بما ان (صلاح) و(ندى) زميلان في العمل ويجمعهما مكتب واحد لسنوات إلا ان اهتمام (صلاح) ب(ندى) مجرد أنها زميلة فقط ، لا يعطيها أي اهتمامات اخرى (عاطفية) مثلا !! فكانت (ندى) تتقرب منه وتتودد اليه بأساليب كثيرة كالإهتمام بصحته و بموعد تناول افطاره وكثيرا ما تنبهه اليه وتحرص على احضار (الشاي والقهوة) له في مكانه والتعليق على اي جديد عند (صلاح)، زيادة على إطلاق كلمات الاعجاب به وبمظهره وأخلاقه، والسؤال عن أهله خاصة عن والديه في اشارة منها ان اهتمامها به وصل حد اسرته.. الى جانب إنها دوما تظهر أمامه كالملاك،وتهتم بشكلها وهندامها، وتتحدث عن نفسها كثيرا وانها (ست بيت) ممتازة ومعلمة في المطبخ خاصة الأطعمة الشعبية وفي بالها ان (صلاح) يحب الوجبات الشعبية، ودائما تحاول بطريقة غير مباشرة ودون ان يلاحظ معرفة الاشياء التي يحبذها الى من يستمع من الفنانين والاغنيات التي يعشقها واي الروايات والكتب يقرأ واي فريق يشجع، و(الاطعمة والعصائر) التي يحبها، حتى توفرها في المكتب (عشان خاطر عيون صلاح)، حتى يعتقد أن هناك اشياء كثيرة تجمعه ب(ندى) ويقع في غرامها فيتزوجها وكثيرا ما يتفاجأ بهذه الاشياء في المكتب. (ندى) مثلها مثل الكثيرات من الموظفات اللائي يجتهدن في إصطياد (عرسان) من زملائهن، خصوصا الذين لهم مكانة مرموقة في المؤسسة من ناحية مادية واجتماعية ومظهر وهندام.. وقد تنجح الواحدة منهن وقد تفشل، وأخريات لا يرهقن انفسهن كثيرا بإطلاق عبارات المدح والاطراء عن انفسهن واسرهن، بل تصارح من وقعت في هواه من الزملاء وتعبر له عن مشاعرها!! مع ان مثل هذه لا يقدرها الرجال، وأن كان ليس عيبا ولكن العادات والتقاليد هي التي تحكم مثل هذه الاشياء!! والتي تتقرب للرجل بطريقة مباشرة لا تجد الاحترام والتقدير!! فالتودد ارتبط في أذهان الناس بأنه لا بد ان يكون من جانب الرجل وليس المرأة. لا مانع ان تتقرب الموظفة الى زميلها ليس في ذلك ما يعيب إذا كانت تسعى ان ترتبط معه شرعا ويكونا أسرة و(بيت) بهذه الكلمات بدأت (منى) موظفة حديثها، وقالت: لم اجرب ان توددت الى ان اصطاد عريسا من زملائي ولكن عاصرت نماذج كثيرة من (الزميلات) اللائي اوقعن زملائهن في (الشرك) واخريات لم يستطعن!! إلا ان زميلتها (جميلة) رفضت الاسلوب جملة وتفصيلا، بإعتباره ليس جميلا في حق (الفتاة) وحتى لو احترمها (الرجل) في البداية وتزوجها فإنه مستقبلا يطعنها بانها هي من فرضت نفسها عليه، وأضافت: لذلك يجب ان تنتظر الواحدة نصيبها من الرجال دون ان تدخل نفسها في إحراج، ومشاكل هي في غنى عنها. وقالت نهلة حسن بشير الباحثة الاجتماعية : ان ما يقرب العلاقة بين الرجل والمرأة هو تبادل الاحترام والتقدير، واذا كانت (الفتاة) ذات تعليم ومحترمة وهادئة تلفت لها الانظار وتكسب ود الرجل دون ان تتقرب له بالطريقة التي صارت معروفة لدينا ، وقالت : سابقا كانت الفتاة تضبطها المعايير المجتمعية المعروفة والعادات والتقاليد وكانت (تقيلة) جدا على الرجل ولا تعطيه اهمية و إن كانت تحبه، ولكن كل هذه العادات لا مكان لها الان عند الفتيات فاصبحن يتقربن بصورة مباشرة لزملائهن ذوي الرواتب العليا في المؤسسة التي تعمل بها بصورة واضحة تحت بند انها تريد اصطياده ليكون شريك حياتها ، فالواحدة منهن تعطي (الرجل) اشعارات ذكية لإستيعاب ما تريده واحيانا يرفض الرجل هذه الاشعارات،لان من طبعنا ان الرجل هو من يبدأ بالتقرب للمراة حتى يكسب ودها وليس العكس ، ولكن الآن انقلبت هذه الآية وصارت المرأة هي التي تتبع اسلوب التقرب، والاصطياد كما يسمينه. اسلوب (الاصطياد) قد يكون ناجحا اذا حققت الفتاة مرادها وتزوجت من نصبت له شباكها، وتدخل في موقف محرج من فشلت شباكها في إصطياد العريس الذي رفض تناول (الطعم).