فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين د. محمد مرسي بانتخابات رئيس مصر، نزل برداً وسلاماً على بعض رواد منتديات الحوار السياسي من السودانيين على الانترنت، فيما تلقاه آخرون بنوع من الأسف والقلق العميق. المستبشرون فرحاً بصعود الإسلامي محمد مرسي إلى سدة الرئاسة في مصر ، نوعان .. نوع يمكن نسب فرحه إلى نزعته الديمقراطية، ويرى هؤلاء أن فوز أي مرشح، في اي انتخابات، هو مدعاة للفرح والسرور ما دامت تلك الانتخابات نزيهة، وما دامت النتائج حقيقية ولم تخضع للكثير من عمليات التزوير أو التجميل ويعبر عن هذا بوست بمنتديات الراكوبة تحت عنوان مرسي رئيساً، بارك صاحبه للمصريين ديمقراطيتهم الناشئة، أما النوع الآخر من المبتهجين على صفحات الانترنت بفوز محمد مرسي فهم إسلاميو السلطة ومن في حكمهم من المؤيدين والأتباع والمريدين ، ويرى هؤلاء أن فوز مرسي يؤكد مدى الشعبية التي يتمتع بها الإسلام السياسي في الشوارع العربية، وسيصب ذلك الفوز في خانة تدعيم حكم إسلاميي السودان المحاصرين بالضغوط الغربية والأطماع الجنوبية والحركات المسلحة والأزمة الاقتصادية والمظاهرات الأخيرة. هذا الأثر المحتمل لفوز مرسي على السلطة الإسلامية في الخرطوم، أثار كثيراً من التوجس والقلق في نفوس بعض المجادلين على موقع سودانيز أونلاين، ممن يرون أن دخول الإسلاميين إلى القصر الرئاسي في القاهرة سيطيل أمد بقاء الإسلاميين في القصر الرئاسي بالخرطوم، بحيث يخضع وادي النيل، مصر والسودان، لحكم ذات اللون السياسي المرفوض من قبل هؤلاء. على ذات الموقع، يقدم بوست آخر فكرة مفادها أن سقوط حكومة الإسلاميين الحالية ممثلة في المؤتمر الوطني وجناح القصر، ستقود على الأرجح إلى وراثة الترابي وجناح المنشية للسلطة، ويدفع هذا البوست بمنطق مفاده أن الإسلاميين فاعلون حالياً في السلطة وفي المعارضة، وإذا فقد جناح القصر السلطة فإن معظم أعضائه سيهبطون اضطرارياً أو اختيارياً بالمظلات في حضن جناح المنشية المعارض حالياً، وبالتالي تتشكل سلطة إسلامية جديدة أشد تشدداً وراديكالية من سلطة الإسلاميين البراغماتية القائمة حالياً، الجدير بالملاحظة، أن صاحب هذا البوست طرح العديد من المشاركات التي تصب جميعها في خانة رفض أي تغيير سياسي في البلاد، من مداخل مختلفة، مثل عدم وجود بديل سياسي قادر على تقديم حلول لمشكلات البلاد الاقتصادية والسياسية والجهوية، أوعدم انتشار الوعي الكافي بين فئات الشعب، أو احتمال خروج الأوضاع عن السيطرة وانزلاق البلاد إلى حالة من التمزق والتفتت والتناحر الاثني والمناطقي.