تنعقد يومى غد الاحد وبعد غد الاثنين قمة رؤساء الدول والحكومات الاعضاء فى الاتحاد الافريقى فى قمة تحتشد اجندتها بالملفات الساخنة وفى مقدمتها الازمات السياسية التى تعصف بكل من مالي وغينيا بيساو اللتين شهدتا انقلابين عسكريين منذ آخر قمة للاتحاد في يناير الماضي،فضلا عن الملف المرحل من القمم السابقة، وهو النزاع بين دولتى السودان وجنوب السودان الذى يلعب فيه الاتحاد الافريقى دور الوسيط من خلال لجنة رفيعة المستوى بقيادة الرئيس الجنوب افريقي السابق تابو امبيكى ، ولكن جهود الاتحاد الافريقى حتى الآن لم تفلح فى حسم الصراع بين الدولتين من خلال جولات التفاوض المتعددة باديس ابابا وان نجحت فى تأجيل المواجهة المسلحة بين الجارين.وكان ملف البحث عن سبل لتسوية النزاعات السياسية فى القارة قد حظى بنقاش مستفيض فى الاجتماعات التمهيدية على مستوى الممثلين الدائمين ووزراء الخارجية توطئة لرفع خارطة طريق افريقية للرؤساء فى قمتهم غدا ، وأكد نائب رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي إراستوس موينشا أن «الاتحاد ينتظره طريق طويل قبل تحقيق هدفه المشترك المتمثل في تخليص القارة من آفتي الحرب والعنف». و أشار موينشا خلال مخاطبته اجتماع لجنة الممثلين الدائمين التي تناقش المواضيع ذات الصلة بالسلم والأمن إلى أن «الأزمة في الصومال التي لا زالت قائمة بعد عدة عقود والنزاع بين السودان وجنوب السودان والأزمات في كل من غينيا بيساو ومالي ومنطقة الساحل وجمهورية الكونغو الديمقراطية تظل التحديات الأمنية الجوهرية.الملف المرجح ان يأخذ حيزا من النقاشات وربما التسويات بين الزعماء الافارقة هو حسم الصراع عن منصب رئاسة مفوضية الاتحاد الافريقي، فرغم تقدمه على منافسته في الانتخابات التي جرت خلال القمة الماضية، فإن رئيس المفوضية ووزير الخارجية الغابوني السابق جان بينغ أخفق في الحصول على أغلبية ثلثي الأصوات اللازمة لإعلان فوزه على منافسته وزيرة داخلية جنوب أفريقيا نكوسازانا دلاميني زوما وكانت تلك هي المرة الأولى في تاريخ المنظمة -التي تأسست قبل عشر سنوات- التي تفشل فيها الانتخابات في اختيار رئيس لها. و يقول محللون إن عدم وجود قيادة للاتحاد على مدار الأشهر الستة الماضية كانت له تداعيات سلبية على إدارة المنظمة لمرحلة تشهد فيها دول غرب وشمال القارة تغيرات في الأنظمة. ويقول ميهاري تادل مارو من معهد الدراسات الاستراتيجية والأمنية ، ومقره جنوب أفريقيا : هناك حاجة ملحة لوجود قيادة للاتحاد الأفريقي ،ويرى الخبير ميهاري أن على الاتحاد الأفريقي لعب دور حيوي في مقديشو ، مشيرا إلى أن أي رئيس مكبل اليدين سيجعل المنظمة أقل فاعلية في هذه الدولة المضطربة.وإضافة إلى هذا ، فإن عدم وجود قائد واضح للمنظمة قد يصرف عنها شركاءها الدوليين الذين تحتاج إليهم لتوفير التمويل اللازم لأنشطتها الذي غالبا ما تعجز عن توفيره ، إضافة إلى خسارتها لدعم القضايا الأفريقية على المستوى العالمي.منذ تحويل منظمة الوحدة الافريقة الى الاتحاد الافريقى فى قمة ديربن العام 2001 ومؤسسات الاتحاد الافريقى التى صممت على غرار الاتحاد الاوربى تعانى من عدم اكتمالها وفاعليتها ، وحتى التدخلات التى قامت بها القوات الافريقية لفض النزاعات وحفظ السلام فى دارفور والصومال كان ينقصها التمويل، الذى يشكل العامل الحاسم فى عمل مؤسسات الاتحاد وتحقيق الاهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى من اجلها اسس الافارقة هذا الاتحاد. قمة اديس ابابا الراهنة يطرح امامها ملف موازنة الاتحاد للعام 2013 ، حيث اشار ايراستوس موينشا، نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، الى إن المفوضية اقترحت على قمة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة ميزانية قدرها (278.23 ) مليون دولار للعام المقبل 2013 ، وأضاف موينشا أن هذه الميزانية تتضمن زيادة قدرها (1.5% ) عن ميزانية 2012، وأن الدول الأعضاء سوف تسهم فى هذه الميزانية بمبلغ( 122.8 ) مليون دولار، بينما ستجمع(155.35 ) مليون دولار من الشركاء الدوليين،وأوضح أن الميزانية أخذت فى الاعتبار الطبيعة الانتقالية للعام 2013، الذى سيتم خلاله الانتقال إلى تطبيق الخطة الاستراتيجية الجديدة للفترة من 2014 إلى 2017 وسوف يتم إعدادها وتبنيها، وأن أكثر من( 90% ) من ميزانية تمويل البرامج ستجمع من شركاء التنمية التابعين للاتحاد الأفريقى، وأن المفوضية تتطلع إلى إستراتيجية تضمن استدامة تمويل برامج الاتحاد.