على نقيض واقع القتل اليومي والاعتقالات والإصابات قام السوريون بخلق عالم من النكتة والسخرية على الشبكة العنكبوتية وأنشأوا عشرات الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ك (الفيسبوك وتويتر). وقد قامت الصحفية (زينة إرحيم) بصحيفة الحياة بنشر مقال بتاريخ 27 نوفمبر 2011م عن هذه الصفحات تقول فيه: أُنشئت صفحة »الثورة الصينية« لتكون مساحة يعبّر فيها السوريون عن آرائهم بحرية ويبثّون مواجعهم بلا خوف من الملاحقة الأمنية«، يشرف »سونغا« على صفحة »الثورة الصينية ضد الطاغية«، مع »وانغ شونغ وي«. وهما يواجهان »صعوبة شديدة، وإحساساً مريراً بالتناقضات«، »وذلك لأنهما »مطالبان برسم البسمة على شفاة المشتركين، على رغم ألمهما إزاء ذلك يقول (سونغا يونغا) المشرف على الصفحة والتي وصل عدد أعضائها إلى 36 ألف مشترك أن وسائل الإعلام الرسمية، وتصريحات السياسيين المحسوبين على النظام، إضافةً إلى الصفحات المؤيدة، تشكل المادة الخام لمعظم التعليقات الساخرة بالصفحة يقول سونغا، »فهم ينتقدون (الرئيس الصيني هو جينتاو)، وليس الرئيس السوري، وهي لتشجيع المترددين والخائفين من قول كلمة الحق، إضَافَةً إلى تحطيم هالة العظمة التي رسمها النظام حول نفسه خلال العقود الأربعة الأخيرة، فالسخرية أفضل وسيلة لذلك، وهي في الوقت نفسه، تخفف ضغط الأخبار اليومية المؤلمة«. ويشير سونغا إلى أنّ »المعركة الآن مع النظام هي معركة عض أصابع، وسيخسر من يصرخ أولاً، وأمام هذه الجرائم نحن في حاجة إلى قوة مضادّة تخفف وقع الألم، للحفاظ على أعصاب الثائرين.. وهي الضحك!«.. أما صفحة »مغسل ومشحم حمص الدولي للدبابات«، والتي تأسست بعد أيام على انتشار الجيش في حمص فيقول صاحب الفكرة عمّار الحمصي، »كنت في شارع القاهرة في منطقة الخالدية الحمصية، فشاهدت الدبابات للمرة الأولى في حياتي، وكانت وسخة جداً فخطرت لي فكرة أن يأخذوها إلى المغسل، ثم، كناشط على الإنترنت، فكرت في تأسيس صفحة المغسل، وفعلت. اطلقت صفحة »المغسل«، بالتعاون مع مبادرة »دبابة لكل مواطن«، حملة »معاً لإبقاء الدبابات كوسيلة تسلية لأهالي حمص، أنا بينخرب بيتي إذا انسحبت الدبابات«! كما أصدرت صفحة »المغسل« أغنية جديدة بعنوان »ما تهدديش«، تخاطب الدبابات في الشوارع السوريّة، على غرار أغنية هاني شاكر وفيها »ما تهدديش بالانسحاب، من شوارعنا والغياب، ما تهدديش الحمصي اللي حبّك بالفراق وبالعذاب«. تمكّنت الصفحة الساخرة من جذب أكثر من 3500 مشترك خلال اليومين الأولين، وأشرف عليها عمّار مع صديقه سيزارو الذي أُعتقل لاحقاً، ليصل عدد مشتركيها اليوم إلى 23 ألفاً. وقد أصدرت الصفحة أخيراً بياناً موقعاً من »المجلس الحربي في حمص« جاء فيه: »الدبابة التي تحمل لوحة الرقم 7655 المملوكة للفرقة الرابعة - فرع دبابات، تغلق الطريق على سيارة هوندا سيفيك موديل 90، يرجى من صاحبها تحريكها للأمام قليلاً، نريد أن نلحق التظاهرة بمعيتك«. أما صفحة »مندسّون« فقد بدأت بالظهور بعد الخطاب الأول للرئيس بشار الأسد، والذي وصف فيه المتظاهرين »بالمندسّين«، فتأسست مجموعة »أنا مندس/ة« التي يقر كل منتمٍ إليها ويعترف بأنه، وبكامل قواه العقلية، »مندس في المطالب الوطنية للشعب السوري وسيدافع عن حقه بالاندساس في كل قضايا وطنه السياسية والاقتصادية والاجتماعية«. تعرّف صفحة »كلنا جراثيم« عن أعضائها بأنهم »جراثيم من مختلف أطياف البيئة الميكروبية، مكورات وعصيات، هوائيات ولا هوائيات، في السابق كانوا مستعمرات هاجعة مستضعفة فاقدة المناعة، كانوا متفرقين وكانت الباشاريلا هي المسيطرة على كل شي، إلى أن أصابتنا طفرة حرية وكرامة«. كسرة: مواقع التواصل الاجتماعي دي (خترية خلاس)! كسرة ثابتة: أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(ووو وووو)؟