(حسن عبدالله اسحق) (18) سنة ، اول ولاية سنار في امتحانات الشهادة السودانية لهذا العام ، احرز نسبة (93%) - علمي ، من مدرسة ابن الهيثم الثانوية بمدينة سنجة ، عاصمة ولاية سنار ، رغبته الاولى التي ضمنها باستمارة القبول ، كلية الهندسة جامعة الخرطوم -(كهرباء) ، والرغبة الثانية (نفط - جامعة الخرطوم) ، والثالثة (هندسة كهرباء - جامعة السودان ) ، لكن احلامه ورغباته قد تصطدم بعائق الظروف المعيشية الصعبة ، وقد تحرمه من دخول الجامعة ومواصلة نبوغه ... الطالب النابغة اول ولاية سنار في الشهادة السودانية من قرية (خليل المحطة) ، التي تقع بالقرب من مدينة سنجة ، منتصف الطريق بين مدينتي سنجة وسنار ، والده عامل كمائن (طياني) ، يقيم بقرية خليل المحطة مع زوجته واشقاء حسن الستة ، (3) اولاد ، و(3) بنات ، يقيمون في غرفتين متهالكتين من الجالوص ، اضافة لراكوبة ... دخل الوالد (عامل الكمائن) لايكفي لاطعام ابنائه الستة بمن فيهم (حسن) ناهيك عن احتياجاتهم الاخرى ، من تعليم وعلاج ، ولذلك اضطر (حسن) العمل اثناء الدراسة للانفاق على نفسه وعلى اشقائه الصغار ، حيث انه غادر قريته (خليل) للالتحاق بالمدرسة الثانوية بسنجة ، وبما انه بلا اهل ولا اقارب بسنجة ، اضطر للسكن بخلوة مسجد سنجة العتيق خلال دراسته بالصفين الاول والثاني ، وكان ينفق على نفسه وعلى اشقائه الصغار بالعمل في تدريس طلاب الخلوة بمسجد سنجة العتيق ، وفي النصف الثاني من دراسته بالصف الثالث ، وامتحان الشهادة السودانية تبقى له حوالي (4) أشهر فقط ، طلبت منه لجنة المسجد مغادرة مسكنه بالخلوة ، فهام على وجهه اياماً حتى عثر على غرفة مهجورة ملحقة بمدرسة (عمر الفاروق) لمرحلة الاساس بسنجة ، وليس بها اية مقومات للحياة ، ومن هذه الغرفة المهجورة جلس (حسن) لامتحان الشهادة السودانية تحت ظروف صعبة ، لكنه باصرار وعزيمة قوية نجح واحرز المركز الاول متفوقاً على كل زملائه طلاب ولاية سنار الذين جلسوا لامتحان الشهادة تحت ظروف افضل ، كان الطالب النابغة (حسن) يسكن لوحده في الغرفة المهجورة ، فظروف والده لاتتيح له ايجار ولو (قطية) ، يتناول القليل من الطعام ، مكون من عصيدة الذرة بقليل من البصل والويكة وبدون زيت ، واحيانا حتى العصيدة لا يجد لها سبيلا ...كان يعيش بمبلغ (50 - 60) جنيها كل شهر ، يكسبه من عمله في تدريس اربعة تلاميذ ، من اسرتين ، اما والده فهو يعلم انه لا يستطيع دعمه ولو بجنيه ، واحيانا يرسل له (10 - 20) جنيها كل اسبوعين ، واحيانا لا يرسل له شيئاً ، فدخل الاب ضئيل لايكفي لاسكات جوع اشقائه وشقيقاته الستة الذين يتناولون عادة وجبة واحدة في اليوم يصنعها بنفسه ، ولا يتناولون الشاي لا سادة ولا بلبن ، فهو ترف بالنسبة لوضعه المادي ، ورغم ذلك لم يشك لاحد من زملائه واصدقائه ، فهو شاب متعفف ، كرس وقته لهدف واحد .. (التفوق) .. فتناسى حرمانه وقهر معاناته وكرس وقته للاستذكار ، وجلس للامتحان وتفوق على كل زملائه الذين ينعمون بحياة معيشية مستقرة ... وقبل الامتحان اكتشف احد زملائه ويدعى (مهند خالد محمد توم) معاناته ، فطلب منه السكن معه بالمنزل ، الا انه رفض ، وتحت إلحاحه وافق على تناول بعض الوجبات بمنزل اسرته ... قال لي الطالب النابغة (حسن) والذي التقيته صباح الجمعة الماضي بالخرطوم ، قال : (عندما طلب مني مغادرة سكني بخلوة مسجد سنجة العتيق ، اظلمت الدنيا في وجهي ، فأين اذهب ؟ وأين اقيم ؟ ، فقررت وقتها ترك المدرسة وعدم الجلوس لامتحان الشهادة السودانية ، والانخراط في العمل لاعانة اخواني واخواتي الستة واطعامهم ، وتحمل جزء من العبء عن والدي ، لكنني طردت الفكرة من رأسي ، فطموحي الاكاديمي ، وايماني ان الله يقف بجانبي ، فقررت مواصلة دراستي والجلوس لامتحان الشهادة السودانية مهما كانت الصعاب التي تواجهني ... والحمد لله احرزت المركز الاول بولاية سنار ، وقد تقدمت للالتحاق بكلية الهندسة قسم (الكهرباء) ، جامعة الخرطوم كرغبة اولى ، لكني لا اعتقد انني سالتحق بالجامعة ، فالدراسة الجامعية تحتاج الى مصاريف كثيرة (سكن + اعاشة + ملابس + ادوات) ... كما انني لا يمكنني ترك اشقائي وشقيقاتي الصغار الستة يتضورون جوعاً ، فوالدي عامل بسيط (طياني) دخله محدود وغير منتظم ، لا يكفي لاطعامهم ناهيك عن احتياجاتهم الاخرى من تعليم وعلاج ، هذه الظروف القاسية التي تواجهني قد تضطرني لعدم الالتحاق بالجامعة ، واللجوء الى العمل لمساعدة والدي في اطعامهم وتعليمهم ...هذه العبارات القاسية والمؤلمة التي صدرت من الطالب النابغة (حسن) اول ولاية سنار في الشهادة السودانية هذا العام تحتاج منا جميعاً الى الوقوف بجانبه ، فظروف اسرته المادية والمعيشية قد تعصف باحلامه ورغبته الجامحة في دراسة الهندسة الكهربائية ، وبالتالي يحرم الوطن من مشروع مهندس وعالم كهرباء نابغة ... من هنا تتوجه (حضرة المسئول) بهذا النداء الانساني العاجل لاهل الخير ، ولوزارة التربية والتعليم بولاية سنار ، ووالي سنار ، ولوزارة التربية والتعليم الاتحادية ، والامين العام لصندوق دعم الطلاب ، واتحاد الطلاب ، واتحاد الشباب ، وديوان الزكاة الاتحادي والولائي ، وشركات الاتصالات ، وشركة سوداتل التي عهدناها ترعى التفوق والمتفوقين ، ضرورة رعاية هذا الشاب النابغة ، وتقديم العون والمساعدة له ولاشقائه حتى يتفرغ لدراسته الجامعية ، فحرام ان يحرم مثل هذا الطالب النابغة من مواصلة تعليمه العالي بسبب ظروف اسرته المادية . من يرغب في تقديم يد العون والمساعدة الاتصال مباشرة بالطالب (حسن عبدالله اسحق) موبايل رقم (0921211376) ، او الاتصال بالمحرر (0912904909) .