هنالك ثلاثة محاور لزيادة الانتاج النفطي بالبلاد وفقاً للبرنامج الإسعافي المتسارع الذى بدأت وزارة النفط لتعويض فقدان نفط الجنوب بعد الانفصال، وتشمل المحاور الثلاثة زيادة الانتاج النفطي بالحقول المنتجة الآن بهجليج وبليلة وأبوجابرة وغيرها من المربعات النفطية، والمحور الثاني تسريع خطوات الإنتاج بالحقول المرخص لها بالبحر الأحمر و الحدود السودانية الليبية والمحور الثالث جذب استثمارات جديدة بقطاع النفط حيث تم فى هذا الصدد توقيع اتفاقيات للتنقيب عن النفط ب(6) مربعات جديدة بشمال وأواسط وغرب البلاد بدخول شركات مستثمرة متعددة الجنسيات من عدة دول، هذه المحاور لزيادة الإنتاج النفطي وغيرها من الترتيبات الجارية لاستئناف ضخ نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية بعد الاتفاق على رسوم عبور النفط وامكانيات التعاون بين السودان وجنوب السودان فى مجال النفط طرحناها فى حوارنا مع المهندس فيصل حماد وزير الدولة بالنفط الذى جاءت إجاباته صريحة وواضحة واستهلها بالإجابة عن سؤالنا عن موقف تنفيذ البرنامج المتسارع لزيادة النفط فى محاوره الثلاثة قائلاً: ركزنا على تنفيذ برنامج زيادة النفط فى محاوره الثلاثة، ولكن هنالك تركيزا خاصا على المحور الثالث القاضي بجذب استثمارات جديدة وتنفيذ الاتفاقيات الجديدة فى مجال استكشاف وإنتاج النفط بالحقول الجديدة، التى تم الترخيص لها خلال هذا العام لعدد من الشركات الأجنبية ومن مختلف الجنسيات، حيث بدأت هذه الشركات فى استلام مواقع عملها بهذه المربعات، وبدأت نشاطها فى مختلف المحاور للتنقيب والاستكشاف بتحريك آلياتها ومعداتها، خاصة وأن هذه الاتفاقيات الموقعة مؤخراً، مربوطة بزمن. وهنالك مواقيت صارمة وملزمة لإنجاز الأعمال ، وأي تأخير فى هذه المواقيت الزمنية وانجاز الأعمال سيعرض هذه الشركات لعقوبات صارمة بملايين الدولارات، ولذلك نتوقع أن تلتزم هذه الشركات بتنفيذ هذه الاتفاقيات فى المواعيد المحددة، كما أننا سنتابع من خلال جولات ميدانية تنفيذ هذه الاتفاقيات لنتأكد أن أية شركة تقوم بدورها وفقاً للبرنامج المتفق عليه. * وماذا عن زيادة الإنتاج بالحقول المنتجة...؟ بالنسبة لزيادة الإنتاج بالحقول المنتجة الآن هنالك حقول منتجة نعمل على استخدام تكنولوجيا حديثة فيها لزيادة الانتاجية أسوة بمفهوم زيادة الإنتاج فى القطاع الزراعي الذى يقوم على زيادة انتاجية الفدان، ونحن فى مجال النفط نعمل على زيادة انتاجية الآبار النفطية باستخدام هذه التكنولوجيا الحديثة بالتركيزعلى زيادة انتاجية البئر الواحد، عبر عدة طرق من بينها (زيادة الغاز أو التسخين أو ضخ المياه أو استخدام الكيماويات) لزيادة الإنتاج ، والآن بدأت خطوات زيادة الإنتاج بمربع (6) بالحقول التابعة لشركة بتروانرجي، حيث بدأت هذه التكنولوجيا فى إعطاء نتائج ممتازة ليرتفع انتاج النفط ببعض الآبار من (8) آلاف برميل يومياً إلى (20) ألف برميل، وهذه نتائج ممتازة، كما بدأنا نطبق نفس التقانات والتكنولوجيا الحديثة فى (حقول هجليج) ومربع (17) لزيادة انتاجية البئر الواحدة ، كما هنالك حقول جديدة ستضاف للشركات لمزيد من الاستكشاف، وهنالك (حقل حديدة) يتبع لشركة بتروانرجي، وحقل (طرسايا) بمربع (17) ويتبع لشركة استار أويل ، وهذان الحقلان سيدخلان دائرة الإنتاج قبل نهاية العام الجارى. *مقاطعة = بالنسبة لزيادة الإنتاج بالحقول القديمة المنتجة .. كيف تسير خطوات زيادة الانتاج بها الآن ...؟ نعمل على زيادة الإنتاج بالحقول القديمة عبر حفريات جديدة بمنطقة هجليج، وفى الحمرة وبعدة مناطق فى الحقول القديمة لزيادة عدد الآبار المنتجة، وهنالك دراسات لزيادة الإنتاج، ونحن مستهدفين زيادة إنتاج النفط من (115) ألف برميل يومياً إلى (180) ألف برميل يومياً بنهاية العام الجارى، وهذا سيكون له آثاره الايجابية على الاقتصاد الوطني بدخول نحو (65) ألف برميل يومياًُ لدائرة الانتاج، مما يسهم فى دعم الميزانية العامة للدولة ويفك كثيرا من الاختناقات، كما لدينا خطة حتى العام 2016 نركز خلالها على زيادة الانتاج، وحددنا لكل شركة ماذا تعمل فى مجال زيادة الانتاج. * ولكن رغم كل ماذكرت هنالك حديث عن تأخير دخول ال(65) ألف برميل يومياًُ لدائرة الانتاج .. وكان يتوقع أن تدخل فى يونيو الماضي أو فى يوليو، ولكن لم تدخل .. هل فعلاً هنالك تأخير فى تنفيذ خطة زيادة الإنتاج ...؟ اجاب: ليس هنالك تأخير فى تنفيذ خطة زيادة الانتاج النفطي، كما لم يتم تحديد شهر يونيو الماضي لزيادة الانتاج ، وإنما الموعد المضروب كان فى نهاية العام الجاري، والآن الجهود مستمرة لزيادة الانتاج قبل نهاية العام، وبدأت الزيادة فى الانتاج تدخل تدريجياً فى بعض الحقول، بنحو (2) ألف برميل يومياً من هذا الحقل أو البئر، ونحو (5) آلاف برميل من ذلك الحقل وستتواصل الجهود لزيادة الانتاج فى الموعد المحدد، كما أن ضربة هجليج اثرت على البرنامج المتسارع لزيادة انتاج النفط بحقول هجليج، حيث كنا نعمل على زيادة الانتاج، والآن اصبحنا نعمل على استعادة الانتاج بحقول لوضعه الطبيعي قبل تدميره من قبل دولة جنوب السودان، والآن نعمل على ارجاع الانتاج بحقول هجليج وهذا يتطلب مجهودا كبيرا وزمنا، ونحن منذ العاشر من أبريل وحتى أغسطس الماضي كانت جهودنا مستمرة لإرجاع الانتاج بحقول هجليج إلى وضعها الطبيعي وتجاوز الدمار الذى لحقل بالآبار، الحمد لله تمكنا من استعادة الانتاج بهجليج الآن . * وماذا عن خطوات تسريع الإنتاج بالمربعات المرخص لها بالبحر الأحمر وفى منطقة الحدود السودانية الليبية...؟ هنالك استكشافات للنفط والغاز، وفى مربع (15) بالبحر الأحمر تم منح الامتياز لشركات صينية، تستثمر فى مجال الغاز ولديها امكانيات ضخمة وتستطيع إنتاج الغاز بالبحر الأحمر، أما محور المياه العميقة فقد تم منح الامتياز لشركات فرنسية، وهي شركات مقتدرة، ولديها خبرات فى مجال التنقيب فى المياه العميقة، ونتوقع أن تدخل دائرة الانتاج قريبا، ولكن الاتفاقيات الموقعة معها تمنحها خمس سنوات للدخول فى دائرة الانتاج بينها سنتان للاستكشاف، عموما هنالك شواهد ممتازة لانتاج النفط والغاز بالبحر الأحمر ونتوقع أن يكون فيه خير كبير للبلاد. * شهد الأسبوع الماضي توقيع اتفاقية بين السودان والصين بالعاصمة الصينية بكين لزيادة الانتاج النفطي والتعاون فى الطاقات المتجددة والفحم الحجرى .. برأيك ما مردود هذا الاتفاق على التعاون بين البلدين وتأثيره على مفاوضات أديس أبابا بين السودان وجنوب السودان...؟ اجاب: أصلاً الصين شريك استراتيجي للبلاد فى المجال النفطي، وهي كانت معنا يدا بيد فى الانتاج النفطي، كما أن العلاقات بين السودان والصين استراتيجية فى مجال النفط وغيرها من المجالات، ولكن مجال النفط وهو (الرائد) فى مجالات التعاون بين البلدين، والاتفاقيات الموقعة فى هذا المجال تركز على زيادة الانتاج النفطي وزيادة التعاون بين البلدين فى هذا المجال. *مقاطعة= ولكن الأسبوع الماضي وقع د.عوض الجاز وزير النفط خلال زيارته للصين اتفاقية جديدة للتعاون فى زيادة الانتاج النفطي والاستثمار فى مجال الطاقات المتجددة والفحم الحجرى .. هل ستنقل هذه الاتفاقية علاقات البلدين إلى مربع جديد فى مجال أمن الطاقة ...؟ نعم : أصلاً بدأت التفاهمات فى هذا المجال ( زيادة الانتاج وتوسيع التعاون فى مجال الغاز والفحم الحجرى) من أجل تعميق العمل وزيادة الانتاج ، وربما هنالك جزء يتعلق بين الجنوب و الشمال، وتعزيز التعاون بين البلدين فى مجال النفط بزيادة الاستكشاف وزيادة الاستثمارات النفطية والتوسع فى مجالات إنتاج (النفط والغاز) وتأهيل مصفاتي الخرطوم والأبيض، ولذلك التعاون بين السودان والصين مستمر واستراتيجي. * تحدثت عن أن هنالك جزءاً يتعلق بالشمال والجنوب .. والآن هنالك اتفاق بأديس أبابا على رسوم عبور نفط الجنوب بالأراضي السودانية .. هل أنتم مستعدون لتصدير نفط الجنوب ..؟ نعم : نحن مستعدون من أول يوم يتم الاتفاق على استئناف تصدير نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية، فخطوط الأنابيب جاهزة للتصدير، ولا توجد مشكلة فنية ، بل نحن جاهزون لتصدير أية كمية من نفط الجنوب منذ اليوم الأول للاتفاق ، كما أننا جاهزون إذا اراد الجنوب تزويده بالمشتقات النفطية، ويمكن ذلك عبر الاستفادة من المصافي النفطية بالبلاد لتكرير نفط الجنوب. * مقاطعة= يعني ليست هنالك مشكلة فى استئناف ضخ نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية ...؟ نعم : من جانبنا لا توجد مشكلة فى الخطوط والأنابيب أو المصافي، ولكن المشكلة لديهم فى الحقول المنتجة بالجنوب، وتكمن المشكلة فى إعادة الآبار للضخ بنفس الكميات المنتجة فى السابق، ونحن عانينا من نفس المشكلة عندما تعطل الانتاج بحقول هجليج لمدة عشرة أيام خلال غزوها من جيش جنوب السودان، وبذلنا مجهودا كبيرا لاستعادة الانتاج بهجليج لوضعه الطبيعي ، والدخول فى مرحلة زيادة الانتاج، وبالتالي هم ( أي دولة جنوب السودان) سيعانون كثيراً فى استعادة الانتاج بالحقول النفطية بالجنوب خاصة وأنها توقفت لفترة طويلة (شهور) . * مقاطعة= ولكن دولة جنوب السودان قالت إنها جاهزة لاستئناف ضخ نفطها عبر الأراضي السودانية فى أكتوبر المقبل واستعادة الإنتاج فى ديسمبر أو خلال ستة أشهر ..؟ أجاب: صعب جداً تحديد موعد لاستعادة إنتاج الحقول بدولة جنوب السودان لتعود لانتاجها الطبيعي قبيل التوقف عن الضخ، ولذلك نحن فى الحكومة رتبنا أنفسنا على عدم الاعتماد على رسوم عبور نفط الجنوب خلال هذا العام (2012) ، بتعديل الميزانية وسد الفجوة فى الايرادات الناجمة عن رسوم عبور النفط ، وبالتالي غير معنيين بمتى سيبدأ ضخ نفط الجنوب فى هذا العام أو السنة الجديدة . * هل يمكن أن تقدموا لحكومة جنوب السودان مساعدات فنية لاستعادة إنتاج النفط بحقولها المتوقفة والاستفادة من الخبرات والكوادر السودانية...؟ نعم : ابدينا رغبتنا فى تقديم مساعدات فنية لحكومة جنوب السودان لاستعادة إنتاج النفط بحقولها المتوقفة والاستفادة من الخبرات والكوادر السودانية ، ومساعداتنا للجنوب تنقسم إلى شقين : الأول تقديم مساعدات فنية للاستفادة من الكوادر السودانية وخبراتها فى مجال الصناعة النفطية، والمساعدة الثانية تزويد الجنوب بالمشتقات النفطية. * وماذا كان رد حكومة جنوب السودان على رغبتكم فى تقديم هذه المساعدات لها فى مجال النفط بالخبرات والمشتقات النفطية...؟ اجاب: وافقوا ورحبوا بتزويهم بالمشتقات النفطية، أما بالنسبة للكوادر السودانية فقد تم طردهم من الجنوب، وكنت فى زيارة ميدانية الأسبوع الماضي لمناطق انتاج النفط، واستطيع أن اؤكد أنه تمت (سودنة الوظائف ) فى مجال النفط بنسبة (91%)، فى الشركات العاملة فى مجال النفط بكل مناطق الانتاج، وكذلك الشركات الجديدة التى دخلت فى مجال الاستثمار النفطي بالبلاد ، سواء فى الشركات الكبيرة أو فى الأعمال الفرعية والمقاولات، وكلها تعمل بها كوادر سودانية بنسبة (91%)، ولذلك نستطيع أن نقول إن الكوادر السودانية مؤهلة للعمل فى مجال البترول وقادرة على تطوير الصناعة النفطية بالبلاد وبدول الجوار.