بلغ صافي النفط المنتج بالسودان (الشمال) بعد انفصال جنوب السودان فى يوليو من العام الماضي نحو (115) الف برميل يومياً منها نحو (60) الف برميل يوميا نصيب الشركات المستثمرة فى مجال النفط ، ونحو (55) الف برميل يومياً صافي نصيب حكومة السودان من انتاج النفط ، لجأت الحكومة لابرام إتفاق مع الشركات النفطية لبيع نصيبها للحكومة الى حين زيادة الانتاج النفط وامتصاص تداعيات الانفصال، وكان هذا بمثابة خط أمان للمواد البترولية، وبداية رحلة حقيقية نحو زيادة الانتاج النفطي بالبلاد، كما تم اسناد مهمة وزارة النفط من جديد للدكتور عوض الجاز الذى شرع فى اعداد برنامج متكامل لزيادة انتاجية النفط ليقفز الى (180) الف برميل يومياً بنهاية العام الحالي، والى (315) الف برميل بنهاية العام 2013 . وينص البرنامج العاجل لزيادة انتاجية النفط على بناء خطوط انابيب وحفر واستكشاف وتطوير وهو برنامج ماض سيبلغ اجله بنهاية هذا العام ، بينما يستهدف البرنامج العاجل فى مجال المربعات النفطية زيادة الانتاج بالحقول المنتجة الآن بمربعات (2- 4) حول منطقة هجليج، وهناك مربع (6) فى منطقة الفولة وبليلة ومربع (17) ويقع فى جنوب شمال كردفان وجزء منه فى جنوب شرق دارفور، كما هناك مربع (9-11) فى شمال كردفان والخرطوم والجزيرة ومربع (13) على البحر الاحمر داخل وخارج الماء وهناك مربع فى الجهة الشمالية الغربية فى شمال السودان، هذه المربعات فيها الآن عمل وشركات تعمل و تكثف اعمالها . ووفقاً للبرنامج العاجل فان هناك (6) مربعات هى ( مربع (8) بسنار (الدندر)، مربع( 10) منطقة القضارف وكسلا ، مربع( 15) فى البحر الاحمر (داخل وخارج الماء) ، ومربعا( 14 و18 )فى الجزء الشمالى من الولاية الشمالية ومربع( 12) فى منطقة دارفور، هذه المربعات وجهت دعوات استثمارية لبعض الشركات وحضرت بالفعل فى منتصف يناير الماضى والآن يجرى التحاور معهم، ومن المنتظر ان يتم التوقيع النهائى فى الشهر القادم على عقودات التنفيذ والعمل . وفى السياق يري خبراء النفط أن هنالك (3) خيارات لزيادة انتاج النفط بالبلاد تتمثل فى زيادة نسبة الاستخلاص بالحقول المنتجة حالياً عبر استخدام تقانات حديثة خلافاً للتقانات الصينية الحالية والتى تعتبر نسبة استخلاصها للنفط ضعيفة جداً مقارنة بالتقانات الاوربية والامريكية فى مجال الصناعة النفطية، والخيار الثاني يقوم على تسريع خطى الانتاج بالحقول المرخصة الان لبعض الشركات فى كافة المربعات المرخصة بالبلاد خاصة مع الحدود السودانية الليبية وغرب ووسط البلاد، والخيار الثلاث يشمل استقطاب استثمارات جديدة فى مجال النفط والسماح بدخول كافة الجنسيات للاستثمار بالبلاد فى المربعات النفطية غير المرخصة. ويري د.شريف التهامي وزير الطاقة الاسبق ان الوقت مناسب الان لزيادة الانتاج النفطي بالبلاد لسد الفجوة الناجمة عن خروج نفط الجنوب بعد الانفصال عبر تكثيف وزارة النفط لعمليات الانتاج في الفترة المقبلة لتعويض ما فقد من انتاج بتوسيع قاعدة الانتاج في كل المناطق. واضاف د.التهامي فى حديثه ل(الراى العام) هنالك (3) خيارات لزيادة انتاج النفط بالبلاد تتمثل فى زيادة نسبة الاستخلاص بالحقول المنتجة حالياً عبر استخدام تقانات حديثة ، وتسريع خطى الانتاج بالحقول المرخصة الآن لبعض الشركات فى كافة المربعات، واستقطاب استثمارات جديدة فى مجال النفط مع ضرورة تذليل الصعاب امام الشركات العاملة في مجال النفط، حتى تسهم عمليات زيادة الانتاج في معالجة كثير من القضايا الداخلية والخارجية والمتمثلة في توفير الاستهلاك المحلي من كافة المشتقات النفطية الى جانب الاتجاه للتصدير والمساهمة فى سداد المديونيات . واعلن د.التهامي عن توقيع الحكومة لاتفاق مع النرويج للاستفادة من التقانات النرويجية فى زيادة نسبة استخلاص النفط بالحقول المنتجة الآن فى هجليج وابوجابرة وبليلة من اجل زيادة انتاج النفط، وحسب خطة وزارة الطاقة سيقفز الانتاج بنهاية العام الى (180) الف برميل يومياً، ثم الى (315) الف برميل بنهاية العام 2013، كما تعكف وزارة النفط على تسريع خطى الانتاج بالمربعات المرخصة الآن فى البحر الاحمر وسنار والشمالية وولايات دارفور وكردفان خاصة فى المنطقة الممتدة من هجليج وابوجابرة القديمة وحتى مشارف عديلة والضعين، الى جانب بداية استكشاف النفط بالحدود السودانية الليبية فى منطقة غرب دنقلا، ولكن هذا يتطلب مزيدا من الوقت. واضاف: هنالك خيار ثالث تعمل وزارة النفط على جعله حقيقة بطرح مربعات استثمارية جديدة للتنافس فى عطاءات عالمية تم التقدم لها فى يناير من هذا العام وينتظر ان تفرز هذه العطاءات قريباً من اجل زيادة الانتاج عبر استثمارات جديدة. وأعرب د.التهامي عن تفاؤله بزيادة انتاج النفط عبر زيادة نسبة استخلاص النفط باستخدام التقانات الحديثة النرويجية خاصة وان هذه الحقول منتجة ويمكن تطويرالانتاج وزيادته، كما أبدى تفاؤلاً أيضاً بانتاج النفط فى بعض المناطق المرخصة ولم تدخل دائرة الانتاج حتى الآن، خاصة المنطقة الممتدة من هجليج وابوجابرة القديمة وحتى مشارف عديلة والضعين، الى جانب بداية استكشاف النفط بالحدود السودانية الليبية فى منطقة غرب دنقلا واردف : ( الانتاج النفطي بهذه المناطق سيكون ممكناً ولكن يحتاج الى بعض الوقت وعلينا الانتظار قليلاً). وعضد د. عز الدين ابراهيم وزيرالدولة بالمالية الاسبق القول بوجود فرص حقيقية لزيادة الانتاج النفطي عبر زيادة نسبة الاستخلاص بالحقول المنتجة الآن باستخدام تقانات حديثة لزيادة الانتاج بنهاية العام الى (180) الف برميل يومياً، وزيادة الانتاج عبر تسريع العمل فى المربعات المرخصة الى جانب استقطاب استثمارات نفطية جديدة . واضاف د.عزالدين فى حديثه ل(الرأى العام): ان زيادة الانتاج النفطي ستكون تدريجية، وستسهم فى تحسين الوضع الاقتصادي بالبلاد الى جانب معالجات اقتصادية اخرى بينها تأجيل سداد الديون الخارجية واستقطاب قروض جديدة من دول صديقة وشقيقة،