القنوات الفضائية العربية تم وضعها تحت مجهر الحوارات السياسية في المواقع الإلكترونية السودانية ومجموعات الفيسبوك ومداخلات تويتر مؤخراً ، وبالتحديد خضعت تغطية قناتي الجزيرة والعربية لما يحدث في السودان لتقييم واسع على صفحات الفيس بوك، وفي موقع سودانيز أونلاين وغيرهما.خصوم قناة الجزيرة يتهمونها منذ وقت ليس بالقصير بأنها منحازة لصالح الحكومة في الخرطوم، انحياز اتضحت ملامحه بحسب هؤلاء منذ الانتخابات العامة الماضية، وامتد ليشمل الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، وتدور معظم الانتقادات الموجهة لقناة الجزيرة وموقعها الإلكتروني حول وصف الفضائية والموقع في تقريري المظاهرات التي شهدتها الخرطوم بأنها (محدودة)، وهو ذات الوصف الذي تبنته السلطة، ويرى هؤلاء أن المظاهرات غير محدودة، لكن القناة تريد أن تجعل منها محدودة.في المقابل، يؤكد البعض في مداخلات عبر الفيس بوك وغيره من نوافذ وفضاءات شبكة الانترنت أن قناة الجزيرة نقلت ما تابعه مراسلوها في السودان، وليست مطالبة بأن تصطنع الأحداث، أو تطلق عليها توصيفات تلاءم مزاج خصوم الحكومة ومعارضيها.قناة العربية، لقيت قدراً لا يستهان به من المديح في الأوساط الإلكترونية الشبابية المعارضة للحكومة، ونبع ذلك المديح من ملاحقة القناة لأخبار التظاهرات وعرضها كأخبار عاجلة، وامتلاء تقاريرها المصورة بتسجيلات الفيديو التي يلتقطها الشباب المعارضون. في المقابل، وجه آخرون انتقادات للقناة، على اعتبار أنها منحازة لصالح تلك التظاهرات الشبابية الطلابية التي انتقلت من الجامعات إلى الأحياء، وأن مثل هذه التغطية لا تصب في خانة استقرار السودان، وأنها تحاول صب المزيد من الزيت على نار الأوضاع الاقتصادية.الغريب في الأمر، أن الحوار والجدل السياسي على الانترنت بشأن الفضائيتين لم يخلُ من توجهات متناقضة، فبينما يردد البعض أن السلطات بصدد التضييق على مكتب قناة العربية وإغلاقه بسبب تغطيتها التي أزعجت الحكومة، يعود آخرون ويتساءلون عما إذا كان مراسلو قناة الجزيرة ومكتبها قد تعرضوا لمضايقة من جانب السلطات، ما يخلط الأوراق مجدداً بين المحطتين الفضائيتين، ليستمر الجدل الإلكتروني مفتوحاً : أي المحطتين مقربة من الحكومة ومنحازة لها ؟ وأي المحطتين منحازة للمعارضين الشباب والطلاب ؟ وأيهما منحازة للحقائق على الأرض مع ملاحظة أن معظم الجدل الإلكتروني ركز على المنطلقات السياسية والفكرية للمحطتين ومدى قربها من الحكومة أو المعارضة، ولم يركز على درجة مهنية وموضوعية أي منهما.