شكراً لوالي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر وهو يولي ما تكتبه الصحافة اهتماماً كبيراً، فالرجل أبلغني (أمانة) إلى مواطني الخرطوم، وها انذا أنشرها في ذات المساحة التي خصّصناها الخميس الماضي لقضية الرسوم التي تفرضها بعض المدارس في الولاية على التلاميذ، ومن حظ الخضر أن الله قد وضعه في ثغرة من (اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم في الخير وحبب الخير إليهم فطوبى من جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر).والي الخرطوم أعرب عن قلقه البالغ إزاء ما نشرنا في هذه المساحة من تقارير تقول بأن بعض المدارس فرضت بالفعل رسوماً على التلاميذ.. الوالي طلب مشكوراً مدّه باسم أية مدرسة تفرض رسماً على التلاميذ في المدارس الحكومية أو تقوم بطرد تلميذ بسبب الرسوم.الدكتور الخضر تعهّد بالتحقيق في الأمر إن ثبت واتخاذ الإجراءات التي تكفل لكل تلميذ حقه في أن لا يحرم من نعمة التعليم، وأبدى اهتماماً كبيراً وقلقاً بالغاً إزاء ما كتبناه في حول وجود مدارس فرضت رسوماً دراسياً.سيدي الوالي ... شكراً على هذا القلق النبيل في وقت تتعاظم فيه جهودكم نحو تقديم صورة فاضلة للقيادة التي تهتم بأمر الناس توجيهكم في هذا الصدد سيكون امتداداً لجهود حثيثة تقومون بها لخدمة إنسان الولاية، وسنكون لكم في الصحافة عوناً وعضداً للكشف عن الجهات التي تفعل ما أقلقكم ومازال يقلق مضاجع أولياء الأمور وينذر برامج الدولة واستراتيجيتها بالخطر، فالتعليم هو عصب التنمية، وقد استبدت بنا هموم المستقبل المبني على المجهول في ظل اتساع دائرة تسرب التلاميذ من المدارس.أعرف أُسراً بالاسم سيدي الوالي أبقت أبناءها بين جدران المنزل حينما ضاقت ذات يدها بمصروف الدراسة، بعض المدارس لا تأبه بقرارات الدولة ومن حقنا عليكم أن تحاسبوها لأن التعليم في الخرطوم أيضاً (خط أحمر).ناشدناكم هنا لأننا نقدر حرصكم على أن ينعم أبناء الولاية بفرص متساوية في التعليم الذي بات سلعة لا يستوي في تلقيها الأغنياء والفقراء، وكنت أثق في أن توجهات الولاية المتفاعلة مع ظروف الناس ستنصف المنتظرين على رصيف التفاؤل بإمكانية اتخاذ إجراءات تحفظ قرار مجانية التعليم من عبث المتربصين بجيوب أولياء الأمور.ولأننا نعي حماسكم للتعليم وعناصره، فلقد خاطبناكم مُباشرةً واستجبتم مشكورين وها نحن نواصل معكم في مسير الانحياز لهموم البسطاء، ونعدكم أننا سنكتب اسم أية مدرسة طردت تلميذاً بسبب الرسوم الدراسية أو طالبته بمبلغ مالي نظير الاستمتاع بنعمة التعليم.شكراً لعبد الرحمن الخضر في سعيه للرهان على الإنسان في ولاية يشتد عليها الضغط في كل يوم، وتتحمّل تبعات الظروف الاقتصادية والسياسية بكل صبرٍ واحتسابٍ واستبشارٍ بأن قادمها أحلى بإذن الله. كاتب هذا العمود يهيب بكل من فرضت عليه المدارس رسوماً نظير الاستمرار في تلقي الدراسة الاتصال على هواتف زملائنا في صفحة (حضرة المسؤول) ونعدكم بأن الشكاوى ستذهب إلى الوالي الخضر مُباشرةً.