كشف المجلس الأعلى للبيئة بولاية نهر النيل، عن تراجع مستمر في مساحة الغطاء النباتي بالولاية بسبب ازدياد مُعدّلات التصحر والجفاف بنسبة (69%) من مساحة الولاية البالغة (132) ألف كيلو متر مربع، وأرجعت ذلك الى مجموعة من العوامل التي اهمها التغيّر المناخي والقطع الجائر للأشجار والجفاف الذي ضرب السودان في ثمانينات القرن الماضي، بجانب عوامل اخرى دخيلة على الولاية كالتعدين العشوائي والمنظم مما ادى الى انكشاف الغطاء النباتي وتعرية التربة مما تسبب في الزحف الرملي الكبير تجاه مجرى نهر النيل، خاصةً في الأجزاء الشمالية للولاية في مناطق (ندى وأم غدي وبسوى), ولم تسلم منه مدينة أبو حمد ومدن أخرى بالولاية. وفى السياق، اوضح المهندس حاج عطوة تاج السر رئيس المجلس الاعلى للبيئة بولاية نهر النيل أنّ نسبة التصحر بلغت نحو (69%) من مساحة الولاية, خرجت نتاجاً لمسح ميداني وجوي لكل الولاية، وحدّدت مساحات التصحر والإخضرار والمساحات السكنية بكل محلية, وأشار عطوة في حديثه مع (الرأي العام) الى قيام عدد من المشاريع الزراعية الكبيرة منها مشروع الفداء الزراعي بمساحة (45) ألف فدان والأمن الغذائي ودال الزراعي بمساحة (20) ألف فدان, وأضاف: يمكن ان تساعد فى انتشار الغطاء النباتي وتحد من الزحف الصحراوى, خاصة بعد ان ترى النور، ورهن ذلك بالتزام هذه المشاريع بزراعة (5%) من مساحتها بالأشجار الغابية والأحزمة الشجرية، وأبدى التزام المجلس بتوفير الشتول لهذه الشركات وتشجيعها للاستزراع الغابي بكل محليات الولاية. وقلل عطوة من الجهود المبذولة لمحاربة التصحر بنهر النيل، وقال إن ذلك يفوق إمكانات الولاية والدولة، واعتبر ما يتم من جهود لتقليل الظاهرة، لا يمكن ان تعيد الإخضرار مرة اخرى إلا بتكثيف الجهود الدولية والعون الخارجي من المنظمات العاملة في مجال البيئة، وأشار الى دور منظمة حماية البيئة بالولاية ونشاطاتها المكثفة، خاصة في الوعي البيئي ومكافحة التصحر، وأضاف: هنالك ورشة عمل تمت الاسبوع الماضى طرحت المشكلة، وأصدرت توصياتها وحملتها لوزير البيئة الاتحادي ليكون حلقة وصل مع منظمات العمل المدني. وهاجم عطوة الشركات وجميع العاملين بقطاع التعدين، نسبة لدورهم السالب جداً فى مجال البيئة وصحتها، وطالب جهات الاختصاص بإلزامهم بدفن الحفر واعادة الارض على ما كانت عليه حتى لا يتم جرف للتربة ويحد الزحف الرملي، وتابع: الوضع غير مطمئن، ولكن هنالك جهود تبذل وان العمل اكبر من طاقة القائمين عليه.