقت وظل يطل عبر كثير من الصحف الرأي العام- الأيام- الصحافة- مجلة الاذاعة والتلفزيون... أقول بحق عن الشاعر سيد أحمد الحردلو أنه عندما يكتب شعرا او نثرا لايكتب ذلك باسمه ولكن يكتب باسم المسحوقين والمقهورين من أبناء شعبه كما أقول بحق لوقدر أن يقاس حب الاوطان من فصيلة الدم كما الهموقلبين لتجاوزت فصيلة الراحل الحردلو المائة بالمائة بكثير ولاصبح همو قلبين حبه لوطنه ولشعبه ولتراب وطنه بكل مافيه من صحاري ووديان ونيل هو الاعلى ولاصبح الحردلو في أول القائمة من اولئك الذين يهميون بحب الاوطان واولئك الذين يقفون بجانب المسحوقين والمقهورين ليس على مستوى وطنه فحسب بل على مستوى العالم كله.. لقد ظل الراحل الحردلو مناضلا ومنافحا بالكلمة طوال حياته وما من قضية تهم شعبه وشعوب العالم المحبة للحرية والسلام والديمقراطية الا وتناولها شعرا.. والراحل الحردلو هو إبن هذا الشعب وهو من صلبه حقيقة وسيظل علما من أعلام هذا الشعب الشامخ باذن الله وستظل كل قصائده عبر دواوينه العديدة ملاحم لهذا الشعب وبالذات المغناة منها وهي يابلدي ياحبوب وقصيدة "نحن" وقصيدة طبل العز. رحم الله شاعرنا الحردلو واسكنه فسيح جناته ونسأل الله أن يلهم أسرته وكل أهله وذويه واصدقائه الكثر وزملائه ومعارفه جميل الصبر والسلوان والعزاء كل العزاء للشعب السوداني فقد كان شاعرا للشعب وللوطن وللمواطن.