? قبل أكثر من عشر سنوات فُرض علينا ما أطلق عليه د. عصام صديق مواعيد «البكور» تقديم الساعة في كل انحاء السودان ستين دقيقة.. شتاءً وصيفاً.. وللأسف رضخنا لتلك البدعة التي فرضتها الحكومة على طوال هذه الاعوام - بدعة لم يشهد العالم مثلها- لا في شرقه ولا في غربه.. ? ورغم رفض القطاع الأكبر من المواطنين لهذه البدعة المسامة ب «البكور» فإن الحكومة نفذتها في كل دواوينها وفرضتها على القطاع الخاص.. ورغم الشكاوى من المواطنين من «الربكة» التي حدثت وتحدث حتى الآن في معيشتهم اليومية من جراء تنفيذ «البكور»... ? كُتب وقيل الكثير عن ذلك القرار العجيب.. قال لي أحد الاصدقاء عند بداية سريان المواعيد الجديد « :ان السيد الوزير «قطع» تلك الفكرة «من راسو» ولعله هو ذاته قد اندهش من سرعة اجازة الحكومة لاقتراحه الخطير الذي سخر العالم من سذاجته.. ? رغم الاعتراض الواسع في الجرائد والمنتديات الاجتماعية.. عند بداية تنفيذ «البكور» إلا ان الناس عموماً لم يجدوا بداً من الرضوخ مكرهين لهذه البدعة التي ألمت بهم.. ونلحظ في السنوات الأخيرة ان الاصوات المناهضة ل «البكور» قد انخفضت- وأحسب ان ذلك السكون المؤقت لم يكن بأي حال من الأحوال انهم راضون عن تلك البدعة المحبطة ولكن لأنهم أصيبوا بالإرهاق من كثرة الازمات والمصائب التي تتوالى على البلاد.. ? قرار اعتباطي آخر صدر قبل عامين من وزارة الإعلام حظر بث اذاعة «بي.بي.سي» على موجة «F.M» بحيثيات قلت فيها انها واهية.. كتبت تحت هذا العمود اربع مقالات على الأقل بعد صدور هذا القرار احتج فيها على حرمان المستمعين السودانيين الذين يقدر عددهم بنحو أربعة ملايين من متابعة برامج اذاعتهم المفضلة.. ونستغرب من تصديق وزارة الاعلام باستمرار اذاعة سوا على موجة «F.M» بعد ان حظرت على الاذاعة البريطانية نفس الحق.. الاذاعة الامريكية احتلت مكان «بي.بي.سي» ولقيت رواجاً كبيراً.. خاصة في الحافلات بأغانيها الهابطة التي تجذب الشباب ونشرات اخبارها بجرعات مختصرة جداً.. ذات الأجندة الاستعمارية.. مقارنة بالإذاعة البريطانية التي تتمتع بمصداقية عالية عند المستمع السوداني ببثها وبرامجها المفيدة.. ورغم كل ذلك فإن المستمعين السودانيين يتطلعون إلى اليوم الذي تلغي فيه الحكومة بدعة «البكور» وتعيد لهم حقهم المسلوب في الاستماع إلى اذاعتهم المفضلة.. اعتذار في عمود «ونسة دقاقة» يوم الاثنين نسبت المادة إلى تقرير نشر في «ألوان» والصحيح ان التقرير ورد في صحيفة «الاهرام اليوم ..» فلزم الاعتذار للزملاء في الصحيفتين..