مصادر استخبارية امريكية توقعت ان تشهد منطقة الشرق الافريقي نشاطا لمن تطلق عليهم واشنطون الجماعات الارهاربية الاسلامية ، والشاهد على ذلك التفجيرات التى ضربت الاسبوع المنصرم مدينة ممبسا الساحلية الكينية ، والتى استهدفت حانة (أريحا بار) في حي ميشوموروني المكتظ بالسكان، قرابة الساعة العاشرة ليلا، بينما كان رواد الحانة يتابعون عبر شاشة عملاقة مباراة في كرة القدم بين منتخبي انكلترا وايطاليا في اطار ربع نهائي بطولة امم أوروبا ، وباتت مباريات البطولة الاوربية تجتذب المتفرجين الافارقة لتواجد عدد كبير من السود فى صفوف المنتخبات الاوربية، ويبدو ان المتفرجين فى تلك الحانة جاءوا فى تلك الليلة لمشاهدة لاعب ايطاليا المثير للجدل ماريو بالوتيللى.تفجيرات ممبسا ادت الى وفاة ثلاثة اشخاص واصابة ثلاثين آخرين، وبثت الرعب فى نفوس سكان المدينة من امكانية تعرضها للمزيد من التفجيرات. واللافت ان التفجيرات جاءت بعد يوم واحد فقط على تحذيرات امريكية لرعاياها بمغادرة المدينة، حيث قالت السفارة الاميركية في نيروبي في رسالة الى الرعايا الاميركيين تسلمت وكالة (فرانس برس) نسخة منها، انها تلقت معلومات حول خطر هجوم ارهابي وشيك في ممبسا، واعلنت «تعليق كل الزيارات الحكومية الى ثاني مدن كينيا حتى الاول من يوليو. كما اكدت ان «كل الطاقم الاداري الاميركي يجب ان يغادر مومباسا، ولم يقتصر التحذير للرعايا الامريكيين وحسب، فقد اوصت السفارة الفرنسية في نيروبي رعاياها بالتزام اكبر قدر من اليقظة في مدينة ممبسا ومحيطها.رغم ان السلطات الكينية قامت بحملات واسعة لاعتقال من تشتبه فى كونهم من تنظيم الشباب الصوماليين المرتبطين بتنظيم القاعدة ، الا ان تفجيرات ممبسا ارسلت رسالة الى نيروبى بأن نشاط الخلايا النائمة سيعود من جديد، ويربط محللون بين عودة التفجيرات الى شرق افريقيا مع ما يحدث فى غرب افريقيا من تفجيرات فى نيجيريا واضطرابات سياسية فى مالي، ولعل هذا ما ذهب اليه قائد القيادة العسكرية الأمريكية في افريقيا الجنرال كارتر هام الذى كان يتحدث عن تعاون وتنسيق بين جماعات متطرفة في القارة الافريقية.حيث قال ان ثلاثا من أكبر الجماعات المتطرفة في افريقيا تتقاسم الأموال وتتبادل المتفجرات، فيما يمكن أن يكون مؤشرا لتصاعد التهديدات الامنية في القارة، ونقلت (رويترز) عن الجنرال هام قوله في المركز الافريقي للدراسات الاستراتيجية خلال ندوة للمسؤولين العسكريين والمدنيين من افريقيا والولايات المتحدة وأوروبا «ان هناك مؤشرات على أن جماعات (بوكو حرام) في نيجيريا وحركة الشباب في الصومال وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في شمال أفريقيا التي وصفت بأنها الجماعات الاكثر عنفا في القارة، تتقاسم الاموال والمواد الناسفة كما يتلقى عناصرها تدريبات مشتركة.تصاعد المخاوف فى كينيا من تفجيرات جديدة تزامن مع اعلان للشرطة اليوغندية اعتقال خمسة باكستانيين للاشتباه بصلتهم بمتشددين، وذلك قبل أسبوعين من الذكرى السنوية الثانية لهجوم بالقنابل في كمبالا أعلنت جماعة الشباب الصومالية مسؤوليتها عنه.ويقول مسؤولون ان يوغندا معرضة لمزيد من الهجمات من جانب جماعة الشباب التي توعدت بمواصلة الهجمات الى ان تنسحب وحدة يوغندية تقود قوة مفوضة من الاتحاد الافريقي لحماية الحكومة الصومالية.ومن التطابق التاريخى ان تفجيرات كمبالا التى وقعت فى يوليو من العام 2010 واودت بحياة (79) شخصا، كانت استهدفت ناديا للمشاهدة اثناء المباراة النهائية لكأس العالم التى استضافتها جنوب افريقيا ، لتصبح لكرة القدم التى يعشقها الافارقة ذكريات مأساوية لارتباطها بالتفجيرات التى تستهدف تجمعات الشباب المتابعين لهذه المباريات.