على زمان مضى كان فستان زفاف العروس لا بد وان يوشح او يطرز بحبات الترتر -بكسر التاء- اللامع وهو نوع من الاصداف الناعمة تجئ به الدلاليات من مصر وسوريا وبيروت، لان الراقصات هناك يجملن به صدورهن عند الرقص والهز. فيتابعهن الجمهور ليصفق للراقصة المبدعة في ابراز محاسنها.. واندثرت الظاهرة لان الاقمشة المطرزة بالاسلاك والخيوط المذهبة تربعت على عرش الاناقة المؤقتة لمناسبات الأفراح..لكن بناتنا المذيعات بصورة عامة استهوتهن موضة اللمعان والخرز والسكسك والياقوت والزجاج والاسلاك اللامعة ولسن لخبيرات الترتر ليملأن ساحة الثوب السوداني المقهور بما يعرف الآن بالفليتر والبوهية والمذهب والفضي دون اناقة تلفت النظر، فكل مذيعة اصبح همها الأساسي نقش الحناء حتى الكوع والثوب الموشى بلمعان يفوق الوصف وبخواتم وأسورة وكواليس وخناقات ليست الشاشة مكانها.. في وقت نقف نحن المشاهدين عند اسكيرت وبلوزة وحلق انيق عند مذيعة عربية أو غربية تشدك لغتها السليمة وأسئلتها الجاذبة وعلمها الغزير ومداخلاتها اللافتة وشطارتها المتناهية وخلفياتها ومعلوماتها المتدفقة ،وفي بلاد هؤلاء المذيعات أكبر محلات للازياء والموضة والأناقة لكن القضية عند أهل القنوات الفضائية تعتمد على الفكر والرأي والرؤية وليست على ثوب الشيفيون ونقش الحناء والترتر..يا أهلنا في القنوات جميعها هناك جمعية اسمها «نساء السلك الدبلوماسي تنبثق عنها مشروع اطلق عليه ترقية السلوك الذاتي بوزارة الخارجية وتقوده الدبلوماسية كلثوم بركات ورفيقات دربها ويقيم ندواته الراتبة بالقاعة الكبرى بالخارجية والحوار مفتوح لترقية الذوق والزي وحضوره والمشاركة فيه مفيدة للغاية..