كشف السفير العبيد مروّح الناطق باسم وزارة الخارجية، عن توجه علي كرتي وزير الخارجية غداً الأربعاء الى نيويورك في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام، مستبقاً التقرير الذي سيرفعه رئيس الآلية الأفريقية الرفيعة ثابو امبيكي والخاص بتقييم نتائج جولة التفاوض بين وفدي الحكومة ودولة جنوب السودان بعد نهاية الفترة التي حددها مجلس الأمن بثلاثة أشهر تنتهي في الثاني من أغسطس المقبل، وأوضح العبيد أن كرتي سيجري مباحثات مهمة مع أعضاء مجلس الأمن. وفي الأثناء، قلل وفد السودان المفاوض في محادثات أديس أبابا من شأن المقترحات التي قالت حكومة الجنوب انها تقدمت بها بشأن البترول والحدود وأبيي. وقال د. مطرف صديق عضو الوفد في مؤتمر صحفي بأديس أبابا، إن ما رفعه وفد دولة جنوب السودان تجميع لمواقف سابقة في وثيقة واحدة ولا تحمل جديداً. وكان باقان أموم قال في مؤتمر صحفي بأديس أبابا، إن بلاده تقترح (9) دولارات و(10) سنتات لعبور كل برميل من بترول شركة النيل الكبرى (جنبوك) و(7) دولارات و(26) سنتاً لعبور بترول بترودار. وأكد د. مطرف أن السودان على استعداد للتفاوض حول جميع المسائل بما فيها البترول والحدود والأمن وفقاً لجدول متفق عليه في المفاوضات. وقال د. مطرف إنّ المهلة التي وضعها مجلس الأمن الدولي، التي تنتهي في الثاني من أغسطس المقبل لا تعني نهاية المطاف، وأضاف بأن الغرض منها تحديد مدة يبدي فيها الطرفان جديتهما وحرصهما على الوصول لاتفاق حول المسائل والموضوعات الخلافية كافة. وقال إن انتهاء ذلك الأجل لا يعني أن يتوقف الطرفان عن التفاوض، بل يعني إظهاراً للجدية ووضع الطرفين في المسار الصحيح للتفاوض، وأشار إلى أن توقف المفاوضات المباشرة يشكل انتكاسة أعادت التفاوض للوراء حيث عاد الطرفان للجلوس تحت رعاية الإتحاد الأفريقي عوضاً عن الجلوس مباشرةً والذي أحدث بعض التقدم من حيث التفاوض المباشر حول الموضوعات المختلفة وبصورة إستراتيجية وشاملة، وأوضح أن أطراف التفاوض عادت الآن إلى المواقف الابتدائية. وفي السياق، بدأت بأديس أبابا أمس، اجتماعات بين الحكومة وممثلين لولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وذكرت (الشروق) أمس، أن الإتحاد الأفريقي أعرب عن أمله في أن تصل الأطراف السودانية لاتفاق حول توفير الإغاثة للمنطقتين، وناشد مفوض الإتحاد الأفريقي طرفي النزاع بالوصول إلى اتفاق عاجل، وحَذّر من أن أي تعطيل في الاتفاق لتوفير الإغاثة سيؤدي لمزيد من المعاناة. إلى ذلك، يعود الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع، رئيس الجانب السوداني في اللجنة السياسية الأمنية المشتركة إلى أديس أبابا ليرأس الجانب السوداني في مفاوضات غير مباشرة بعد زيارة خاطفة للخرطوم أجرى خلالها مشاورات مهمة مع قيادة الدولة حول مسار التفاوض والعقبات التي تعترضها، وتَوقّعت مصادر أن تبدأ المفاوضات الخاصة بجنوب كردفان والنيل الأزرق بالترتيبات الأمنية والوضع العسكري في الولايتين.