استؤنفت أمس بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا جولة جديدة من المفاوضات بين السودان ودولة الجنوب، مقرر لها يومان فقط حيث يتوقع أن ترفع اليوم الجمعة، وغادر الخرطوم أمس وفد السودان المفاوض في اللجنة السياسية الأمنية المشتركة برئاسة الفريق ركن عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع وعضوية وزير الداخلية وادريس عبد القادر ويحيى حسين ونائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات الفريق صلاح الطيب ووزير الدولة بالخارجية صلاح ونسي والفريق شرفي من القوات المسلحة. وطبقا للسفير العبيد مروح الناطق باسم الخارجية، يتوقع ان يزور ثابو امبيكي رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى الخرطوم الأسبوع المقبل لإجراء مزيد من المشاورات مع المسؤولين في الدولة، ولم يستبعد العبيد عقد طرفي التفاوض جولة أخرى بأديس أبابا تتزامن مع قمة الاتحاد الأفريقي المقرر لها يومي الثالث عشر والرابع عشر من يوليو الحالي. ولفت العبيد الى ان جولة الأمس تعد استكمالا لما دار في الجولة الماضية التي رفعت بعودة الوفدين الى بلديهما لإجراء مزيد من المشاورات مع قيادتيهما فى الخرطوم وجوبا بعد اصطدام المفاوضات بعقبة الخارطة الخاصة بتحديد الخط الصفري بين الدولتين، بعد طرح الآلية الرفيعة لخريطة اعتمدت منطقة الميل 14 ضمن المناطق المتنازع عليها. فيما نقلت (الشروق) عن عمر دهب الناطق باسم وفد الحكومة، إن الوفدين موجودان في أديس أبابا لاستئناف المحادثات. وذكرت أن باقان أموم مفاوض جنوب السودان عبر عن تفاؤله، فيما أبدت هيلدا جونسون ممثلة الأممالمتحدة الخاصة للجنوب ثقتها في أن تؤتي المفاوضات ثمارها سريعاً، وقالت في نيروبي: لدي مزيد من الثقة أن الأمور تتحرك بالاتجاه الصحيح بسبب عوامل خارجية مثل ضغط المجتمع الدولي والضغط على اقتصاد البلدين. وفي السياق، توقعت مصادر مطلعة عدم حدوث تقدم في الجولة الراهنة، ونوهت لتمسك السودان بحقه القانوني والموضوعي في منطقة الميل 14 الواقعة جنوب بحر العرب، وأبانت ان السودان سبق وأبلغ الوسيط الأفريقي بان بروتوكول مشاكوس واتفاق السلام الشامل وكل ما ترتب على ذلك من احصاء وانتخابات واستفتاء أدى لفصل الجنوب وما تبعه لاحقا من دخول بعثتي (يونميس) و(يونميد) قام على أساس أن حدود 1956م هي الحد الفاصل بين الشمال والجنوب مع قبول الطرفين بأربع مناطق تعد مختلفا عليها، ولفتت المصادر الى ان اعتبار الميل 14 منطقة متنازع عليها حسب خارطة الآلية الأفريقية لا يعني انها جزء من دولة الجنوب، ولم تستبعد المصادر لعب دولة الجنوب على عامل الزمن المحدد بثلاثة أشهر وفق قرار مجلس الأمن الدولي (2046) بغرض السعي للتدخلات الدولية، لكن السفير العبيد مروح أوضح انه حال حدوث اختراق وتقدم في هذه الجولة فان ذلك يجعل احتمالات فتح الباب أمام تطبيق ما سبق واتفق عليه الطرفان في الملفات العسكرية والأمنية واردا، وتوقع العبيد زيارة امبيكي للخرطوم الأسبوع المقبل لاجراء مزيد من المشاورات قبل انعقاد القمة الأفريقية والمرحج ان تلتئم خلالها قمة مصغرة بين الرئيسين عمر البشير وسلفا كير ميارديت بحضور بعض القيادات الأفريقية ذات الصلة بالملف السوداني والجنوبي، وعبر العبيد عن أمله في ان تحقق الجولة تقدما، ولفت الى أن عدم إحراز تقدم في الجولات الماضية لا يعني إغلاق أبواب الأمل، كما تمنى أن تحدث زيارة أمبيكي والقمة المرتقبة اختراقا يفتح الباب أمام توصل الدولتين إلى حلول للقضايا العالقة.