تصريحات (موسمية الجريان) ظلت تتحفنا بها وزارة التربية والتعليم في كل عام ، من شاكلة (لا رسوم على تلاميذ وطلاب المدارس). والحقيقة يا عزيزتي الوزيرة ان هنالك مدارس طلبت (رسوم ونص وخمسة) ، وان عددا مقدرا من التلاميذ مطرودون الآن من رحمة التعليم ، وان المبلغ المطلوب وصل الى (400) جنيه، وان المدارس ومجالسها تمزق قرار الدولة بمجانية التعليم جهارا نهارا.بالامس قرأت تصريحات من ذات الشاكلة للاستاذ محمد عبد القادر دارفور مدير مرحلة الاساس بوزارة التربية والتعليم، التصريحات تواطأت في تقديري مع المدارس في سعيها لتمزيق قرار مجانية التعليم.حديث دارفور يقول في ظاهره : (لا رسوم على تلاميذ وطلاب المدارس)، لكنه يستثني الاسهامات التي تجمع عبر المجالس التربوية، ويمنح هؤلاء ضوءا اخضر للعبث بجيوب أولياء أمور التلاميذ المحاصرين اصلا بأعباء معيشية يعلمها الجميع.من أين استمدت المجالس التربوية القداسة التي تجعلها مهددا لانتظام التلاميذ في المدارس ؟ وبأي منطق تمنحها الوزارة (فيتو) ضد قرار مجانية التعليم في مرحلة دراسية منوط بها صياغة الانسان وتشكيل وعيه بغرس بذور التفكير الصالح؟!!!.محمد عبد القادر حاول امساك العصا من النصف وهو يدافع عن قرار مجانية التعليم، ويمنح المدارس هذا الحق عبر استثناءات للمجالس التربوية، لا يقرها القانون ولا تسندها استراتيجية الدولة في سعيها نحو محاصرة تسرب التلاميذ من المدارس ،هذه الظاهرة التي تقلق الحادبين على أمر هذا الوطن وانسانه وتختم على سياستنا التعليمية بالفشل مهما تطاولت الارقام التي نعلنها نهاية كل عام في نتيجة امتحانات شهادة الاساس.تصريحات المسؤول عن مرحلة الاساس بوزارة التربية والتعليم كانت تحرض على استنزاف اولياء الامور بفرض رسوم اسماها الرجل (مساهمات)، وهي فى الاصل رسوم يا سيادة المدير وان خبأتها خلف التسميات.ما اضحكني فى تصريحات المدير قوله على طريقة الفاروق : من أراد ان تثكله أمه فليفرض رسوما ، وليته وضع نقطة عند هذه الكلمة ولكنه قال (باهظة)، (معقولة يا سيادتك يعني الا يفرض رسوم باهظة حتى تحاسبوا).. اسمح لى ان اقول لك ان هذا الحديث يحمل قدرا من التساهل لا يتناسب مع خطورة ما تمارسه بعض المدارس تجاه الطلاب، وطالما ان الرسوم ممنوعة فلا يفترض ان يكون لاية جهة الحق فى فرضها قلت او كثرت.لعلمكم عزيزي المدير : كثيرون وصلوا الى الصحيفة بحثا عن مخرج بعد ان ضاق بهم الحال جراء فرض رسوم من قبل المدارس، يحدث هذا وانتم تستثنون المبالغ التي تفرضها المجالس التربوية، كنت اود ان اطلب منكم تكوين غرفة عمليات بارقام معروفة لرصد اية حالة تجاوز لقرار مجانية التعليم، ومحاسبة المدارس التي تضيق الخناق على التلاميذ واولياء أمورهم بفرض رسوم، ولكني احسست انكم معنيون فقط بمكافحة الرسوم الباهظة ومتسامحون للغاية مع المبالغ التي تفرضها المجالس التربوية، لذا فسأحيل شكوى المواطنين الى والي الخرطوم ونتمنى ان نسمع فيها خيرا.